2012/07/04

تامر حسني: لا تلميح في الدراما بعد "25 يناير"
تامر حسني: لا تلميح في الدراما بعد "25 يناير"

دارين شبير – دار الخليج

حالة من النشاط الفني يعيشها الفنان تامر حسني في الوقت الحالي، حيث يستعد لطرح ألبومه الجديد في الأسواق، ويصور أول تجربة درامية له في مسلسله “آدم” الذي سيعرض على قناة “الظفرة” وقنوات أخرى في شهر رمضان، ليلحقه في عيد الفطر عرض فيلمه “عمر وسلمى 3”، ليؤكد بذلك أن الأحداث السياسية الأخيرة لم تؤثر فيه سلبا، بل خلقت لديه التحدي والحماس والرغبة في تقديم الأفضل لجمهوره .

بصوت هادئ لم نعتد عليه في أفلامه، تحدث تامر حسني بصدق وبقلب مفتوح عن الموقف الأخير الذي تعرض له أثناء ثورة 25 يناير، وعن وعده لجمهوره في “آدم” وعن جديده وأمور أخرى في هذا الحوار .

* ما الذي جذبك في “آدم” ليكون أول تجربة درامية لك؟

كانت لدي رغبة كبيرة في تقديم عمل تلفزيوني منذ 3 سنوات تقريبا، ولكني كنت أبحث عن عمل مختلف، فقرأت مجموعة من السيناريوهات لم تكن تحتوي على ما أبحث عنه، حتى قابلت مسؤولي الشركة المنتجة “عرب سكرين” الدكتور وليد مصطفى ومحمود شميس وطارق صيام، الذين عرضوا علي العمل معهم، فجلست مع المؤلف أحمد أبو زيد، وتحدثنا عن أفكار كثيرة حتى وصلنا لفكرة شحنة الغضب الداخلية عند الناس نتيجة الظلم وغياب العدالة الاجتماعية وكان هذا قبل اندلاع ثورة 25 يناير بأربعة أشهر، فتناقشنا في الأمور التي سببت تلك الشحنة، كالبطالة وعدم القدرة على الزواج والأزمات المتكررة بين المسلمين والمسيحيين، وهي المشكلة الرئيسية التي جذبتني، كوني شخصاً مهموماً بطبيعة العلاقة بين الطرفين اللذين يشكلان نسيج الأمة، وتناولنا كل ذلك في المسلسل، وناقشنا لماذا أصبح واقعنا بهذا السوء .

* هل أثرت الأحداث بشكل أو بآخر في النص، أو أضافت له بعض التغييرات؟

أثرت بحرية الرأي والتعبير، فمثلا، كان النص قبل الأحداث يحتوي على طريقة تعامل جهاز أمن الدولة مع الشعب، ولكنه لم يكن يذكر اسم الجهاز، ولكن بعد الثورة أصبحنا نتحدث بشكل مباشر وصريح وبحرية أكبر، إضافة إلى أن هناك جوانب كنا نتحدث عنها بالتلميح، ولكننا نقولها اليوم بشكل مباشر، وأعتقد أن الثورة أجبرتنا على أن نودع لغة التلميح في الدراما إلى غير رجعة .

* ماذا تعد جمهورك في هذا المسلسل؟

أعدهم بأن يروني بشكل جديد لم يروه من قبل، حيث اعتادوا على رؤيتي أمزح وأغني وأناقش قضايا، ولكن ليس بمستوى القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أناقشها في “آدم” .

* إلى أي مدى يشبهك “آدم”؟

يشبهني كثيراً، ففي وقت من الأوقات لم يكن لدي المال الكافي لأركب وسيلة مواصلات كي أذهب لمنتج يسمع صوتي، ولم أكن اعرف كيف احقق حلمي، عشت 8 سنوات في حيرة من أمري، لا أعرف من أين أبدأ، ورأيت فيها الكثير، وتعرفت إلى مشكلات الناس، وتعرفت إلى المشكلات بين المسلمين والمسيحيين، ورأيت أن هناك أموراً كثيرة مفهومة بطريقة خاطئة .

* هل صحيح أنكم اضطررتم لتخفيض اجوركم ليلحق المسلسل بالعرض الرمضاني؟

“آدم” لم يتعرض لأي ضغوطات ولم يطلب مني أحد تخفيض أجري، ولكن فيما يخص مسألة تخفيض الأجور، فقد عانت مصر كلها من حالة اقتصادية سيئة، وكان علينا جميعا أن نتعايش مع هذا الوضع، وأن نخفض أجورنا، ووجهة نظري في هذا الأمر تنبعث من أن هناك أشخاصاً يقفون وراء الكاميرا أجورهم بسيطة، وقد تعرضوا في الفترة الأخيرة لظروف اقتصادية واجتماعية سيئة جدا، وهنا كان لا بد أن نخفض أجورنا لنرفع أجورهم بالتالي، وبهذا استطعنا أن نساندهم ولم تعد هناك فروق كبيرة في الأجور بين شخص وآخر .

* وماذا عن تغيير اسم المسلسل من “ابن بلد” إلى “آدم”؟

لم أسمع عن “ابن بلد” نهائياً، فقد اقترحت اسم “آدم” حين كان المسلسل في مرحلة الكتابة لحبي لهذا الاسم، ولا أعرف شيئاً عن “ابن بلد”، فالقصة لم تكن مكتوبة لأغير عنوانها .

* كيف تصف التعاون مع تلفزيون “الظفرة”؟

أكثر من رائع، وأفخر بالتعاون مع المسؤولين فيه، فهم على قدر عال من الأخلاق والاحترام والمسؤولية،  وأتمنى أن يستمر التعاون بيننا في أكثر من مجال .

* إلى متى سيستمر الثنائي تامر ومي معاً؟

تامر ومي كيمياء واحترام وتقدير، هي ممثلة موهوبة ومجتهدة ويحبها الجمهور، بيننا تفاهم كبير ونرتاح في العمل معا، ونقوم حالياً بالتحضير ل”عمر وسلمى 3”، وأنا ومي أحببنا فكرة سلسلة “عمر وسلمى” طالما أن هناك جديداً نقدمه، وحين نجد أن ليس هناك جديد نستطيع تقديمه، فسنتوقف . وفيما يتعلق ب”آدم” فالجديد أننا نعالج مشكلات وقضايا مهمة، بعيدا عن الشكل الذي اعتدنا عليه في الأفلام من حيث المزاح والضحك المستمر .

* بعد أحداث الثورة، أين وصلت شعبية تامر لدى جمهوره؟

لم أر أي تغيير، وقد سمعت أقاويل كثيرة من الإعلام، ولكن هناك فرقاً بين ما نسمعه وما نراه في الواقع، فالكلام كثير ولكن الحقيقة أراها في تحميل الجمهور لأغنياتي، واهتمامه بمعرفة أخباري، واحتكاكه بي في الشارع،  وما أراه أني ابن الشعب الذي يتضايق إن تعرضت لمحنة، ومن أحبني سيستمر في ذلك، ومن لم يحبني فسيستمر في ذلك أيضا .

* ماذا كشفت لك الأحداث الأخيرة؟

كشفت لي أن النظام كان فاسداً، وأن حقوق الكثيرين كانت ضائعة، وهذا ما جسدته سابقاً في فيلمي “سيد العاطفي”، وعبرت عنه في أغنيتي “أصعب إحساس” والتي تحدثت فيها عن الإنسان البسيط الذي لا يمتلك أي واسطة،  وتقديمي لهذه الأعمال وغيرها أكبر دليل على إحساسي بأبناء شعبي، فأنا منهم، لم أولد وبفمي ملعقة من ذهب، بل تعبت كثيراً حتى وصلت لما أنا عليه، وأقول لمن يريد أن يحطمني “أنا تعبت يا جماعة، اجتهدت كثيراً ولم أكن امتلك ثمن المواصلات، وأكرمني الله لمجهودي، ومن “يزعل” من نجاحي عليه أن يجتهد ليحقق أحلامه” .

* ظهرت متناقضاً في الثورة، ما السبب؟

كنت خارج مصر وقت الثورة لظروف عملي، ووصلتني الصورة أن الشعب ثائر ما تسبب في فتح السجون واقتحام البيوت وخدعوني بقولهم إن أيادي “إسرائيلية” وراء الثورة، وكنت خائفاً على أمي كثيراً، وطلب مني الإعلام أن أتحدث مع الناس، واعتقدت أنني أقوم بعمل وطني، وخاطبتهم وطلبت منهم الهدوء والتراجع، ففسروا ذلك بأنني أحبط الثورة، مع أني معها قلباً وقالباً، وحين عدت إلى مصر وفهمت حقيقة الموقف، نزلت إلى الميدان لأشرح للناس ما حدث معي، وتردد ذلك الوقت أني أريد أن أطلب منهم أن يعودوا لمنازلهم، ورفضوا الاستماع لي، وفجأة انهارت خشبة المسرح، التي كنا نقف عليها وسقطنا أرضاً، وسقط أخي حسام أسفلها، ورأيته ينطق الشهادتين، ولا يستطيع أن يلتقط أنفاسه، ووسط هذا الوضع كان هناك من يصور، ويسألني أسئلة لم أكن في حال جيدة لأجيب عنها .

* وماذا شعرت حين رأيت مقطع الفيديو الذي انتشر على الانترنت؟

هذا المقطع أراه تماما كجملة غير مفهومة تم أخذها من برنامج ووضعها ك”برومو”، وبدأ الناس بوضع تحليلات خاطئة وتفسيرات لا أساس لها من الصحة، ولكني أشكر أشخاصاً كثيرين ظهروا على التلفزيون وفسروا ما حدث معي بالضبط، وأقول للجميع أنا لست سياسياً، حتى إن كان لي رأي فليس من الضروري أن يكون صحيحاً، وأنا في النهاية فنان، وأصغر فنان مقارنة بالذين شاركوا بتلك الأحداث .

* وهل استطعت إصلاح ما أفسدته الثورة؟

ومن قال إن الثورة أفسدت شيئاً؟ بل على العكس، فقد اقتربت بسببها من الناس، ومن أسر الشهداء يوم غنيت بيوم اليتيم في مدرسة طيبة وسط أسر الشهداء، وحين غنيت لشهداء الثورة الذين يستحقون منا كل التقدير، وحين رأيت الحب في عيون أهالي الشهداء وهم غير مصدقين أننا بينهم .

ننتقل إلى “عمر وسلمى 3” متى سيرى النور وما الجديد الذي يقدمه؟

سيرى النور في عيد الفطر المقبل، والجديد فيه أنه يتحدث عن الفتور الزوجي، وسيكون كوميديا أكثر من الجزء الثاني، وفيه زوج لا يخون، وزوجة مهتمة برشاقتها وجمالها بشكل كبير، ولكن الفتور والملل يحاصرانهما، ومن هنا يبدأ كل منهما بمحاولة كسر هذا الملل بطريقته، لتتابع الأحداث بشكل كوميدي .

* يرى الكثيرون أن الجزء الثاني من الفيلم انتقص من جمال الجزء الأول، ما تعليقك على ذلك؟

أرفض ذلك، فالجزء الأول حقق إيرادات وصلت إلى 22 مليونا، والجزء الثاني وصلت إيراداته إلى 27 مليوناً، وهذا يعني أنه حقق صعوداً كبيراً، وكان لكل جزء فئة معينة أحبته، فجذب الأول الشباب الأصغر سناً، فيما جذب الثاني شريحة الأزواج .

* ماذا عن ألبومك الجديد؟

سيطرح في الأسواق بداية فصل الصيف، ويحتوي على 12 أغنية، وكالعادة أقدم فيه مجموعة من الشباب تعاونت معهم، حيث يشهد هذا الألبوم تعاوناً مع عدد من الملحنين والمؤلفين والموزعين الجدد، إلى جانب مطربين يشاركانني الغناء، وهما ياسر رشدي وهو هولندي من جذور مصرية مغربية الذي عبر لي عن رغبته في مشاركته لي الغناء، وشاركني بغناء “أجمل هدية” باللغة الإنجليزية، والمطربة الجديدة بسمة التي تشاركني غناء “إحساس”، وأعتقد أنهما ستكون لهما بصمة فنية واضحة مستقبلا، وكالعادة يحتوي هذا الألبوم على أغنيتين من ألحاني الخاصة .

* وماذا عن “ولا تسوى الدنيا”؟

يؤسفني أنها تسربت، وهو أمر أحزنني كثيراً، ولكن ما هون علي أن الجمهور أحبها وسعيد بها .