2018/09/29

24/24 - ريم حمزة

هو نجم من نجوم العصر الذهبي للدراما السوريّة، سطع اسمه بقوّة في سماء الفنّ وترك بصمته في الساحة الفنيّة العربيّة.. هو فنان ومثقّف يعتبر أنّه لا توجد قوّة على الأرض إلا قوّة الثقافة، مؤكّدا أنّها إذا حضرت فسترسّخ وجودها وتتفوّق حتّى على القنابل الذريّة إن وجدت.

اشتهر منذ سنوات بشخصيّة “أبو عصام” في المسلسل الشهير “باب الحارة”. ومن أعماله التلفزيونيّة كذلك “ليالي الصالحيّة” و”على حافّة الهاوية” و”الاجتياح”… إنّه الممثل والكاتب والمخرج السوري عبّاس النوري الذي تحدثنا إليه حول مواضيع مختلفة في الحوار التالي:

غبت عن تونس لفترة، فما هو سبب ذلك؟

زيارتي الأخيرة إلى تونس كانت خلال مهرجان الإذاعة والتلفزيون سنة 2016، وكنت سعيدا جدّا ليس بتكريمي بهذا المهرجان فقط، بل بزيارتي لهذا البلد الذي هو، بالنسبة إليّ، الناس المخلصين والمرتبطين بالحضارة أكثر من غيرهم من الشعوب، لأنّ تونس مازالت محتكة بالثقافة الأوروبيّة وهي إلى حدّ الآن الأجرأ ثقافة على تصدّر المشهد الثقافي العربي، خاصة بهذا الزمن الذي نحن بحاجة فيه إلى تحويل وزارات الثقافة العربية إلى وزارات حربيّة لمواجهة الاعتداء الآتي من تاريخنا الذي لم نستطع قراءته بجرأة ونأخذ منه مواقف تقوم على تحليل منطقي وتهميش كل المقدسات التي لا يمكن الحوار معها.. تونس تجرأت على إقامة هذا الحوار وتجرأت حتى على التصدي لبعض التشريعات التي استحكمت المجتمع العربي المسلم حتى الآن.. تونس اليوم في صدارة المشهد الثقافي العربي وأتمنى لها الخير دائما وهي جديرة فعلا بالثقة لأنها تتجه نحو مستقبل مليء بحقوق الإنسان والحريات والعدالة الاجتماعيّة.

أنا وإن غبت عن تونس فإنّني أتابع أخبارها بدقة شديدة وهي تجذب الانتباه دائما، بكل ما فيها.

أنت مطّلع على الساحة الثقافيّة التونسيّة، فهل تشاهد أعمالا تونسيّة سواء دراميّة أو سينمائيّة؟

في الحقيقة أنا مطلع على بعضها وليس جميعها، رغم أنني أتمنى أن أطلع على جميعها وإن كانت اللهجة في بعض الأحيان تقف عائقا، لكنها عائق غير أساسي ويمكن تجاوزه..

بدأت معرفتي بتونس من خلال مخرج تونسي من أهم المخرجين بالوطن العربي هو شوقي الماجري الذي كان لي معه تجربتان لأعمال تلفزيونيّة تم صياغتها بلغة سينمائيّة عالية، وكان الجهد على صعيد التمثيل سينمائي وأعتقد أنه كان متعبا، لكن إلى جانب هذا التعب كان هناك متعة خاصّة واستمتعت بالعمل مع هذا المخرج بما يملك من رؤية وقدرة على التأمّل والتحليل والفهم العميق لكل تفاصيل المجتمع العربي المتشابه سواء كان سوريا أو تونسيّا أو يحمل جنسيّة أخرى.. ولا يمكن أن أتّهم نفسي بالغوص في المشهد الثقافي التونسي وإنما استطيع تناول العناوين الرئيسيّة للمشهد الثقافي التونسي الذي احتلّ كل الصحافة العربيّة المحترمة خاصّة عندما تصدّى لما يسمّى مؤسسات تونس الثقافيّة واستطاعت أن تضع مشروع قوانين قادمة لتجاوز كل العادات والتقاليد والإرث الثقافي الشرعي الذي ورثناه عن الدين بمفهومه الخاطئ، فتونس تصدّت لتعدد الزوجات ونادت بالزواج المدني وكان لها موقف جيّد بخصوص مسالة الحج إلى الكعبة الشريفة تحديدا بخصوص الحرب في اليمن، وهي ليست مواقف سياسيّة بقدر ما هي تعبر عن رؤية حقيقيّة لواقع ثقافي، فالحرب التي نخوضها ليست حرب دماء تهدر أو أبنية و أوطان تدمّر،  بقدر ما هي حرب باتجاه بناء مستقبل وليس لغزو المستقبل على طريقة القبائل العربيّة، تونس تجاوزت منطقة القبائل بثقافتها وتدخل الآن المستقبل من باب البناء الحقيقي.

بعد سنوات من الثورات العربيّة، كيف ترى الساحة الثقافيّة العربيّة اليوم؟

سؤال ذكي وصعب في نفس الوقت، لأن الإجابة عنه تتطلب الدخول في مساحة حقيقيّة للبحث والاكتشاف والاجتهاد وقراءة كل مشهد ثقافي داخل كل بلد عربي لنرى استحقاقه وامتحانه أمام كل هذا التحدّي الذي حصل مما سمّي ثورات أو ربيع عربي، واعتبر أن كل هذه التسميات هي طارئة، ويبدو أن الإعلام غزا الثقافة غزوا كبيرا  متسلحا بآلة كبيرة على مستوى التكنولوجيا الموجودة الآن بكل وجوهها من وسائل الاتصال السريع الذي جعلت الإعلام يأخذ الصدارة وغُيّبت الثقافات بشكل كبير عن دخول حروبها الحقيقيّة، ما قبل الثورات أي ما قبل سنة 2010، وحتى الآن نحن أمام مأزق مع التاريخ، فالثقافة لم تمتحن نفسها عبر قراءة جريئة لهذا التاريخ وتحديدا “التابوهات” والمقدّسات والمحرّمات، فنحن نرث المقدسات ولا نناقشها.. نؤمن ولا نفكر.. نرث حتى الإيمان، هذه الأمة حتى الآن لم تخرج من حالة القطيع أو حالة القبائل وليس المستقبل بالنسبة إليها إلا قصيدة شعر يمكن أن تكتب ويُصفّق لها فقط، ليس هناك حياة يمكن أن تؤسس فيها ثقافة حقيقيّة لبناء مجتمع مختلف، نحن لا نعترف بأخطاء هذا التاريخ بل مازلنا نفتخر به ونجمّله أكثر فأكثر، والثقافة تمتحن نفسها عبر القراءة الحقيقيّة في أصل الشخصيّة العربيّة، وهي حتى الآن أصل ملتبس ومرتبك ومختلج ولا يستطيع أن يأخذ لنفسه حدودا واضحة ليعرف حقوقه أو يتمتع بحريته إذا ما حصل عليها وهذا طبعا صعب.

العناوين كبيرة جدا يمكن أن تواجه الثقافة في امتحانها مع الواقع العربي إجمالا قبل الثورات وأثناءها وبعدها، هذا إذا صحّ أصلا تسمية ثورات، أنا لا استطيع أن أقبل كلمة ثورة ببساطة لأن الثورات التي مرّت في تاريخ وطننا العربي كانت انقلابات عسكريّة وليست ثورات وأطلق عليها ثورات لأن من قام بالانقلابات اعتقد أنه النخبة الحقيقيّة التي تمثل الشارع، فيما الشارع يجوع ويعتقل بالشعارات الزائدة التي تطالب بالتحرير سواء لفلسطين أو سواء للمجتمع والإنسان نفسه، ولنر الآن حالة المجتمع العربي والإنسان العربي وحتى حالة فلسطين فكل شيء يصادر ويذهب هباء، والمشهد الثقافي العربي مازال مليئا بالصراخ، إلاّ أنّ اليوم هناك مؤشرات تبشّر بأنّ هذا الاختلاج سيستقرّ في لحظة ما ويواجه ما يجب أن يأخذ مكانه الطبيعي في “خندق المواجهة ” مع كل هذا الإرث الضخم.. عدوّنا ليس في الخارج، عدونا الأساسي في تاريخنا ومن يجب أن يكتشف عدونا هو أنفسنا، فنحن أعداء أنفسنا وهذا يساعد كثيرا كل  العالم للطمع فينا، نحن من نغزو أنفسنا بآلة غيرنا ونحن من نعتقل تاريخنا كما يريد غيرنا ونحن من نفكر كما يريد غيرنا دائما ولا نلجأ إلى التفكير بأنفسنا إلا عبر المسائل المقدّسة و”التابوهات” ونفعل مثل المثل الذي يقول “امش جنب الحيط وقول يا رب سترك “.. للأسف هذه هي الملامح الرئيسية التي استطيع الآن الإجابة عنها.

ما هو وضع الساحة الفنيّة السوريّة اليوم، والدراما السورية خاصّة؟

سؤال مهم كثيرا، لأن الوضع بالساحة الفنيّة بسوريا وتقريبا الحديث عن المشهد الدرامي السوري الآن، لا يمكن عزله بطبيعة الحال عن الوضع الثقافي السائد رغم الاستباحة الكبيرة التي نشاهدها على شاشات التلفزيون من أعمال تحمل أسماء الكثير من المؤلفين، وما أكثرهم في هذه المرحلة، هناك استباحة حتى لموضوع الثقافة والتأليف، وهناك تقصير ممّا سبق ثقافيا  أو حسب تقديري تراجع وتخلف مخيف وهناك أيضا مساحة كبيرة جدا من إحلال المناخ الانتهازي على كل الأصعدة في الساحة الثقافيّة.

المشهد الثقافي السوري الآن عموما هو مشهد أعتقد أنه مصاب بالتشظي وإن تم إخفاء الأمر بطريقة من الطرق، هذا التشظي هو عبارة عن أسئلة يمكن أن تجيب عنها الثقافة في سوريا عبر مؤسساتها المعتمدة وللأسف هي مؤسسات رسميّة، ودائما الجهات الرسميّة للمؤسسات، سواء كانت ثقافية أو اقتصادية، لا نستطيع أن نتهمها بالصدق دائما لأنها ستزوّر من أجل بقاء مديريها وكراسيها وأصحاب المصلحة في بقائها، لذلك لا يمكن أن نتهمها بالصدق، لكن مع التاريخ هناك إجرام، ففي المشهد الثقافي في سوريا الآن لا توجد رواية سورية تستطيع أن تقرأ الواقع المرير جدّا والتاريخي الحقيقي والاستثنائي في تاريخ مجتمعنا السوري المتنوع والغني بحضارة لا يمكن اختصارها ببساطة في أسماء يتم تداولها في الإعلام بـ”داعش” أو غيرها أو هذه “الإسلاموفوبيا” المستمرة والموجودة والتي اقتحمت عالم الثقافة لانعدام وجود المثقفين الحقيقيّين، لأن الإعلام طغى عبر وسائل الاتصال السريعة والتكنولوجيا الهائلة التي تتحكم حتى بالعقول المثقفة الآن، المعلومة التي يحصل عليها المثقف اليوم لا مساحة للتأمل فيها لأن الحقائق ستسبقه حتما على الأرض ولا توجد قوّة على الأرض إلا قوّة الثقافة إذا حضرت فسترسّخ وتؤكّد وجودها وحضورها وتتفوّق حتّى على القنابل الذريّة إن حصلت.. لأن الثقافة باقية مهما دمّرت إن لم تكن في الذاكرة فهي في صفحات التاريخ، الثقافة اليوم في سوريا انعكست على الدراما فلا يمكن أن نمتحن الدراما إلا عبر الثقافة.. اليوم هناك مجموعة أسماء يتم تداولها واستثمارها إعلاميا على أنها حاضرة وأنّ المشهد الثقافي أو الدرامي بخير، لا توجد في سوريا اليوم أعمال يمكن أن تمثل المشهد الثقافي في سوريا أو حتى الفني، هناك اعتداء على كل ما أُنجز ويمكن أن نقول أن التلفزيون العربي السوري الذي كان مطبخ الدراما الرئيسي والأساسي والذي تخرج منه المبدعين والنوابغ والأعلام الكبار الذين أسّسوا لانتشار الدراما السورية في الوطن العربي، يستحي اليوم من تاريخه للأسف الشديد، فالتاريخ أكبر منه لأنّ الحياة تتقدّم للأمام وهو في تراجع مستمرّ إلى ما لا نهاية، وكل العقول التي تتحكم الآن في الثقافة والإعلام هي عقول نفعية، لا يمكن أن تقوم للثقافة قائمة بعيدا عن الحرية والحوار ودون أن يحترم الناس الذين يقرؤون ويستمعون أنني أختلف معهم. لا أريد أن أسمي أسماء لأن المسألة ليست كذلك، وكثير من الأسماء المحترمة التي أعرفها على المستوى الشخصي هي اليوم في مناصب رسميّة لكنها أمام أسئلة كبيرة ولا يمكن أن يسامحها التاريخ ولا يسامحني أنا أيضا، فاليوم هناك اعتداء حقيقي على الثقافة وعلى كل شيء في الدراما وفي الفن والمسرح والسينما فليس هناك سينما حرّة تستطيع أن تنطلق وتعبر عن الناس ولذلك فهي تفقد شباك تذاكرها باستمرار وتدعو الناس بأي طريقة إلى المشاهدة وهي فقط “بروبقندا”، إعلامية وهذه هي حالة السينما السوريّة، أما حالة الدراما فهي مثل الذي يخبئ في حصالته الكثير من النقود لكنها ثقبت بطريقة ما وبدأ كنزها يتسرّب.

في سوريا نحن معنيّون تماما بالمواجهة الثقافيّة، إن صحّ التعبير، أنا دعوت وسأدعو دائما إلى تحويل كافة الوزارات الحربيّة والدفاع والجيوش العسكريّة إلى وزارات تتسم بثقافة حقيقيّة وليس بعقائد معينة يجب الدفاع من خلالها عن الوطن الذي هو أسمى المعاني في تاريخ الشعوب، ويجب أن ترفع القباعات لكل شهداء المؤسسة العسكرية في سوريا، لكن في المقابل أنا أدعو إلى تحويل وزارات الثقافة العربية عموما وتحديدا وزارة الثقافة السورية إلى وزارات حربية حقيقيّة، فـ”داعش” ليست مجموعة أشخاص يمكن ملاحقتهم والقبض عليهم وحتى إعدامهم، بل “داعش” موجودة حتى في الكتب الجامعية والدينيّة تحديدا وفي هذا التاريخ المرير الذي لم نستطع حتى الآن مواجهته أو قراءته قراءة تحليلية أو بعقل جريء وحرّ.. “داعش” موجودة وستبقى موجودة وهذا هو التحدّي الأكبر. فإسرائيل هيّنة وسهلة جدا لأنها أوضح من “داعش” بكثير لأن أطماعها أوضح وما تريده واضح لنا تماما وتستفيد بالتأكيد من كل عيوبنا وبكل ما نذخر به من ضعف وعلى رأسه الثقافة.

هذا إلى جانب أنّ الثقافة في سوريا أنتجت حتى في العقيدة اتصالا حقيقيا مع الثقافة ومع الفهم ومع احترام العقل الإنساني، ولا ننسى أنّ من الشام انطلقت الرسل السماويّة، والمسيحيّة نشرت عبر دمشق وأصبح للإسلام دولة عبر دمشق وانتشر الإسلام في أصقاع العالم عبر دمشق، وهذه ليست ميزة سياسيّة بقدر ما هي ميزة ثقافية كبيرة جدا واستحقاق ثقافي على دمشق أن تؤكد حضوره دائما و باستمرار في الحاضرة العربية عموما.

هناك اليوم توجه إلى دبلجة المسلسلات الروسيّة إلى اللهجة السوريّة، فما هو تعليقك على ذلك؟

ألمح في هذا السؤال غمز سياسي، يتعلّق بالسيطرة الروسية على المشهد الثقافي السوري بطريقة ما، وإذا كان هذا المراد من السؤال فأنا اعتذر عن الإجابة.. أما من الزاوية المهنية، فأنا مع كل التجارب في العالم ولا ننسى أن الثقافة الروسية لها حضور على مستوى العالم وعلى مستوى الإنسانية بشكل عام وعلى مستوى التاريخ الثقافي الروائي والمسرحي والشعري والباليه والسينما، وبالتأكيد لها دور كبير على مستوى العالم، وإذا كان المقصود من دبلجة الأعمال الروسية هو المشاركة في بعض إبداعاتها وتألقها الكبير والعالمي، فيشرفني ذلك، وأنا أشجع عليه وحتى على الأمريكي نفسه الذي يعتبر عدوّا أساسيّا في حياتنا السياسيّة.

تحصلت على العديد من التكريمات خلال مسيرتك الفنيّة، وستكرّم قريبا في مهرجان الإسكندرية السينمائي، فماذا تعني التكريمات لعباس النوري؟

أحب أولا أن أشير إلى الدروس التي لا يزال المشهد الفني المصري يقدم لنا فيها دروساً في احترام التقاليد الفنية عموما. وهذه ليست شهادة مني بل اعتراف، لأن العلاقات الفنية التي يحرص المصريون على احترام تراتيبها نفتقد بعضها في الكثير من دولنا العربية للأسف.

الفنان المصري مهما كان مستواه له اعتباره أمام السوق والجمهور أولاً، دون الدولة ومؤسساتها المعنية حتى بطبيعة عمله. والدولة المصرية تقيم أفضل العلاقات مع الفنانين باعتبارهم سفراء وواجهة وطنية بل تعبر حتى عن احترامها لمواقفهم وإن لم تكن منسجمة مع سياستها.

وحسب معلوماتي المتواضعة فإن جمال عبد الناصر بنفسه كان قد لام أنور السادات على خطأ ارتكبه الأخير بحق بعض الرموز المصرية إبان (الثورة) معتبرا إياهم كالأهرامات ولا يجوز بأي حال أن يتعرض لهم أحد !

المهرجانات بحد ذاتها لا تثير اهتمامي في طابعها الدعائي الطاغي، بقدر ما أهتم فعلاً بمدى الاستحقاق نفسه، وأقرأ اختياري خشية أن أكون محسوبا على خيارات غير مستحقة ولا تعبّر عن جدارتي.. قدمت سابقا جائزتي الأخيرة في الجزائر إلى جميع الفنانين السوريين الذين اضطروا للهجرة والخروج من سوريا وبأي سبب كان حتى لو كان سياسياً إلا أنني لازلت ألوم البعض لتقديم السياسة في حياته على الثقافة وهي الأهم دون نقاش.

ماهي مشاريعك الفنية المستقبلية؟

ما زلت في معركة إحياء عرض مسلسل منعته الرقابة من التلفزيون السوري وهو بعنوان “ترجمان الأشواق” يتضمّن قصّة جريئة وجميلة جدّا، كان يجب أن تعرض في رمضان، لكن الظروف لم تساعد، والرقابة بالدرجة الأولى هي التي أوقفت هذا العمل، وأعتقد أنها فعلت ذلك بطريقة لم تكن محترمة على الإطلاق.. هناك معالجة وحوارات تقام مع الرقابة اليوم وأنا طرف في هذه الحوارات على أمل أن نتفاهم ويعرض هذا المسلسل.

“ترجمان الأشواق” هو من إخراج محمد عبد العزيز ويشارك فيه مجموعة من النجوم الكبار في سوريا منهم ثناء دبسي وفايز قزق ورنا ريشة وغسان مسعود، وغيرهم.

ومن جهة أخرى، أنا بصدد قراءة الكثير من الأعمال لكنها لا تعبر على الحد الأدنى من المستوى المطلوب، حيث أصبحنا نختار أفضل السيء ونحاول أن نجعله جيّدا بطريقة ما، عادة أنا لا أصرح عن أيّ عمل  لم أوقع عل عقده ولا أوقع ببساطة، وحتى الآن ليست هناك عقود أمامي، لكن أقرأ الكثير من النصوص. والأهم في كل مشاريعي المستقبلية هو مشروعي في الكتابة، فأنا بصدد كتابة مشروع كبير أعتقد أنه سيكون مفاجأة، وعلى أمل أن ينجز هذا العمل.