2012/07/04

بقعة ضوء.. وكلام سابق لأوانه!!..
بقعة ضوء.. وكلام سابق لأوانه!!..

شكري الريان

في حديث أخير أجرته بوسطة مع الفنان أيمن رضا، عرج الأخير على الكثير من القضايا متناولا إياها بطريقته المعتادة التي لا تجامل أحداً، وهذا ما نحبه في كل الأحوال في الفنان رضا.. ولكن تناوله للموضوع الأهم الذي كان المحور الرئيسي للقاء، والمقصود "بقعة ضوء"، شابه الكثير من الغموض، مما دفعنا للتوقف أمامه مستندين إلى ما قاله أيمن رضا بالذات حول بقعة ضوء بصفته "مشروع فني وطني للمساهمة في تطوير الدراما السورية"...

طبعا ليس من عادة فناننا المحبوب أن يقول (كلاماً كبيراً).. ربما لأنه يدرك بأنه أول من سيكشف وعلى الفور أن الكلام غير مناسب لمقاس الموضوع.. ولكنه هنا بالذات لم يقل كلاماً أكبر من موضوعه.. فبقعة ضوء بالفعل مشروع فني وطني لتطوير الدراما السورية، ولأنه كذلك فقد بتنا جميعاً مطالبين بأن لا ننتظر حتى نرى وبعدها نبدأ بالـ... ـعويل!!!.

وأرجو المعذرة من فناننا المحبوب، مرة أخرى، ولكن ما سمعته منه من خلال اللقاء لا يطمئن على الإطلاق.. وإليكم التفاصيل.

أولا- وُعدنا من قبل القائمين على هذا المشروع، للمرة المليون المشروع الغاية في الأهمية، بأنهم سيفتحون الباب للناس لتقول كلمتها عبر استقبال نصوص أو أفكار نصوص لمن يريد أن يساهم، واستبشرنا خيراً، فهاهو باب لضخ دماء جديدة يفتح، ولكن فناننا رضا لم يلبث أن أغلقه دفعة واحدة وبطريقة تشبه من يغلق الباب في وجه قادم غير مرحب به، المبرر هو أنه يريد صيغة بصرية جديدة للمشروع تعتمد على النص البصري، أي السيناريو الذي يأخذ بعين الاعتبار الصورة أولا وبعدها الحوار، وهذا مشروع جداً.. بل ومطلوب.. ولكن ما شأن من تقدم بفكرة بطريقة تنفيذ فكرته. نعرف جميعاً أن كل الإبداعات كائناً ما كان زمنها وشكلها تبدأ بفكرة.. هل يعقل أن جميع ما أرسل لا يحوي أية فكرة قابلة للمعالجة والتطوير (بصرياً) بحيث تصبح جزءاً من عالم بقعة الضوء الذي اتسع يوماً لكل ما خطر ببال جيش كامل من المبدعين ساهم فيه؟!.

المشكلة هنا لا تقف عند حدود عدم اقتناعنا بما قاله الفنان رضا، ولنا ألف مبرر، يكفي أن يفرغ أحدهم فقط لغربلة الأفكار وسيصل لاحقاً ربما إلى ما يكفي جزئين.. المشكلة بالنسبة لي كمتابع ومشاهد ومعني هو أن رصيد العمل الوحيد هو جمهوره، كأي عمل آخر موجه إلى الجمهور، وأهمية الحالة التي كان يحدثها العمل بعد عرض كل لوحة، هو ذاك الشعور الذي كان ينتقل بين الجميع إلى أن اللوحة تحكي عنهم ولهم. أما آن الأوان ليحكي هؤلاء عن أنفسهم، مع الثقة المطلقة بأنهم إن أعطوا الفرصة فسيدهشون الجميع، أم أن كلمة "دهشة" نفسها لم تعد من مفردات الشخص أو مجموعة الأشخاص اللذين فتحوا صندوق بريد العنوان الإلكتروني الذي عمم لمشاركة الجمهور، وإن