2013/05/29

النجومية للبطولة الجماعية... والفردية للتسويق
النجومية للبطولة الجماعية... والفردية للتسويق

  ماهر منصور - السفير اما بعد عام يبرز اسم الفنان السوري كورقة رهان رابحة للفضائيات العربية. وتبدو هذه الحقيقة أكثر وضوحاً في الدراما السورية الرمضانية لعام 2010. فأنتج عدد من المسلسلات وتم تسويق أعمال أخرى بقوة دفع اسم فنان بعينه. وبالتالي لا يمكننا أن ننكر أن الدراما السورية دخلت اليوم دائرة «دراما - الممثل»، لكن غالباً في حسابات التسويق. أما البطولة الجماعية فهي السمة الغالبة على كثير من المسلسلات. وربما بسبب ذلك لم توفق هذا العام بعض المسلسلات التي جاءت بصيغة «دراما - الممثل»، التي تعتمد على البطل الأوحد. البطولة الجماعية ظلت هي الشكل الأسلم لظهور النجم السوري. من خلالها أمكن إثبات نجومية عدد من الممثلين والممثلات لهذا الموسم. منهم النجم بسام كوسا في مسلسل «وراء الشمس». وقد قدم أداء حركياً ساحراً، مجسداً دور «بدر» المصاب بداء التوحد، بحوار محدود ومكرر، عوّضه بمونولوج داخلي. في المسلسل ذاته برز اسم الفنان باسل الخياط، وهو طاقة فنية كبيرة تحتاج الى النص الملائم الذي يستفزها، وهو ما تحقق من خلال شخصية «عبادة»، التي استعاد عبرها نجاحه في تجسيد شخصية «عمر» في مسلسل «أحلام كبيرة». وقد تمكن المخرج سمير حسين من استثمار موهبة خياط، كما فعل من خلال التعاطي مع موهبة الشاب علاء الدين الزيبق المصاب بمتلازمة الداون، فقدم وجهاً جديداً بوزن «نجم» وبإمكانيات محدودة. كما نجحت الفنانة نادين خوري في تصوير الحالة النفسية لأم الطفل المعاق بأداء لافت. في مسلسل «أسعد الوراق» يؤكد النجم تيم حسن مجدداً أنه «ماركة مسجلة» في فن الأداء. يكشف لنا قدرات تمثيلية جديدة، من خلال شخصية «أسعد» بشكلها ومضمونها. فيتجاوز أداؤه حدود النص المكتوب، ليطغى على الدور حضوره الشخصي. ويسجل في المسلسل للنجم فراس إبراهيم قدرته على تجاوز نفسه على صعيد الأداء. وقد قدم شخصيته بروح كوميدية برغم جديتها وشرورها. اما مسلسل «لعنة الطين» فيتيح لنا اعادة اكتشاف موهبة الفنان مكسيم خليل، الذي يفاجئنا في كل مرة بأدائه، علماً بأنه لا ينال حقه من الشهرة. كما يعرفنا على وجه جديد للفنان وائل شرف، يؤكد خروجه من عباءة «معتز» في «باب الحارة» نحو تنويعات تمثيلية جديدة، بما يكشف موهبته الفعلية، ويمنحه مزيداً من الاهتمام النقدي. اما خارج اطار البطولة الجماعية، فقد اكد الفنان جمال سليمان في «ذاكرة الجسد» أنه «الأستاذ»، وأن ذكاء اختياراته الفنية لا يقل عن قدرته على تطويع أي شخصية يجسدها. واستحوذ الفنان مصطفى الخاني على نجومية «ما ملكت ايمانكم»، مؤكداً من خلال شخصية «توفيق» أن النجاح الذي حققه في مسلسل «باب الحارة» من خلال شخصية «النمس» العام الفائت، مرتبط بأدائه التمثيلي، وليس «بنجومية» «باب الحارة». وتؤكد النجمة الكبيرة منى واصف في مسلسل «الصندوق الأسود» أنها لم تزل قادرة على حمل مسلسل بكامله، وأن أدوار البطولة ليست رهنا بالشباب. كما نجحت النجمة كاريس بشار في مسلسل «لعنة الطين» بالخروج من الدائرة النمطية لأدوارها الأخيرة، وظهرت قدرتها على التقاط تفاصيل الشخصية التي تلعبها وتجسيدها. وقدمت كل من سلاف معمار وديمة قندلفت تنويعات تمثيلية تستحق الاهتمام، وتؤكد أن في موهبتهما ما لم يتم استغلاله بعد. كما يلاحظ الاداء اللافت لبعض اصحاب الوجوه الجديدة هذا العام: لينا دياب، نجلاء الخمري، ياسر الحجلي. في المقابل، تراجعت أسماء لعدة فنانين كانوا لفتوا الأنظار خلال السنوات السابقة، فيما عجزت أسماء أخرى على أن تأتي بجديد هذا العام. وفي الغالب كان العامل الحاسم في ذلك هو صيغة «دراما - الممثل» التسويقية، التي ساهمت بإطلاق يد الممثل في العمل الفني، من دون أن يستطيع المخرج ضبطه.