2016/06/22

جفرا يونس... ابنة «العرّاب» تفتّحت عشقاً و«ندم»!
جفرا يونس... ابنة «العرّاب» تفتّحت عشقاً و«ندم»!
الأخبار - وسام كنعان

قد يصحّ تشبيه الممثلين بمواقع التصوير الطبيعية. فمبجرّد أن تستهلك عدسات المخرجين بعض تلك المواقع، أو تتوقف عن استكشاف أماكن ساحرة تلعب دوراً في بناء الهوية البصرية والجمالية لأي عمل، حتى يترك ذلك انطباعاً بالملل لدى المشاهد. بناء على المبدأ نفسه، فإنّ اختيار الممثلين ذاتهم لشخصيات متشابهة، سيخلّف وقعاً اعتيادياً يفقد دهشة أداء هؤلاء الممثلين وحضورهم عند المتلقي.

لذا، لا بد من الذهاب نحو خيارات جديدة لممثلين شباب بكامل طاقاتهم وحماسهم، عساهم يشكّلون فرجة مختلفة، وتنوّعاً مطلوباً، خصوصاً أنّ الأسماء المكرّسة في العالم العربي عموماً، والدراما السورية على وجه الخصوص، لا تزال قليلة نسبياً.
المشكلة بالنسبة الى ممثلي التلفزيون الجدد في سوريا هي الحاجة المادية الملحّة، والعطش الحقيقي إلى الشهرة. فما أن يلمع بريق أحدهم من خلال أداء متقن، يترجم فيه ما تعلّمه في سنوات دراسته الأكاديمية، ويضع معظم جهده لإثبات وجوده، وحجز هامشه الخاص على رقعة الشطرنج حتى تنهال الأدوار التلفزيونية عليه، فتستنزفه خلال أعوام قليلة!
هذا العام، تُبهر الممثلة الشابة جفرا يونس (الصورة) مشاهديها لناحية شكلها الأوروبي، ولجهة أدائها الممتع. فالصبيّة التي تخرجت سنة 2012 من «المعهد العالي للفنون المسرحية» من خلال عرضي «عرش الدم» (كولاج ما بين رائعتي شكسبير «مكبث»، و«ريتشارد الثالث» ــ إخراج غسّان مسعود) و«في انتظار المطر» (إخراج سامر عمران)، عرفت كيف تعمّق معرفتها، وتجتهد على نفسها بشهادة يدلي لنا بها أستاذها غسّان مسعود. وبالمناسبة، الرجل أشرف على تخريج أبرز نجوم سوريا، من بينهم سلافة معمار، وقصي خولي، وباسل خيّاط، وغيرهم...
تحقق جفرا حضوراً لطيفاً في أبرز مسلسلين سوريين هذا العام: «الندم» (كتابة حسن سامي يوسف، وإخراج الليث حجو) و «العرّاب 2 (تحت الحزام)» (كتابة خالد خليفة وأحمد قصّار، وإخراج حاتم علي). في المسلسل الثاني، تستكمل «جيدا» مسيرة حياتها ضمن العائلة الحاكمة بأمر المال والسلطة والصفقات المشبوهة، فلا تبدي سوى حالة استسلام لطلاقها، ومحاولات ابن عمّها التقرّب منها، بموازاة علاقة خفية تخلق مع والدتها (سمر سامي) وشقيقتها «لونا» المصابة بتخلف عقلي (ريم نصر الدين). ورغم شغفها بالعمل أمام كاميرا حاتم علي، إلا أنّها تقول لنا إنّ دورها في «الندم» أتاح لها فرصة لإظهار موهبتها بشكل أكثر وضوحاً. الطالبة المحاصرة بالفزع الذي تخلّفه الحرب، وفقر الحال وعشوائية المكان الذي يأويها مع صديقتها. تستفيق على عشقها للروائي والكاتب والسيناريست الشهير «عروة» (يؤدي الشخصية بمنتهى البراعة بمحمود نصر)، لتبدأ حكايتها الخاصة معه في الزمن الثاني للرواية التلفزيونية. لكن شرط الإضاءة المعتمة التي اعتمدها الليث حجو يظلم وجوه الممثلين التي تظهر الجزء الثاني من القصة، وتغيب كلياً عن سيرة عائلة «أبو عبدو الغول» (سلّوم حداد). علماً بأنّ جفرا تلعب دوراً ثالثاً في «نبتدي منين الحكاية» (كتابة فادي قوشقجي، وإخراج سيف الدين السبيعي).
تستحق جفرا يونس تحية على موسمها السخي، كما ينبغي الإشارة إلى ضرورة ثباتها في مواجهة مغريات التلفزيون، وعدم استهلاك مقدراتها التمثيلية سريعاً. على أمل أن تضلّ مستقبلاً طريق عيادة طبيب التجميل وهو «نجم الدراما» هذا العام بجريرة ما فعلته العديد من الممثلات السوريات الشهيرات، بشكل يؤثر سلباً على مخارج الحروف وطريقة النطق وآلية التحكم بالوجه، رغم أنّ الأخير يعتبر رأس المال الأثمن لأي ممثل!