2012/07/04

بين الدراما وأبنائها ..
بين الدراما وأبنائها ..


فؤاد مسعد - الثورة



ربما من حق الفنان المبدع أن يقدم إبداعه حيث يرى ذلك مناسباً ، وتبعاً للفرص المتاحة أمامه ، فيشارك اليوم في عمل سوري وغداً مصري أو عالمي ..

ولكن آثر (البعض) أن يعيش حالة هجرة بحثاً عن عمل له خارج سورية في هذه الفترة في ظل تأخر الكثير من المسلسلات عن إعلان صافرة بدء التصوير وتسرب شائعات يبدو أنها بدأت تتكسر على صخرة الواقع تتعلق بصعوبة في التوزيع ، ومنهم من وضع رجلاً هنا وأخرى هناك فحقق مشاركة وإن كانت صغيرة أحياناً في عمل سوري (خوفاً من أعين الحساد !..) وأكمل أعماله في الخارج .. وبالنتيجة يتم استقطاب كفاءات لتنهض درامات أخرى وتنتعش بأيادٍ سورية معتمدة على المكانة التي سبق ووصل إليها الفنان السوري بواسطة الأعمال السورية ، في الوقت الذي تُحارب فيه الدراما السورية في الخفاء والعلن .‏

وبالتالي الفنان اليوم مُطالب أن يقف إلى جانبها وبقوة ، فكما قدمت له عليه أن يقدم لها ، ولكن للأسف قد تجد فناناً يقول (ليس لأحد فضل علي ، حتى الدراما السورية ، فأنا من ضحيت من أجل رفعتها ، وأنا من قدم لها وليس هي من قدمت لي ..) وهنا أقول لمثل هذا (المتصبين) أن الدراما السورية ليست وليدة إبداعك الساحق الماحق ، وليست حكراً على أمثالك ممن يرون أن الكون بدأ من عندهم ، لا بل اعرف إنها كانت تعاني منك ، لأنك أحد أمراضها وإن هجرتها فقد يكون في ذلك قسوة ولكنها قسوة العلاج ، فسبق لهذه الدراما أن قدمت النجوم الكبار الذين بنوا وأسسوا بعرق حقيقي وأكلوا في ملعقة من (تنك) وناموا على وسائد من (صخر) وفرشوا الأرض لأجيال تأتي بعدهم من المُفترض أن تكمل الطريق وتنهض بالدراما إلى أفق أبعد وأرحب ، أنتم يا من تأكلون بملاعق من (ذهب) واعتدتم النوم على وسائد من (ريش النعام) .. وأشكر الله أنك لست المثال الأعم وإنما صوت فردي وإن كان يحاول إيصال مقولته بالصراخ فاعلم أن الطبل الفارغ عادة ما يكون صوته عالياً أيضاً .‏

قليل من التواضع والوفاء ، فالدراما السورية بحاجة إلى أبنائها كلهم ليقفوا إلى جانبها ، ليس لأنها في خطر لا بل هي راسخة بسبب عوامل قوة امتلكتها عبر السنين ، ولكن حفاظاً على ماء وجه من يحاول التواري عنها .. وربما من بديهي القول إن من قدم نجوم الأمس قادر على إطلاق نجوم اليوم والغد .‏