2012/07/04

« جدارية الحب» صراع الحب وتناقضات الحياة
« جدارية الحب» صراع الحب وتناقضات الحياة


مانيا معروف – الثورة

عبر خمس عشرة دقيقة يختزل فيلم (جدارية الحب) مشاعر وأحاسيس الحب وما يدور فيه من تناقضات وصراعات نعيشها في الواقع ، ترتسم فيها إيقاعات الحياة وتناغماتها ، فهل قدر الحب الخيبة والأمنيات ؟.. الفيلم من إخراج أوس محمد ، كتابة رامي كوسا و إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني ،
ولندخل في عوالمه رصدنا جانباً من شخصياته والآلية التي قدم المخرج فيها رؤيته الإخراجية .‏


صعوبة الفيلم القصير‏

تحدث المخرج أوس محمد عن الفيلم وكيفية اختزال فكرته في مدة 15 دقيقة ، وهو يحكي عن حالة حب تعيشها صبية مع شاب متناولاً قضية الحب من طرف واحد وكيف يعيش المرء وهم الحب حيث لا يفكر بواقعية أبدا ، يقول المخرج إن الفيلم القصير من أصعب الأنماط في السينما لأنه يعتمد التكثيف والاختزال وهو أكثر تعبيرية ورمزية ويعتمد الإيحاء ملخصاً المشهدية السينمائية .‏

وعن خياراته للأماكن والممثلين وكيفية انتقائهم يقول (يضم الفيلم الشباب الخريجين ، وقد حاولنا إعطاء العمل حقه في المعالجة الدرامية والكتابة والتمثيل) أما الأماكن وعن مدى توفرها وهل تتوافق مع رؤية المخرج ، فيجيب : إننا بحاجة لاستديوهات أو مدينة سينمائية فأغلب دول العالم التي تشتغل سينما تجاوزت هذه المرحلة في بناء مدن درامية أو سينمائية ، نحن بحاجة لديكورات متكاملة بشكل عام ، فالتحدي بأنه ليس لدينا مواقع تصوير كثيرة في هذا الفيلم لكن الهدف هو التنويع داخل موقع التصوير الواحد ، والحقبة الزمنية في النص غير محددة وإنما لعبنا على وترين ، فالبطلة تكبر بالعمر وتروي قصتها من خلال دفتر مذكراتها في حالة انتقالية بين الماضي والحاضر .‏

وحول أهمية التوافق بين رؤية المخرج والكاتب وكيف يتم صياغتها, يقول : يتلخص دور المخرج بداية في رؤية السيناريو إخراجياً وتحويل النص بطريقة التقطيع أو بالخيال المبدئي للفكرة ويتم اختيار مشاهد أرفع من قيمتها وأخرى ألغيها ، هناك عدد من المخرجين الذين لا يشتغلون على النص وإنما يقومون بمعالجته درامياً فالقرار هنا يعود للمخرج بحلول النص وإشكالاته واتجاه الشخصيات ، باختصار الكتابة بالسيناريو عملية مستمرة فقد نعدل في أي لحظة وبأي مشهد لخدمة النص الدرامي .‏


الشخصيات‏

الفنان علي الابراهيم : شخصيتي التي أجسدها هي سعد الذي يحب ابنة عمه ولكن في المقابل هناك أخرى تحبه لا يكن لها أي مشاعر ، تطلب منه أن يعيش هذه العلاقة مقابل شيء مادي وفي النهاية ينتصر ويأخذ المال منها حتى يشعرها بحالة الفقر التي يعيشها ، هي حالة صراع بين الحب والحبيبة التي يريد الزواج بها فالفكرة مبنية على الحب ، أما حول اشتغالي على الشخصية فقد كان هناك نقاش مع المخرج حول تفاصيلها وكيفية التعاطي معها من الناحية النفسية حتى نصل لصيغة تنسجم مع رؤية الكاتب والمخرج مع أدائي للشخصية , وفيما يتعلق بتجربة الفيلم القصير فكثيرون يعتقدون أنه سهل لكني أرى العكس لأنه يحتاج لجهد كبير من فريق العمل خاصة أن فكرته مكثفة لا تتعدى الربع ساعة .‏

الممثلة عتاب نعيم تتحدث بدايةً عن الفيلم السينمائي القصير وكم يملك الكاتب والممثل والمخرج من قدرة في فترة زمنية قصيرة لجمع الأفكار وتكثيفها لإيصالها بشكل جميل وبوقت قصير ، تقول (يحكي الفيلم عن متناقضات الحياة والحب الضائع وألعب فيه شخصية سمية من خلال تفاصيلها النفسية وكيف تروي أحداثاً من الماضي مفادها أن المال لا يشتري سعادة ولا يصنع فرحاً وفي لحظة ما تقرر أن تتوقف في زمن ما لتبدأ حياة جديدة) . أما عن قدرة الممثل على التماهي في الدور فتؤكد أن الممثل مطلوب منه قراءة أي شخصية تصله بعناية ليعمل عليها بطريقة صحيحة وطالما أحبها فعليه أن يعيشها من الداخل ، وفي النهاية الممثل يقدم مجموعة أحاسيس وبكل شخصية يؤديها هناك شيء مجتزأ منه . أما عن أسلوبية الاشتغال على شخصية سمية فتتحدث بالقول (إلى أي مدى على المخرج رؤية خصوصية هذه الشخصية وإعطائها تفاصيل وأبعاد يظهر مدى نجاحها واقترابها من رؤية المخرج ومن واجبي كممثلة الشغل على هذه الشخصية وأن يكون بيني وبين المخرج حوار واتفاق لإيصالها لبر الأمان ، وشخصية سمية ليست صعبة فهي مفتاح الدخول للفيلم وتتصف بالهدوء واللطف لكنها تحمل أزمة وتناقض في حبها الضائع) .

تلعب لوريس قزق شخصية سمية في صباها وهي من طبقة غنية تملك سمية أموالا طائلة من عائلتها الراقية ولكن ما ينقصها هو الحب فتحاول الحصول عليه حين تقع في غرام شاب لايبادلها أي مشاعر. وترى قزق أن تجربة الأفلام القصيرة حالة داعمة للخريجين الشباب وهي فرصة جيدة لتعريف الجمهور بهم .‏