2012/07/04

براعم.. الشاشة الوطنية
براعم.. الشاشة الوطنية


غصون سليمان - الثورة

لم تعد الشاشة تقتصر على مشاركة الكبار في الأعمال الفنية من فنانين وممثلين ومطربين بل أصبح ينافسهم على هذه الحلبة شريحة الأطفال بأعمار مختلفة دخلوا هذا المعترك وأبدعوا في مواهبهم وقدراتهم ومنهم من أصبح له بصمة فنية خلال المراحل والأدوار التي أدوها سواء تمثيلاً أم غناء وموسيقا،

وهذه بالطبع حالة صحية غنية تجعل مشوار الفن متكاملاً من ناحية ترابط الحلقات الاجتماعية من الناحية العمرية ومؤثرة ومقنعة حسب المشهد والصورة والدور، وهنا تطول قائمة الأسماء ولا نستطيع ذكرها جميعاً ونعتذر عن إحصائها كي لا نبخس أحداً قدره، فالمسألة تتعلق بأهمية تواصل الأجيال مع بعضها البعض في الحوار والنقاش واحتضان الكبير للصغير واحترام الصغير للكبير، والأهم هو أن المشهد الإقناعي أكثر عمقاً وتأثيراً في عقل وعيون المتلقي وإذا ما أخذنا المسلسلات نجد أن هناك أطفالاً نجوم أبدعوا بعقولهم وصدقهم وتفاعلهم وهم يجسدون المشهد والدور فهل ننسى ذلك الطفل اليافع سليمان رزق والطفلة اليافعة روعة السعدي كيف أنعشا الحالة الوطنية والثورية المؤثرة في وعيهم الاجتماعي والوطني الجمعي وقس على ذلك الكثير من ألوان وشاكلة هذه المسلسلات.‏

وفي الفصول الأربعة كان للطفولة مساحة واسعة في زوايا الرؤية الاجتماعية التي دخلت تفاصيل الحياة الاجتماعية والعائلية والعاطفية كحجر الرحى في بنية المسلسل.‏

أما رسائل الطفولة الوجدانية والمحرومة من نعمة الأب والأم فقد كان بمثابة العطر والعبير في فيلم زهر البنفسج وفي الانتظار أبدع طارق لبابيدي (رجا) بدوره الاجتماعي الذي تمكن من عملية تواصل والديه المطلقين بطريقة مؤثرة وجاذبة فيما الطفل مجد الخطيب فدخل عالم نزار قباني المفعم بموزاييك الأدب والشعر والعمل الاجتماعي والسياسي.‏

وكذلك في مسلسل ليس سراباً إذ كان لدور الطفلة التي أخذت دور ابنة كاريس بشار التي رفضت الذهاب إلى أميركا واللحاق به وفضلت البقاء إلى جانب عائلتها بطريقة معبرة وذات أبعاد ثلاثية للحنين والواقع والأحداث.‏

وفي عرش الغناء تصدرت براعم الطفولة المقدمة في الأوبريت الوطني غنت وأنشدت وعزفت ورقصت وقدمت لوحات رائعة وصلت صورها إلى مسارح أصقاع العالم وجوقة فرح الطفولة ما هي إلا نموذج وشاهد على عبقرية الفن والمواهب التي عطرت أنفاس هؤلاء وهم يغنون للوطن الدافىء للحب الحالم للسلام الآمن للجمال الحالم لعزة الإنسان وكبريائه.‏

وأطفال اليوم تطور وعيهم وإدراكهم وإحساسهم وهم يفترشون بساط الوطن الممتد من أقصى الشرق إلى الغرب والشمال إلى الجنوب فسورية هي أم الدنيا بلا منازع ألم تذهب الطفلة الفنانة هالة الصباغ وتصدح بصوتها العذب في فضاء المساحات الواسعة بإيطاليا حين غنت باللغتين العربية والإيطالية غنوا معنا لطفولتنا يا أطفال العالم.. لسعادتنا وسعادتكم نبني مجد العالم.‏

أما اليوم وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه بلدنا فقد تيقظت والتهبت الكلمات صوتا وعذوبة وحماساً وهي تنطلق من حناجر اليافعين واليافعات وهي تغني للوطن والقلم والشهيد والشعب والقائد فهذه الطفلة الموهوبة نانسي أبو كن حضرت بقوة عبر الشاشة وهي تعبر بروحها البريئة عن مكانة الطفولة وأهميتها في جسم هذا الوطن فقدمت أغنيتها المعنونة «بالروح بالدم نفديك يا بشار» فكانت لوحة غنائية راقصة تزخر بوعي أطفالنا وإحساسهم بأن براءتهم قد تعرضت للانكسار فنفضوا عن كاهلهم الغبار الذي حاول البعض أن يقترب من ثوب وجسد براعمنا والذين يجددون حلماً وقناعة وقدراً لابد بإذن الله أن يكون مشرقاً وآمناً وزاهراً.‏