" تحدي النجوم"... محاولة لصناعة برنامج منوعات مختلف

عباده تقلا

أقلام صحفية سورية كثيرة أكدت في السنوات الأخيرة ضرورة العمل على إيجاد إنتاج مواز للإنتاج الدرامي الغزير في بلدنا، و نقصد به إنتاج برامج المنوعات الثقافية والفنية شبه الغائبة عن شاشتنا، والتي، إن وجدت، فلا تتعدى كونها فقرات ارتجالية، تطبخ  قبل أيام، وتقدم من باب ذر الرماد في العيون ليس غير.

و لقد بدا أن تلك النداءات وجدت آذاناً صاغية في الموسم الرمضاني الأخير، مع إطلالة برنامج " تحدي النجوم" من إعداد معن صالح، و تقديم الفنان أيمن رضا، أما فكرة البرنامج فتتلخص في تنافس بعض نجوم التمثيل في ميدان الغناء، منتظرين تصويت الجمهور لينتقلوا إلى أدوار متقدمة.

من الواضح أن فكرة البرنامج بحد ذاتها ليست سيئة، ويمكن أن تكون بداية لإنتاج برامج منوعات تحتاجها شاشتنا الصغيرة، لكن ما عاب البرنامج أن الارتجال طبع كل مفاصله، بدءاً من الوقت المتاح له، والذي  يبدو أنه قد اقتنص اقتناصاً في زحمة الأعمال الدرامية الرمضانية، الأمر الذي كان يدفع مقدم البرنامج الفنان أيمن رضا إلى قطع أحاديث الفنانين المتسابقين، معللاً الأمر بضيق الوقت.

و يبدو أن موضوع الارتجال قد رافق دعوة الفنانين المشاركين أيضاً، فغابت كثير من الأصوات الجميلة التي يعرفها الجمهور السوري جيداً، وحضرت أصوات محدودة في إمكانياتها الغنائية مثلما هي محدودة في تجربتها التمثيلية، كما شهدت بعض الحلقات غياب أحد المشاركين، مما اضطر مقدم البرنامج لملء الفراغ، والغناء بدلاً عنه، أو إسماعنا الأغنية التي شارك فيها في دور سابق.

أما مقدم البرنامج أيمن رضا، فيبدو أنه قد وقع في مطب المبالغة وهو يحاول تسخين الأجواء، ودفع الجمهور القليل لمزيد من التفاعل، كما وجد رضا في العمل فرصة لإكمال مسيرة الرقص والغناء التي قدمها هذا الموسم في مسلسلي بقعة ضوء و أبو جانتي، ولم يكن ينقص حتى تكتمل عناصرها في  البرنامج إلا استقدام فرقة العراضة.

مع ملاحظاتنا السابقة يبقى برنامج " تحدي النجوم" تجربة يمكن تطويرها، والعمل على تلافي الثغرات التي أحاطت بها، لتظهر في مواسم أخرى بنضج أكبر، إلى أن نصل إلى برامج منوعات بميزانية محترمة، قادرة على أن تشغل وقت مسلسل تلفزيوني، و تغير من النكهة الواحدة لليوم الرمضاني، و يمكن لشاشات أخرى أن تعرضها، و تفاخر بذلك العرض، كما تعرض المسلسل السوري و تفاخر به.