2013/05/29

تكريماً لإبداعه ..جورج لطفي الخوري في فيلم تسجيلي
تكريماً لإبداعه ..جورج لطفي الخوري في فيلم تسجيلي


فاتن دعبول – الثورة


عديدة هي الألقاب التي أطلقت على الراحل جورج لطفي الخوري، لكن لقب (شيخ الكار) كان الأكثر توافقاً مع مسيرته الإبداعية، فهو من الفنانين السوريين القلائل الذين ارتقوا بالصورة السينمائية السورية

، نحو آفاق تشكيلية وجمالية لونية وضوئية، في سعي دؤوب منه لتحقيق إشراقات جديدة في عالم الصورة السينمائية، واستطاع على مدى نصف قرن تقريباً أن يسجل في سفره أكثر من مئة فيلم سينمائي وخمسين مسلسلاً تلفزيونياً كان آخرها (أرواح عارية) للمخرج ليث حجو، وكان له السبق في تصوير أولى نتاجات المؤسسة العامة للسينما بفيلم (سائق الشاحنة) مع مخرجه اليوغسلافي، ورغم أعماله العديدة في مجال التصوير التلفزيوني، إلا أنه كان يرى في السينما سحراً خاصاً، وفي عالمها يكمن عشقه للإبداع وللفن السابع

فلم تكن السينما بالنسبة لجورج لطفي الخوري، مهنة بقدر ما كانت عشقاً شخصياً، ولم تكن الصورة محض كادر بل كانت عالمه الذي عاش فيه وأحبه، وحرص على أن ينقل خفقان قلبه إلى عدسة الكاميرا ليترجمها صوراً عامرة بالجمال والروعة عبر حساسية العاشق المتفاني .‏

مسيرة عطاء‏

بخطوات حثيثة تسابق الزمن.. تعمل مؤسسة السينما على إخراج فيلم وثائقي عن الراحل جورج لطفي الخوري سيعرض غالباً في الثلاثين من الشهر الجاري بمناسبة ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيله ، ويقول مخرج الفيلم نضال قوشحة : (مما لا شك فيه أن الراحل قامة كبيرة، ويستحق منا كل تكريم واحتفاء ، فكانت فكرة الفيلم والسيناريو لمدير عام مؤسسة السينما محمد الأحمد ، والفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهو يتضمن جوانب من حياة جورج لطفي الخوري الشخصية والمهنية، واستضافة بعض الشهادات التي تناولت أيضاً الكثير من سيرته الذاتية والمهنية، وسيعرض الفيلم لقطات من أفلامه وبعض الصور الفوتوغرافية ، وكل ما نرجوه أن نستطيع الوصول ولو إلى الحد الأدنى مما هو مطلوب ، فهو بالطبع يستحق الكثير) .‏

وفيما يخص الأشخاص الذين سيتم عرض شهاداتهم، قال (هناك المخرج ريمون بطرس الذي نفذ له جميع أفلامه بالمؤسسة، والمخرج سمير ذكرى، إضافة إلى صديق عمره منير الجباوي . وربما يكون لدينا شهادات أخرى نسعى للتنسيق والتواصل مع أصحابها) .‏

أما عن أماكن التصوير، فيقول: (ستتم في كندي دمشق، كما سنصور في كندي دمر، وفي مكتب ومنزل المخرج ريمون بطرس ، وأماكن أخرى .. وكم تمنيت أن نصور في الاستديو الخاص به واسمه « كاميرا» ولكن حال دون ذلك ظروف شخصية تخص الفنان) . ولجهة الوقت إن كان كافياً لإنتاج الفيلم، أم أنه سيتم على نار ساخنة قال ( إننا نسابق الزمن والوقت غير كاف، لذا نسير على عدة مسارات في الآن نفسه، فنحن نصور، في حين النص يعد، وبعض الشهادات لاتزال غير جاهزة ، ورغم ذلك استطعنا أن نقوم بالعمل وإن كان بصعوبة بالغة) .‏

شاعر الصورة‏

أما فيما يخص تغطية جوانب حياة الفنان في مجالاتها كافة في هذه العجالة . قال قوشحة : لا شك أننا لم نستطع ذلك، بل اكتفينا بالجانب السينمائي الذي يخص جورج، رغم أننا نعرف أنه يملك تراثاً هائلاً في التلفزيون، ربما تغطيه محطات الدراما، وليس هذا فقط، فثمة جانب هام لا يمكن تجاهله وهو أن الراحل كان فناناً تشكيلياً، لكن الوقت لم يسعفنا في الوقوف عند هذه المحطة ، ومع ذلك حاولنا أن نقدم حياته بالشكل اللائق، وإبراز أهم أعماله وصفاته الشخصية، فقد كان دمث الأخلاق لطيف المعشر، هادئاً رصيناً، ويعمل بصمت ، واستحق بجدارة لقب (شاعر الصورة) فقد كانت شاعريته واضحة في أعماله جميعها ، كما استفاد من خبرته الكثير ممن امتهن هذا العمل.‏