2013/05/29

جزءان في البداية قد يزيدان إلى سبعة "زمن البرغوت" حارة جديدة في الدراما السورية
جزءان في البداية قد يزيدان إلى سبعة "زمن البرغوت" حارة جديدة في الدراما السورية


علاء محمد – دار الخليج


تطل البيئة الشامية هذا العام بمسلسل يعتبره صناعه غاية في الأهمية والقيمة التاريخية بالنسبة إلى المرحلة التي يتناولها، وهو “زمن البرغوت” للمخرج أحمد إبراهيم الأحمد والكاتب محمد الزيد .

ويأتي العمل، مبدئياً، في جزأين، حيث يتم تصوير ستين حلقة لعرض 30 حلقة في العام الحالي ومثلها في العام المقبل، بينما لم تتأكد، حتى بالنسبة للمنتج نفسه، أنباء تناقلتها وسائل إعلام عن أن المسلسل سيتحول إلى سلسلة من سبعة أجزاء، ما جعل مراقبين ونقاد يعتبرونه مشروعاً موازياً ل”باب الحارة” وإن اختلف التعاطي بين العملين، بين بيئة افتراضية للأخير، وواقعية عن دمشق بالنسبة إلى الأول .

يتوافر في “زمن البرغوت” أكبر نسبة نجوم في الدراما السورية للعام الحالي، فهو أول مسلسل، منذ زمن طويل، يجمع في صفوفه الأولى نجوماً مثل أيمن زيدان ورشيد عساف وسلوم حداد، حتى أن مقرباً من أسرة المسلسل قال: سيحتار المخرج عند وضع الشارة أيّ اسم سيضعه قبل الآخر .

وإضافة إلى الثلاثي، يشارك في العمل نخبة أخرى من نجوم المسلسل منهم عبد الهادي الصباغ ورفيق سبيعي وحسام تحسين بك وسحر فوزي وأمل بوشوشة ووائل زيدان ومرح جبر وقيس الشيخ نجيب ومحمد حداقي وصفاء سلطان ومديحة كنيفاتي وسليم كلاس وعلي كريم وعبدالفتّاح مزيّن .

مخرج العمل أحمد إبراهيم الأحمد تحدث عنه ليضع الجمهور في صورة ما سيراه في شهر رمضان، وركز على الاختلاف بين المسلسل وبين ما سبقه من أعمال تناولت البيئة الشامية .

وقال: “زمن البرغوت” ينتمي إلى دراما الواقع والتاريخ الموثق وليس إلى دراما البيئة الافتراضية، هو عمل يتناول مرحلة مهمة من حياة دمشق التي يمكن اعتبارها صورة مصغرة عن سورية كلها .

وتابع: “زمن البرغوت يتحدث عن فترة واقعة ما بين خروج العثمانيين من سوريا في العام 1916 ودخول الفرنسيين إليها، امتداداً إلى قيام الثورة السورية الكبرى في العام ،1925 وبالتالي، فإن العمل سيحظى بحالة أرشيفية افتقدتها كل المسلسلات السابقة” .

أما منتج العمل محمد قبنض، فركز على مسألة ثقل الوجوه الموجودة فيه، وبلغ الأمر به حد التباهي، فقال: “لا يوجد في الأسماء المشاركة إلا النجوم، لدينا ثلاثي يحلم به أي مسلسل عربي  زيدان، عساف وسلوم  ولدينا نجوم آخرون لا يمكن أن يتواجدوا في عمل واحد” .

وحول مسألة وجود سبعة أجزاء للعمل قال: “الفكرة قائمة لكنها لم تحسم حتى الآن، سنرى إذا كان الكاتب والمخرج يريان أن الفرصة قائمة لصنع أجزاء أخرى من دون ابتذال” .

ويؤدي النجم أيمن زيدان دور مختار حارة يختلف تماماً عن مخاتير الحارات الشعبية في دمشق الافتراضية درامياً، وحول الشخصية قال: “أؤدي شخصية مختار محبوب من الناس، لكنه لا يكون متسامحاً ناحية الغلط أينما وقع، إضافة إلى دور كبير أقوم به في دعم الثوار السوريين ضد فرنسا” .

وركز زيدان على التجديد بالنسبة إليه، فقال: “أول مرة أعمل في مسلسل بيئي شامي، والسبب هو وجود نص لا يتوفر على سطر واحد فيه تراث أو ابتذال أو حشو الوقت بلقطات ومشاهد تقول إنها تقدم الحقيقة بينما هي تقدم الفجيعة” .

أما النجم رشيد عساف فيؤدي شخصية (العكيد) أبو أدهم، وهو يرى أن العكيد هنا يختلف تماماً عنه في مسلسلات سابقة، ويقول: “العكيد أدهم يقوم بدوره فقط . . هو (قبضاي) للدفاع عن حارته وأهله وناسه ثم المقاومة ضد الفرنسيين بعكس مسلسلات سابقة كان العكيد فيها المشرع والمنفذ والقاضي، وأحياناً، كان الخصم والحكم” .

وأكد عساف أن ابتعاد النص عن الشخصانية ومحاولة بث الحماس في قلوب الناس عن طريق التلاعب بالتاريخ ونقل الافتراضي إلى الواقعي بجرة قلم، هما ما أتى به إلى المسلسل، مؤكدا أن شخصيته لن تتشابه بأي شيء مع شخصية العكيد نوري التي أداها في مسلسل “الزعيم” العام الماضي .

ويلعب سلوم حداد دور أحد رجالات الحارة، وعنه يقول: دوري هو لرجل قوي ومقتدر في الحارة الشعبية، يحب الناس ويتواصل معهم، لكنه يقع في مشكلات كثيرة نتيجة دسائس يقوم بها من هم عملاء للأجنبي يريدون إيقاع الفتنة بين الكبار، وللأسف، البعض يصدق الدسيسة فأواجه مشكلات تنتهي بتغلبي عليها ولكن بعد ردح من الزمن .

ورأى سلوم أن تصوير حالة الشعب السوري وهو يقاوم فرنسا أمر غاية في القوة لتبيان كم كان السوريون جبابرة في رفض الاحتلال ولو جاءهم بحجج واهية .

وينتقل النجم عبدالهادي الصباغ في دراما البيئة الشامية من وظيفة ناطور مقبرة في “أهل الراية” إلى وظيفة حلاق الحارة، ويقول: “أؤدي شخصية الحلاق، وبالتالي، بحكم الظرف والزمن الذي نتحدث عنه، أكون طبيب الحارة، وأكون صاحب الحكايا والقصص، وكثيراً ما أعلم بالمشكلات قبل رجالات الحارة، وذلك لتردد الناس على محلي بشكل يومي” .

ويتابع: “أكون ضمن فريق حكماء الحارة ورجالاتها الأوفياء، وألعب دوراً في دعم الثورة السورية ضد الفرنسيين، لكني، على المستوى الشخصي، أتعرض لمشكلات لا تحل إلا بعد جهدٍ طويل ومرير” .

أما النجمة الجزائرية أمل بوشوشة فتؤدي شخصية فتاة جميلة في الحارة الشعبية، وعن دورها تقول: “أكون جميلة وأبادل شاباً الحب، وتحدث لي مشكلات كبيرة بسبب ذلك، وتتطور إلى إمكانية قتل الشاب، لكن قيام الثورة ومشاركته فيها يمنعان ذلك” .

“زمن البرغوت” كلف فريق الإنتاج بناء مدينة إنتاج كاملة في ريف دمشق تتوفر فيها حارات وبيئة شامية تشبه الواقع، فضلا عن عشرات البيوت، ما يؤشر إلى أن الأجزاء الأخرى “المفترضة” ستحضر في الأعوام المقبلة . وكان النجم مصطفى الخاني “نمس باب الحارة” ضمن نجوم العمل وصوّر بعض المشاهد فيه قبل أن يقع شجار بينه وبين النجم سلوم حداد على خلفيات قيل إنها تتعلق بمواقف سياسية متضاربة بينهما، ما أدى إلى انسحاب الخاني والإتيان بالنجم محمد حداقي ليلعب شخصيته .

والبرغوت هو جزء من عملة سورية قديمة كانت مستخدمة أيام العثمانيين، واستخدمت لفترة وجيزة في زمن الاحتلال الفرنسي قبل أن تستقر العملة السورية على مسمى “الليرة” .