2012/07/04

تناسل.. توالد.. ودرامي سوري
تناسل.. توالد.. ودرامي سوري


بسام سفر – تشرين

تتجه الدراما السورية إلى تكريس تجربة جديدة في كتابة النص الدرامي السوري, وقد ظهرت منذ موسمين دراميين في العمل الدرامي «ابو جانتي» من تأليف رازي وردة والفنان سامر المصري, وهو تناسل من لوحة درامية للعمل الدرامي بقعة ضوء في أجزائه الأولى. وهذه التجربة لم توضح مدى علاقتها العملياتية بالنص الأساس للوحة, ويبقى السؤال قائماً.. هل اشترى منتجو النص الفكرة من كاتب اللوحة الأساس في بقعة ضوء أم سارت الأمور من دون شراء الفكرة من الكاتب الأساس؟ وفي شارات العمل الدرامي لم نجد شارة لذلك, بينما شهدنا وعَلِمَ الجمهور السوري أن الجزء الثاني من العمل الدرامي «يوميات مدير عام – الجزء الثاني» حافظ على فكرة زياد الريس, وتم شراء الفكرة منه لكي يقوم الكاتب الدرامي خالد حيدر بكتابة الجزء الثاني. وهذا يعد المعالجة حقوقية لزاوية حق الملكية الدرامية تنصف صاحب الفكرة الدكتور زياد الريس, ولكن ليست دائما فكرة الأجزاء تأتي كما يشتهي الراغبون فيها. في العروض الدرامية لأكثر من موسم درامي ظهرت شخصيات درامية حققت نجاحاً منقطع النظير مثلما حصل مع الفنان مصطفى الخاني في باب الحارة في أجزائه الأخيرة. هذا النجاح يغري صانعي العمل بانتزاع هذه الشخصية ووضعها في ظروف وشروط مناسبة لعمل درامي آخر جديد قد يكون بعنوان «النمس». ورغم الإعلان عن ذلك في مواسم سابقة فإن هذا العمل لم يظهر حتى الآن. ومع بداية الموسم الدرامي الجديد للعام 2012, تكثر الشائعات عن محاولات توظيف نجاحات بعض الشخصيات والأعمال الدرامية من الموسم الدرامي للعام 2011, وما قبله في الموسم المقبل من مثل أن كاتباً درامياً شاباً يريد أن يكتب عملاً درامياً كاملاً عن إحدى شخصيات العمل الدرامي «أيام الدراسة». وهذا يستدعي طرح السؤال الحقوقي كيف ستنظم عملية إعطاء كل ذي حق حقه من المؤلف السابق لأيام الدراسة؟ وأيضاً الكاتب الجديد للعمل الدرامي المتناسل من «أيام الدراسة» بالأسلوب ذاته الذي تناسل به «ابوجانتي» من «بقعة ضوء». إن هذا الواقع الدرامي السوري يعيدنا إلى مقاربة أخرى تتعلق ببعض الشخصيات الدرامية السورية التي كانت توجد في العديد من الأعمال الدرامية بصفتها خطاً خاصاً في الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية وعلى سبيل المثال لا للحصر الراحل الفنان «زياد مولوي في شخصية عبدو», وكذلك الفنان الراحل«ناجي جبر, أبو عنتر» ولدينا العديد من الشخصيات الدرامية السورية المستمرة في الحياة «أطال الله عمرها» مثل الفنان «رفيق سبيعي, أبو صياح» وأيضاً الفنان «دريد لحام , غوار».

إن المعطيات الواقعية للدراما السورية تقول: إن ندرة النص الدرامي الجيد تعيد تركيب واقع الحياة الدرامية السورية وفق مقتضيات حركة السوق الدرامية السورية والعربية لذلك سوف نجد أن الانزياح الدرامي للموسم المقبل قد يحصل باتجاه دراما البيئة الشامية لاستمرار حركة البيع في الدراما التي تسلط الضوء على هذه البيئة. وعلى الأغلب سنجد استمرار مجموعة من أعمال البيئة الشامية في الموسم الجديد.كل هذه المؤشرات في الموسم الدرامي الجديد تؤكد على أن عملية التوالد والتناسل الدرامي للعديد من النصوص والشخصيات الدرامية السابقة في الموسم الجديد تخضع لمعيار السوق الدرامي السوري أولاً, ولرغبة العديد من المنتجين الدراميين السوريين والعرب ثانياً, والقدرة على إيجاد واختيار نص درامي جيد يسوق ذاته بذاته. ‏