2013/05/29

المخرج نجدت أنزور: الدراما الوطنية كادت تغيب أمام إرضاء «التمويل الخليجي»
المخرج نجدت أنزور: الدراما الوطنية كادت تغيب أمام إرضاء «التمويل الخليجي»


سناء هاشم – تشرين

أكد المخرج الكبير نجدت أنزور أن الدراما السورية لعبت دوراً في تحريض الشعور الوطني ولاسيما في الستينيات والسبعينيات والتسعينيات، لافتاً إلى ضرورة الاعتراف بأن الظاهرة الدرامية قد قصرت – ولأسباب عديدة- في مقاربة الملحمة الوطنية السورية التي أنجزت «الجلاء التاريخي» للمستعمر الفرنسي عن بلادنا. وأضاف أنزور في تصريح لـ «تشرين» إنه: وعلى الرغم من ذلك، فإن فترة التسعينيات بالتحديد شهدت اهتماماً لافتاً بالتاريخ الكفاحي الوطني للشعب الـسوري البطل، وكان أهم التجليات الدراميـة بإجماع النقاد والمشـاهدين هو مسلسل «اخوة التراب» بجزأيه.

أعمال ملحمية

ويعد مسلسل «إخوة التراب» الذي أخرجه أنزور، وكتب نص السيناريو له الكاتب والصحفي حسن م.يوسف، وقام ببطولته أيمن زيدان وسوزان نجم الدين، أحد الأعمال الملحمية التي حظيت باهتمام بالغ على الصعيدين الوطني والعالمي، ووثق في مشهدياته قصة الثورة السورية في وجه الخلافة العثمانية التي دامت أربعة قرون ونيف من الزمان. ولفت أنزور إلى أن فترة التسعينيات شهدت أيضاً بعض الأعمال الوطنية التي تقارب الكفاح الوطني بمواجهة الاستعمار الفرنسي مثل «نهاية رجل شجاع» و«الثريا» و«أيام الغضب» وسواها.. بغض النظر عن التفاوت في القيمة الفنية والفكرية.

أما على الصعيد الشخصي، فقال أنزور: كنت ومازلت ميالاً لأي نص يطرح قضايا الكفاح الوطني والاجتماعي وبعض الأعمال ذات الطابع الفكري التي أثارت جدلاً وهي معروفة للجميع.

وأوضح أنزور أن مسلسل «رجال الحسم» هو الآخر عمل على توثيق سيرة أبطال سوريين في مواجهة العدو الصهيوني في أواخر الثمانينيات، مشيراً إلى أنه من الضرورة بمكان التنويه بأن معظم المخرجين يميلون إلى الأعمال الوطنية التي لا يمولها إلا القطاع العام والقطاع الخاص بنسبة قليلة.

حقيقة مؤلمة

واستدرك أنزور بالقول: إن الحقيقة المؤلمة التي لا بد من الاعتراف بها، هي أن هذا الاتجاه النبيل في الدراما تراجع وكاد يغيب تماماً ليتقدم المال الخليجي أو المغطى خليجياً ويحتل مسرح الإنتاج الدرامي ما أدى إلى إنتاج سلسلة من الأعمال الاستهلاكية التي، وإن كان بعضها جيداً فنياً، إلا أن غايته إرضاء صاحب رأس المال ومشاهديه، حتى كادت تغيب الأعمال الوطنية تماماً ليظهر عمل يتيم العام المنصرم مأخوذ عن رواية الأديب حنا مينه «المصابيح الزرق».

ورأى أنزور أن سورية كانت ولا تزال تخوض كفاحاً وطنياً استقلالياً سيادياً على جميع المستويات العسكرية والسياسية والثقافية، وإننا نشهد الآن لحظات تاريخية وعلى وطننا وشعبنا الانخراط فيها كل من موقعه من أجل الدفاع عن سورية السيدة المستقلة الحرة التي عرفت طيلة تاريخها كيف تقاتل بصبر وشجاعة حتى النصر.

وختم صاحب «ما ملكت أيمانكم» حديثه بأن الالتباسات التي تغلف المشهد الآن يجب ألا تضيّع البوصلة، فوحدة الوطن والشعب والسيادة والاستقلال قيم مقدسة لا يحق لأحد العبث بها وقد اتخذ السوريون قرارهم بالنصر.