2012/07/04

المضمون لا يعوّض غياب الشكل
المضمون لا يعوّض غياب الشكل

خاص بوسطة - رامي باره

بدون شك يعتبر برنامج "الفن السابع" الذي يقدمه المدير العام لمؤسسة السينما والناقد السينمائي "محمد الأحمد" على شاشة التلفزيون السوري أحد أهم البرامج السينمائية العربية مضموناً، فهو من البرامج القليلة التي خرجت من الإطار الإخباري السينمائي لتقدم نقداً عميقاً ومنظماً حول أهم الأفلام والممثلين والمخرجين الذين دونوا أسماءهم في تاريخ السينما.

ولكن إن تسألنا عن سبب عدم جماهيرية البرنامج أو عدم متابعته إلا من جانب قليل من المختصين، فمن السذاجة أن يكون جوابنا هو غياب الجمهور السينمائي مبتعدين عن الأسباب البديهية التي تنزع صفة الإثارة والجذب عن برامج التلفزيون السوري، خصوصاً وأن هذا الجمهور لطالما أثبت العكس خاصةً خلال مهرجان دمشق السينمائي المنصرم، ودون أن ننعت الإثارة بالإعلام الأصفر مشيحين بنظرنا عن معايير باتت معروفة من أساليب الجذب المتنوعة والمبتكرة التي تتبعها الفضائيات من حولنا.

"الفن السابع" برنامج أسبوعي يمتد لساعة أو أكثر يقدمه "محمد الأحمد" بلقطة واحدة متوسطة طوال الساعة لا تحمل أية دلالة، والمقدم يتحدث طوال الوقت عبر هذه اللقطة بشكل مباشر إلى الكاميرا.

أما الخلفية (أو الديكور كما يُفترض) فهو إما (بوستر لاصق) من إحدى (بوسترات) مهرجانات دمشق السينمائية السابقة، أو زاوية ثابتة من أثاث منزل المقدم.

أما الإضاءة فهي إضاءة مباشرة أشبه بإضاءة تصوير الأعراس والحفلات الخاصة،

ولكن الجميل في البرنامج هو تلك اللقطات المختارة من أهم الأفلام العالمية والتي تتخلل فقرة البرنامج الوحيدة، وتكسر شعورنا بغياب الإخراج البرامجي الذي تحوّل في تلفزيوننا السوري إلى مجرد عمل إجرائي تنفيذي خالٍ من التنويع ومن أية معايير جمالية أو إبداعية.