2012/07/04

باسم ياخور: الدراما السورية هي الأكثر التزاماً..
باسم ياخور: الدراما السورية هي الأكثر التزاماً..


أنا أصنف نفسي كممثل مجتهد يبحث عن التنوع، ومفهوم النجومية أصبح مستهلكاً.

الدراما السورية هي نقطة الانطلاق والاستمرار وهي الواجهة التي قادتني للعالم العربي.

ليست الدراما المصرية هي من صنع نجوميتي.

موازييك كل من الفنانين عباس النوري، جمال سليمان وتيم حسن تكمل الحضور السوري في مصر.

يكفينا حديثاً عن الجرأة وكأنها موضوع جديد وغريب عنا.

أنا مصرّ على نهاية "ضيعة ضايعة 2" فهي النهاية الملائمة تماماً لهذا المشروع.

"بقعة ضوء" لم يعد يعنيني لا من قريب ولا من بعيد.

علاقتي بأيمن رضا أكثر من جيدة وما يجمعنا علاقة صداقة ومودة كبيرة.

نضال "زكرت"، شهم ومحب، والليث مخرج نبيل وأخلاقي وابن عملاق في الفن.

خاص بوسطة - ديانا الهزيم


فنان في الدراما، وفنان في الكوميديا.. هذا ما يمكن أن نصف به الفنان المبدع باسم ياخور..

نجم بكل مقاييس النجومية التي يفرضها العصر.. استطاع أن يبني اسماً مهماً في الدراما السورية، خوله أن يخرج إلى مصر نجماً.. لا طالب نجومية..

تجارب مهمة قدمها في هذا العام تستحق أن نقف عندها.. وهكذا فعلنا.. توجهنا إليه بمجموعة من الأسئلة، في حوار زينته رؤيته الصافية للوضع الدرامي السوري، ومشروعه الفني الواضح..

باسم ياخور.. في حوار خاص مع بوسطة..

اليوم أنت تصوّر المسلسل الاجتماعي "تعب المشوار" للمخرج سيف الدين سبيعي، كيف تقيم الملامح الأولية للعمل؟ وماذا تخبرنا عن دورك تحديداً؟


"تعب المشوار" هو نوع من الأعمال الاجتماعية الذي يطرح إشكالات اجتماعية معاصرة وملحّة في الحياة الاجتماعية، أما بالنسبة للجانب الذي تحكي عنه شخصيتي في العمل، فهو يتناول سُلطة الذَكر التي يمارسها الرجل في مجتمعنا على زوجته، أخته، وحتى أمه، وهي نوع من الوصاية تقريباً، فهو يعتبر أنه ينتقل وراثياً بعد وفاة الأب ليصبح هو المسيطر أو الذكر المهيمن، فيتحكم بحياة أفراد العائلة بشكل تعسفي لا يقبل فيه أية وجهة نظر، دون أن يقبل برأي آخر ويناقشه، ويصوّر العمل ما تمارسه هذه الشخصية من قمع ضمن هذه العائلة المؤلفة من ثلاث إناث. وبشكل عام الشخصية جديدة عليّ وأنا أحاول قدر الإمكان أن تكون معبّرة عن مجموعة الأفكار التي حاول الكاتب إيصالها، وهي تجربتي الأولى مع المخرج سيف سبيعي.

وكيف وجدت التعامل مع سيف؟

سيف مخرج جيد، يتفاعل بشكل جميل مع الممثل، وكونه ممثلاً وفناناً، فإن هذا يسهل من عمله الإخراجي لأنه يعرف تماماً أدوات الممثل ويستطيع تقديرها بشكل جيد.

علمنا أنك تدرُس أحد المشاريع في مصر، ما مدى صحة هذا الكلام؟

في الحقيقة لا يوجد شيء أستطيع التصريح عنه حالياً، لأن المطروح في مصر، إلى الآن، هو عبارة عن مشاريع لا تزال قيد المفاوضة والنقاش، ولم تأخذ شكل الاتفاق النهائي بعد، وأنا لا أحب أن أصرح عن مشاريع لم يتم الاتفاق عليها ولم توقع بشكل كامل.

وماذا عن سورية؟

في الحقيقة هناك مسلسل جديد قد أشارك فيه مبدئياً، لكنني لن أصرح ما لم أوقع العقد بشكل كامل، لكن أعدك أن بوسطة ستكون أول من يعلم.

هل تعتبر أن مصر صنعت نجوميتك؟

"نهائياً"، اعذريني.. لكن كلمة نجم أو مفهوم "النجومية" أصبح مستهلكاً جداً حتى أننا بتنا نستخدم هذه الكلمة بطريقة مبتذلة، وأنا أصنف نفسي كمثل مجتهد يبحث عن التنوع في الأداء وعن مشروع شخصي ليس هو تحقيق نوع من النجومية، وإنما تحقيق حالة من التمثيل يستطيع الناس تذكرها والتكلم عنها حتى بعد مرور سنوات، بعيداً عن هذه الحالة المؤقتة من النجومية واللمعان الذي يذوي وينطفئ بسرعة، فأنا نوعت في حياتي العملية كثيراً بين أقصى درجات الكوميديا، وصولاً إلى أبعد حد ممكن من التراجيديا والجدية، وهذا التنويع كان لأثبت أنني ممثل يستطيع الأداء والتلون في كل الأدوار.

وعودة إلى سؤالك سأقول إنني قدمت كثيراً من الأدوار على مدى أكثر من 18 عاماً في الدراما السورية بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1993 وحتى اليوم، وأعتبر أن من قدمني إلى الدراما المصرية ليس عملي كممثل مغمور، وإنما كممثل له اسم وحقق انجازات في دراما بلده، ولم أكن لأعمل في الدراما المصرية ما لم أكن قد حققت نجاحاً في الدراما السورية، وبالتالي فالدراما السورية بالنسبة لي هي الأساس، وهي نقطة الانطلاق ونقطة الاستمرار على مدى سنوات طويلة وهي الواجهة الحقيقية التي قدمتني لشريحة مختلفة من الجمهور العربي.

"زهرة وأزواجها الخمسة".. اُتهم هذا العمل بالسطحية، فما الجديد الذي قدمه برأيك لباسم ياخور؟

المسلسل برأيي نوع من الأعمال التلفزيونية التي لا تستطيعين تحميله الكثير، والهدف منه المتعة والتسلية، وليس مطلوباً من جميع الأعمال أن تطرح قضايا كبرى ومعقدة، ووجهة نظري أن العمل، كتابياً، بدأ بمنحى كان من الممكن أن يكون فعلاً كنقطة ارتكاز للدخول في مواضيع حساسة ومهمة للغاية، لكن الكاتب اختار أن ينحى باتجاه الشيء المسلي راصداً المفارقات التي تحتوي على شيء كوميدي، فيه شيء من الرومانسية والعواطف فقط، دون طرح إشكالات أكبر، والآن هذا العمل، بغض النظر عما يقال عنه، حقق جماهيرية كبيرة جداً، وأنا أتفق مع الرأي الذي يقول أن هذا العمل هو بغاية البساطة التي قد تصل لحد السذاجة أحياناً، لكنه نوع من الأنواع الموجودة، والمرغوبة حتى جماهيرياً.

برأيك أليس سبب توجه الفنانين السوريين إلى مصر هو العامل المادي بالدرجة الأولى؟

لا نهائياً، ليس فقط السبب المادي، وإنما هو مزيج من الأسباب، منها حب انتشار أكبر، وأن يظهر اسم الفنان عربياً بشكل أكثر، وأحياناً بدافع الفضول لمعرفة آلية التصوير في بلد مختلف ومع فنانين آخرين وأسلوب آخر، وضمن هذه الأسباب يندرج السبب المادي.

ومادياً هل تعتبر نفسك، باسم ياخور، قد وصلت لسقف من الأجر لا ترضى بأقل منه؟

موضة التصريح عن الأجر برأيي موضة ساذجة وغير حقيقية، وكثير من الفنانين الذين صرحوا عن أجورهم، مع احترامي الشديد لتصريحاتهم، أجورهم أقل بكثير مما صرح عنها، لكن يبقى التصريح بالأجر والمبالغة في إظهار الرقم هو عمل دعائي يقوم به الممثل لرفع أسهمه بطريقة إعلانية، أما أنا فلا أتكلم إطلاقاً عن أجري، فهذا العمل يتم في غرفة مغلقة بيني وبين الجهة المنتجة، وإن أعجبني الأجر أعمل، وعندما لا يناسبني الأجر لن أعمل ببساطة شديدة، وتصريحي عما أقبضه ليس له هدف سوى أن أعطي انطباعاً لشركات إنتاج وقراء وجهات الوسط الفني أنني من الممثلين الذين من الصعب جداً الحصول عليهم في العمل، وهذا، برأيي، نوع من التصريحات المضحكة.

من، برأيك، كانت تجربته أهم في مصر: عباس النوري، أم جمال سليمان، أم تيم حسن؟

لا تستطيعين التقييم بهذه الطريقة، فكل شخص له مزايا في تجربته، وكل فنان منهم استطاع أن يقدم نوعاً ما من الفن بشكل ناجح، وموازييك هؤلاء الأشخاص يكمّل الحضور السوري في الدراما المصرية بشكل جيد ولطيف، وأنا أساساً لا أصنف تجربة الفنان تيم حسن في مصر من خلال مسلسل "الملك فاروق"، فمن وجهة نظري الشخصية، أجد أنه يصنف من خلال فيلمه السينمائي الذي عمله في مصر لأن "الملك فاروق" لم يكن عملاً مصرياً بكامله، فالمخرج سوري والبطل سوري كما أن الإنتاج غير مصري أيضاً.

ظهرت علينا الموسم الماضي من خلال المسلسل الاجتماعي "الخبز الحرام" وهو من الأعمال جريئة الطرح، ولكنه اتهم بأنه يشبه مسلسل "شتاء ساخن" الذي قدمته في الموسم الأسبق، فما ردك على هذا الكلام؟

أولاً "الخبز الحرام" لا يشبه "شتاء ساخن" على الإطلاق، بل هو تركيبة مختلفة تماماً، فيها الشر وفيها الخير، ويصور الناس الذين يسحقون ما بين أهداف ونزاعات شريرة وما بين طموح طُرُقُ تحقيقه غير مشروعة أحياناً وهذا مطروح في آلاف الأعمال، وليس تشابه الموضوع سبباً للقول بأن العملين متشابهان، أما فيما يتعلق بموضوع الجرأة (فلا تؤاخذيني) ليس "الخبز الحرام" هو العمل الجريء فقط، فأي مشاهد تابع الدراما السورية الموسم الماضي يجد أن هناك عدداً كبيراً من الأعمال التي كان فيها فرط بالجرأة أكثر من "الخبز الحرام" بكثير.

وهل أنت مع الجرأة في الأعمال الدرامية؟

بدايةً، الجرأة يجب أن تكون مبررة درامياً وهادفة لشيء ما، وعندما يكون هناك جرأة في المشاهد تخدم النص، فلم لا؟ فالجرأة ليست بالتعري ولا بالمبالغات، وإنما بجرأة الطرح، ومع هذا فهنالك أعمال في الموسم الماضي قدمت جرأة بالطرح وجرأة في المَشاهد، لكن لا يجب أن تكون هذه الجرأة موجودة إلا لخدمة هدف درامي صحيح وحالةٍ واضحةٍ يريد الكاتب أن يوصلها من خلال فكرة معينة، وبمنتهى الصراحة مجتمعنا تحصل فيه بالسر والخفاء أشياء أكثر جرأة مما نشاهده في كل الأعمال الدرامية، ولا تزال الدراما السورية إلى الآن أكثر دراما عربية ملتزمة بحدود أخلاقية، فنحن لا نشاهد حتى قبلة في الدراما السورية، لذا علينا أن نتوقف عن الحديث عن الجرأة وكأنها موضوع جديد وغريب عنا.

لننتقل إلى مسلسل "ضيعة ضايعة2" هل كنت مع النهاية التي نفذ العمل فيها؟

نعم، أنا مصرّ على نهاية "ضيعة ضايعة"، وأعتقد أنها كانت النهاية المناسبة والملائمة لهذا المشروع، على عكس ما اتهمنا البعض به بأننا قتلنا هذه الشخصيات، نحن لم نقتلها، وإنما أنهينا العمل نهاية معلقة، والهدف من هذه النهاية كان أن نقول إن هذه الضيعة، التي جسدت فكرة "الناجي الوحيد" من الثورة التقنية والرقمية وكل الفساد والتغييرات الاجتماعية، لم تعد هي الناجي الوحيد، وهذه الفكرة تتطلب هذه النهاية، والموضوع مدروس بهذا الشكل منذ بداية المشروع، وكانت هذه النهاية واضحة منذ البداية، وإن كان هذا الأمر قد أزعج بعض الناس فنحن نعتذر منهم، لكن هكذا ينتهي المشروع وهذه هي نهاية القصة.

وهل صحيح القول إن النهاية وضعت بهذا الشكل كي لا ينفذ جزء ثانٍ من العمل؟

كلا.. هذا الكلام غير صحيح. كان بإمكاننا أن ننهي الجزء الثاني كما أنهينا الجزء الأول بقصة عادية معلقة دون أن نكمل بجزء ثالث، لكننا حاولنا أن نوصل فكرة عميقة وخطيرة، حتى أن الجزء الثاني ككل كان عبارة عن طرح أفكار غاية في العمق، و"ضيعة ضايعة" ليس عملاً للأطفال، وإنما هو عمل يطرح قضايا هامة جداً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

وماذا عن رأيك بالحالة التي وصل إليها مسلسل "بقعة ضوء" بجزئه الأخير؟

لا أريد التحدث عن "بقعة ضوء" لا كقيّم ولا كمشاهد ولا كمشارك، فهذا المشروع لم يعد يعنيني لا من قريب ولا من بعيد، وأنا برأيي في الجزء الماضي جرّد "بقعة ضوء" من كل ما هو مهم وكل ما تميز به العمل في أجزائه السابقة حتى الضعيفة منها، لذلك لا أريد الخوض في هذا الموضوع على الإطلاق.

عرف الناس باسم ياخور وأيمن رضا كثنائي كوميدي سابقاً فأين هما اليوم معاً؟

أنا أخالفك الرأي تماماً، فأنا لم أبدأ مع أيمن رضا كثنائي كوميدي. كل واحد منا بدأ بمفرده، ولم نكن يوماً ما ثنائياً. هذا المفهوم خاطئ، وربما كرس لدى الناس لأنه صادف ووجدنا في العديد من الأعمال الكوميدية مع بعضنا البعض، سواء في عائلات النجوم وغيرها، ثم نفذنا فيما بعد مشروع "بقعة ضوء"، لكننا قدمناه أنا وأيمن بشكل مستقل، وهذا لا يصنفنا كثنائي، فأيمن لديه الكثير من الأعمال الكوميدية والتراجيدية والاجتماعية بمفرده، وأنا أيضاً، لكن ربما أحب الناس أن يصنفوننا بهذا الشكل لإعجابهم ببعض الإنجازات الفنية المشتركة فيما بيننا، وأما نحن فقد كنا متفقين دوماً ألا نخوض معاً كثنائي لأن الثنائي دوماً عمره قصير، ومصيره برأينا الفشل.

وكيف هي علاقتك به اليوم؟

علاقتي بأيمن جيدة جداً، نلتقي بشكل دوري ونتناقش في الكثير من الأمور، يسألني وأسأله، وعلاقتنا أفضل بكثير من جيدة، وأنا أفاجأ من إصرار الناس على الاعتقاد بأن  شيئاً ما بيننا أو أننا على خلاف، لكن وعبر بوسطة أؤكد أنه ليس هناك بيني وبين أيمن رضا سوى كل مودة وصداقة ومنذ يومين كنا جالسين معاً.

كيف تجد مستوى الدراما السورية خلال السنوات الأخيرة؟ ومن برأيك الفنان الذي لمع اسمه لهذا العام؟

درامانا جيدة جداً، تشق طريقها عاماً تلو الآخر إلى الأمام، فهي متجددة، تلامس الواقع، وقريبة من أهلها لأنها خرجت أصلاً من قلب الشارع السوري، لتوصل هذه الحالة الاجتماعية لكل العالم العربي باقتدار، وهناك اليوم جيل جديد من الممثلين والمخرجين وحتى الكتاب جميعهم متميزون، يزيدون الدراما السورية تألقاً وتقدماً، وهناك، برأيي، عدد كبير من الممثلين الذين قدموا أداءً استثنائياً هذا العام، لكنني أود أن أخص بالذكر الفنان باسل خياط، الذي قدم دوراً جميلاً في مسلسل "وراء الشمس"، وتميز بحق في مسلسل "الخبز الحرام"، وهو فعلاً ممثل متجدد يبحث عن هوية حقيقية ليقدم نفسه شاملاً، متنوعاً، بعدة أشكال، وهو رجل وممثل صاحب مشروع.

كونك من أعلام الكوميديا هل تجد أنها تراجعت مع مرور السنين؟

برأيي، يكفي أن يكون هناك عمل كوميدي واحد متميز في العام لتكون الكوميديا مهمة، ولا أعتقد أن "ضيعة ضايعة" اختزل الكوميديا في سورية، بل هناك الكثير من التجارب الجيدة جداً، وهناك من يقدم كوميديا راقية جداً، وأعتقد أن السنة القادمة تبشر بالعديد من المشاريع الكوميدية الناجحة، وأساساً الكوميديا موجودة منذ البدايات في سورية ونجوم الكوميديا ناضجون جداً وعلى حرفية عالية، ثم إن الكوميديا لم تعد محصورة بأسماء معينة، فاليوم أصبح بمقدور أي ممثل ناجح القيام بدور كوميدي طريف، لكن بشرط وجود مخرج متميز ونص جيد، لا بل استثنائي، وتجربة الكوميديا السورية من أنضج تجارب العالم العربي على الإطلاق.

تجربة تقديمك لبرنامج "مساكم باسم" صنفت كأفضل تجربة تقديم مقارنة بزملائك، لكن ما السبب في تراجع مستوى بعض حلقاته؟

دعيني أعترف أنني خضت هذه التجربة وكنت مستمتعاً بها فعلاً، خاصة بوجود فريق عمل جميل جداً، بدءاً بالسيدة سهير سرميني التي كانت مديرة لكن ميدانية، انتقالاً إلى تميم ضويحي، عماد نداف، المخرج أمجد حسن، وجميع من عمل في البرنامج، فهم ساعدوني في إنجاح هذه التجربة التي كانت محاطة بعناية التلفزيون السوري ووزارة الإعلام، وهذه التجارب برأيي تعتمد على المقدم نفسه وأدائه ومناورته أحياناً، إضافة إلى الإخراج الذكي والإعداد المرن، وهذه السنة كان البرنامج فيه التوافق والتآلف بين جميع عناصره، وهذا ما ظهر على الشاشة، أما أن نقول إن هناك فرقاً في مستوى الحلقات، فبرأيي أنجح الأعمال الدرامية لا تكون بخط بياني واحد وإنما تجدين حلقات جيدة وحلقات ممتازة وهذا مرتبط بالضيف ومزاجه، أيضاً ما يقدمه من معلومات يكون مرتبطاً بالمقدِّم وقدرته أن يكون شخصاً حيوياً، ولكن هذا النوع من البرامج هو الأصعب لأنه لا مجال لتدارك الخطأ فيه، وأي غلطة تظهر على الشاشة مباشرةً كما هي، وأنا لست مقدم برامج.. وفي النهاية للناس الحق في تقييم التجربة كما يشاؤون.

علمنا أن هناك شخصين لا تستطيع أن تغيب عنهما لفترة طويلة، وهما من أقرب أصدقائك، وهما المخرج الليث حجو، والفنان نضال سيجري، ماذا تخبرنا عنهما؟

نعم، تجمعني بالليث ونضال صداقة قوية وقديمة جداً، فالليث شريك حقيقي في كل شيء في المشاريع والحياة وكل شيء، ونحن نتواصل فكرياً وإنسانياً، وهذا أيضاً ما أشترك به مع نضال "ذلك الشاب الزكرت". بعيداً عن الفن هو إنسان شهم، محب، لا يقصده أحد ما بأي أمر إلا ويلبي النداء بما أوتي من قوة، فهو شهم وخلوق فعلاً، كما أعتقد أن الليث على قدر كبير جداً من النبل وأنا أسميه الرجل النبيل، ولا ننسى أنه ابن عملاق في الفن ورجل غاية في الجمال على الصعيد الإنساني، أستاذنا الكبير عمر حجو، فإن نتاج هذه الأسرة التي أعرفها جيداً لا يمكن إلا أن يحمل نبل وروعة هذه العائلة.

تشكلت مؤخراً مؤسسة الإنتاج الدرامي التي ستكون شروط الإنتاج فيها مشابهة لشروط الإنتاج في القطاع الخاص، هل أنت متفائل بهذه المؤسسة كونك أحد المعنيين بوجودها؟

أنا طبعاً من المتفائلين جداً بإحداث هذه المؤسسة ومتفائل أكثر باختيار مديرة هذه المؤسسة أولاً، وثم بالمؤسسة كمؤسسة لأنها مهمة جداً وسترفد الدراما السورية ليس فقط بأموال بل بفكر ووجهات نظر حقيقية، وستكون رديفاً حقيقياً من وجهة نظري للقطاع الخاص، ومتفائل أيضاً بشخص مديرة هذه المؤسسة السيدة ديانا جبور لأن هذه المؤسسة الضخمة جداً والمستقلة إدارياً والمتحررة من آليات الإدارة البيروقراطية يجب أن يتربع على كرسي المسؤولية فيها عقلية تتناسب مع هذه المؤسسة، عقلية متطورة حقيقة في الإدارة السورية.

إذاً أنت مع اختيار السيدة ديانا جبور لهذا المنصب؟

اختيار السيدة ديانا جبور موفق  جداً ومهم جداً لأنها شخصية مثقفة وهي ناقدة وستقوم بإنجازات هامة في هذه المؤسسة، وأنا متفائل لأنها تمتلك الخبرة في انتقاء النص الجيد وانتقاء أعمال مهمة، وأعتقد أنها ستقوم بخطوات مهمة في هذه المؤسسة خلال هذه السنة أو السنتين القادمتين، وأعتقد أن هذه المؤسسة تحتاج إلى وقت تحضيري حتى تنجز أعمال مهمة وجيدة وخصوصاً أن هذه المؤسسة لم تعد تشتري نصوص بل أصبحت تستكتب نصوص لكتاب مهمين وهذه الخطوة مهمة جداً.

وهل لمؤسسة الإنتاج علاقة بهيئة الإذاعة والتلفزيون؟

المؤسسة مؤسسة مستقلة تماماً عن التلفزيون فهي مؤسسة تعمل بآلية القطاع الخاص ومستقلة عن كل الحالة الإدارية في التلفزيون العربي السوري، وهي لم تبدأ حتى هذه اللحظة وإنما هي في مرحلة التحضير و الاستكتاب والاتفاق مع كتاب لامعين جداً، وأنا متفائل جداً وأعتقد أن هذه المؤسسة في مرحلة صعود وسوف تنعش الإنتاج الدرامي التلفزيوني كماً ونوعاً، والنوع قبل الكم وموازنتها تتجاوز النصف مليار ليرة سورية وهذا المبلغ جيد جداً لتلك الأعمال.

إلى أي مدى تساعدك زوجتك رنا الحريري في انتقاء النصوص المناسبة لك كونها كاتبة؟

إلى حد كبير، وهناك بالتأكيد مشورة مستمرة وتعاون دائم وتبادل للأفكار ووجهات النظر  بشكل لا يتحول لشيء إلزامي، لكنني أعتقد أن المشاورة شيء طبيعي بين أي زوجين يحبان بعضهما، وأنا وزوجتي متوافقان، نحب بعضنا ولا تجمعنا فقط الحياة الزوجية إنما تجمعنا أيضاً الصداقة فنحن نتشارك إنجازات بعضنا البعض دوماً.

كلمة أخيرة لبوسطة:

شكراً بوسطة وشكراً لك، ولكل المنابر الإعلامية النظيفة والنزيهة، وفعلاً أنا شخصياً أتمنى أن يكون هناك الكثير من المنابر الإعلامية المهمة، وأؤكد على عبارة "النزيهة"، التي تعمل بحرفية عالية إعلامياً لأن هذه الدراما التي نقدمها، والفن الذي ننجزه لا يمكن أن يكون بمعزل عن حركة النقد والإعلام الصادق، وهو متنفس حقيقي للدراما ورادع أيضاً حقيقي للدراما في الوقت نفسه.