2012/07/04

تيم حسن يبحث عن ممثل يقبض على أسعد الوراق حياً
تيم حسن يبحث عن ممثل يقبض على أسعد الوراق حياً

  جمال آدم – البيان ربما هي المرة الخامسة التي تحل فيها شركة عاج للإنتاج الفني، التي يرأسها هاني العشي، ضيفة على شاشة تلفزيون دبي من خلال حزمة أعمال تجتهد هذه الشركة على جعلها من الأعمال المهمة في الساحة الفنية السورية، ولم يتوانَ هاني العشي في الإعلان عن تقديم مسلسل أسعد الوراق ضمن ما أسماه إعادة الاعتبار لهذه الملحمة الشعبية التي قدمت قبل أربعين عاماً تقريباً عن نص جديد كتبه هوزان عكو. يدخل أسعد الوراق ساحة المنافسة الدرامية لهذا العام وفي رصيده نجاح كبير في ذاكرة معظم الأجيال في سوريا، ذلك أن العمل سبق وأعيد بثه لمرات كثيرة، وخلال فترات زمنية متباعدة بفعل التأثير المهم الذي حققه هذا العمل والمأخوذ عن مجموعة قصصية للكاتب الراحل صدقي إسماعيل بعنوان »الله والفقر«، ولعل العشي أحس أن الله سيكون معه في هذا المشروع الذي ظن انه سيحقق صدى كبيرا في الساحة السورية والعربية على حد سواء. للوهلة الأولى يدرك المرء مدى التقارب في عوالم عدد من المسلسلات التي تتناول البيئة الشامية والحارة الدمشقية العتيقة منها على سبيل المثال باب الحارة وأهل الراية، ولعل معظم الأعمال التي قدمت عن البيئة الشامية تعتمد الجانب القصصي الشفهي، أي أنها لا تعتمد على أحداث موثقة بل تميل لرواية أحداث عاطفية على لسان شخصيات انفعالية، وهذه الطريقة بالتعاطي مع الشخصيات الدرامية، ربما كان المشاهد شغوفا بمتابعتها حتى وقت متأخر، لولا الاسفاف والمبالغة في التعاطي مع شخصيات البيئة الشامية، ولعل أسعد الوراق لا يبتعد عما ذكرناه ولكنه يتفرد على مسلسلات البيئة الشامية بأنه مهد الطريق لإطلاقها قبل أربعين عاما، وعبر أسماء كبيرة كهاني الروماني ومنى واصف وعلاء الدين كوكش. من حسن حظ أسعد الوراق 2010أن البطل هاني الروماني هو إحدى الشخصيات الفاعلة في العمل، وهو حينما بدأ تصوير العمل سقطت دمعة من عينه، وبعد أيام عدة همس في أذن أحد الممثلين بأن أسعد الوراق سيظل كما قدمه هو مهما طال الزمن®.! جملة فسرتها مشاهدتنا لأسعد الوراق، وربما عرف، رحمه الله ما آل إليه اسعد على يدي تيم، فقال هذه الجملة ورحل.! أسعد الوراق 0102 يحمل توقيع الفنان الشاب تيم حسن بطلا له، ولعل هذا هو جزء معالم خارطة طريق المنتج هاني العشي الذي علم أنه يراهن على الحصان الرابح في الوسط الفني العربي بعد سلسلة أعمال قدمها تيم نالت الاستحسان والنجاح، وقد عرف هذا الشاب بتنوع أدواره وغنى خياله ووضوح موهبته الاحترافية، ولكنه هنا جاء من عالم آخر غريب عن جسد الحارة الشامية شكلا ومضمونا. وأحسب أن أسعد الوراق بشكله الحالي قد قفز من مسرحية الخال فانيا لانطوان تشيخوف او من مسرحية النورس او من إحدى شخصياته المتناثرة في قصصه القصيرة، وليكون ذلك الشكل الذي اختاره تيم فائضا عن حاجته كممثل، ودليلا على أن المخرجة رشا شربتجي فقدت بوصلة الأداء، أو ما يمكن أن نسميه مجازا ميزانسين الأداء التلفزيوني في عملها الجديد، ولتتحول تلك الشخصية التي قدمها تيم حسن إلى عبء على أسعد الوراق الشخصية الأصيلة والأصلية، ولعل المنتج لم يدر بخلده أن مقارنة ما ستتم بين هاني الروماني وتيم حسن، وأن المقارنة ستأخذ صيغة ما هكذا كان يفعل الوراق القديم.! وهنا سيلتزم تيم بحضور أسعد الطيب القلب والمبروك كما يحلو لعدنان بيك أن يصفه، ولو أن هذه الشخصية في بيئة كالبيئة الشامية القديمة يستغرب المرء أن لا يجد من يسخر منه، ويجعله مادة للتندر ضمن الظروف والمعطيات التي بنيت عليها شخصية الوراق الجديدة، ذلك لأن المبالغة في الأداء تجعل الشخصية تقدم حالة من الغباء والبلادة وليست الطيبة والمحبة والتسامح فهناك فرق شاسع بين هذه المفاهيم الإنسانية التي تلتبس فيها المعطيات والنتائج، كما هو حال نص ملتبس في تقديم حالة كهذه، ولعل أداء تيم يجعل المشاهد في حيرة هل هو طيب ومبروك ومتسامح أم هو غبي خائف قلق وأجدب حسب الصيغة الشامية. تناقضات لم يفسرها أداء تيم حتى الحلقة السابعة من حلقات أسعد الوراق ورؤيا تغلب عليها الشكلانية بما يختلف عن تاريخ تيم في التعاطي مع الشخصيات التي يؤديها، وأحسب أن تكنيك الممثل المحترف قد خانه وهو يسعى للقبض على تفاصيل في الشخصية الأصل وهو هنا لم يقلد الروماني ولم يخرج بممثل منافس! وعلى الرغم مما شاهدنا البطل تيم حسن عليه إلا أن شخصيات بقيادة ممثلين محترفين كانت حاضرة في العمل، وحققت بصمات جيدة لناحية الأداء اللافت على رأسهم النجم فراس إبراهيم الذي يحمل معه عذر الغياب لعامين بشخصية تجعله يحمل عبء شرور العالم بنمط الشرير الذي يعاجله فراس بالقبض على مفاتيح النمط دون ان يسمح له بالخروج على هامش الأداء والشخصية. ولعل لحضوره ولأدائه مساحة أخرى نتوقف عندها في رمضان، كما لابد من التنويه بأداء الفنان الكبير أسعد فضة وهو يؤدي دور عادل بيك والذي يخفي اسرارا برسم المرحلة المقبلة من العمل، كذلك الفنان مكسيم خليل والممثلة الشابة كندة حنا.