2013/05/29

تصحيح ألوان ..أعمار درامية..!
تصحيح ألوان ..أعمار درامية..!

سامر محمد إسماعيل – تشرين

الممثلون كبروا أمام الكاميرا من دون أن ينتبهوا إلى أعمارهم الحقيقية، أعمارهم التي بذلوها في حروب الجوارح وملوك الطوائف، وقفوا مع كليب وجساس في الزير سالم،

وغرّبوا مع الفلسطينيين وأبو زيد الهلالي، قاوموا الاحتلال الفرنسي فكانوا «إخوة التراب».. انتصروا لباب الحارة ونسوا كل شبابيكها مفتوحة على ريح السموم، ثم عادوا إلى هواهم البحري، لينتهوا مع حنا مينه «نهاية رجل الشجاع» تماثلوا لبقع الضوء فتشابهوا في مرايا ياسر العظمة، تنادوا للقتال مع «صقر قريش» فهتفوا بأشعار المتنبي وابن زيدون وحكايات شهرزاد، دافعوا عن حلب في خان الحرير و باب الحديد.. أضحكوا الجميع ضحكاً برتبة «خمس نجوم» وأبكونا في نهاية «ضيعة ضايعة»!.

لم يخالفوا أحداً من مخرجيهم، فكانوا أمام خلدون المالح وغسان باخوس، كما كانوا أمام نجدت أنزور وحاتم علي وباسل الخطيب، لبسوا العباءات وركبوا الخيل والجِمال في «أبواب الغيم» و قادوا السيارات الفارهة في «زمن العار والذئاب والغزلان والولادات من الخاصرة»!.

ركبّوا الذقون المستعارة والباروكات، سفّوا علب الماكياج بوجوههم التي باتوا اليوم لا يشبهونها، على الأغلب نسوا الآن من يكونون، وماذا كانوا يريدون أن يفعلوا قبل أن ينقسموا إلى أحزاب وأجزاء في «حمام القيشاني»!؟.

إذا لمحتهم في مقهى أو مطعم ورأيتهم يلعبون النرد، فتأكد أنهم يمثّلون أيضاً، وإذا ما صادفتهم يقودون السيارة أو يتبضعون من سوق الحميدية أو القصاع فاعرف أنهم في «أوردر تلفزيوني»..

أما إذا لمحتهم بصحبة أبنائهم في أيام العطل فتأكد أنهم يدربونهم على التمثيل..!