2013/05/29

جورج قرداحي: ما زلت نجماً
جورج قرداحي: ما زلت نجماً

رفيف الخليل – دار الخليج


ارتبط اسمه ببرنامج المسابقات الشهير “من سيربح المليون” ووضعه في مصاف النجوم العرب . يعتبر نفسه سياسياً مع وقف التنفيذ ولا جدوى برأيه من تحقيق إعلام حر بعيداً عن ديمقراطية المجتمع وانفتاحه . إنه الإعلامي جورج قرداحي الذي كان هذا الحوار معه أثناء مشاركته في منتدى الاتصال الحكومي بالشارقة، حيث تطرق إلى مواضيع عدة منها سبب انتقاله إلى قناة “الحياة المصرية”، ورده على الانتقادات الحادة .

ارتبط اسمك ببرنامج المسابقات الشهير “من سيربح المليون” على قناة “إم بي سي” هل  مازلت تحصد أمجاده؟

- بداية لا يوجد أدنى شك أن هذا البرنامج مميز وأعطاني فرصة كبيرة للنجاح والشهرة وأنا مدين لمحطة ال”إم بي سي” بهذا النجاح الذي وصلت اليه، ومدين لها بكل ما حققته منذ إطلاق البرنامج وكل ما سأحققه في المستقبل، لأن هذا البرنامج غيّر حياتي وأطلقني إلى الجمهور، ومنه فُتِحت لي مجالات عدة منها الدخول في المعترك السياسي، وهذا لم يكن ليحصل لولا شهرتي وقناعة الناس بأنني مؤهل للعب دور سياسي، إضافة إلى المواقف التي اتخذتها في السياسة سواء بالنسبة للمقاومة اللبنانية أو سوريا أو قضية فلسطين .

وما الذي يؤكد لك أنك ما زلت تسير في طريق النجومية؟

- أنت كنت موجودة في منتدى الاتصال ورأيت بعينك تزاحم الناس لالتقاط صور معي وهذا أكبر دليل على أنني ما زلت نجماً يحظى بمحبة كبيرة وتقدير من الجمهور، وهذا الإقبال له معان عدة أهمها أنني ما زلت شخصاً مؤثراً في عدة دول عربية، ربما في الخليج لا أظهر كثيراً لكن من خلال وجودي في مصر وتقديمي لبرنامج المسابقات “المليونير” تكونت قاعدة جماهيرية مهمة هناك، والجمهور “يسمع لي ولكلامي”، وحتى في سوريا في بداية الأحداث قلت رأي بصراحة ورحب بموقفي الواضح من مصلحة الشعب وصفق لي 3000 طبيب من قلب دمشق، وهناك جهة مغرضة وحاقدة أشعلت حرباً وسيلاً حاداً من الشتائم والانتقادات الجارحة لموقفي، لكنني أقول لهم إنني أنتظر أن يعتذروا إلي لأن ما قلته حدث .

ألا تخشى الحديث في السياسة وتبعاتها السلبية؟

- أنا إنسان لدي مدى عربي ولست طائفياً، ومن حقي إبداء رأيي، ولست بالغباء الذي أؤيد فيه نظاماً ما والشعب لا يريده، لكن هناك من أخذ جملة من كلامي وتم تأويلها وأكرر وأقول أنا ضد إراقة قطرة دم واحدة، لأنني أخاف عليها كما أخاف على لبنان والأردن وفلسطين وسائر بلدان الوطن العربي .

يتداول الإعلام الآن مسألة ترشحك للانتخابات اللبنانية، ماذا ينتظر اللبنانيون منك في حال كان النجاح حليفك؟

- العمل السياسي ليس ترفاً بل هو مضن وصعب، خاصة في ظروفنا الراهنة، لكن حلمي هو خدمة وطني لبنان منذ الصغر، وكما قلت أنا إنسان لا طائفي وأحب اللبناني المسلم والمسيحي ولا فرق بين جميع المواطنين اللبنانيين، لأن هذا ما تربيت عليه، لبنان للجميع دون تمييز فئة عن غيرها، وإلى وقتها سوف أطرح توجهاتي وأفكاري لصالح المواطن ضمن برنامج سياسي محدد وواضح .

من قناة ال “إم بي سي” إلى ال”إل بي سي” والآن قناة “الحياة” المصرية، لماذا تتنقل بين المحطات، هل يفتقد القرداحي شيئاً ما؟

- لم أنتقل إلى أكثر من محطة إنما هي عقود تتم بيني وبين المحطة هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنا لست موظفاً وأعامل معاملة النجم، وحالياً أقدم برنامج “المليونير” على “الحياة” المصرية، وهذا البرنامج أقدمه مقابل أتعاب تدفعها القناة ولا أتدخل في شؤون أخرى إدارية وما شابه، وهنا تتوقف علاقتي مع القناة كما كان الحال قائماً في قناة ال”إم بي سي”

هل أنت من فرض هذا الأسلوب؟

- لا، هذا الأسلوب متبع عندما يكون هناك نجم مشهور لا تتعامل معه القناة كموظف، وبالتالي له تعاملات أخرى ضمن عقد خاص بين المحطة والنجم .

وهل تسمع صدى “المليونير” في الوطن العربي كما كان “من سيربح المليون”؟

- في السنة الأولى من تعاقدي مع قناة “الحياة” المصرية كان هناك قرار أن يخصص للمصريين فقط، لذلك كل ضيوفي والبرنامج مخصص لأهل مصر، لكن أتمنى في العام المقبل أن يفتح المجال لكل العالم العربي .

بعد هذه التجربة الطويلة في ميدان الإعلام كيف ترى توجهات الإعلاميين العرب؟

- سؤال صعب، صحيح أن لدي تجربة طويلة في الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، لكن ليس من حقي تقييم الإعلاميين، إنما يمكنني الحديث عن الإعلام العربي الذي تطور كثيراً منذ اليوم الذي بدأت فيه العمل في هذه المهنة قبل حوالي 30 سنة من الآن أو أكثر، فالصحافة المكتوبة تطورت كثيراً كذلك الإذاعة والتلفزيون في زمن التواصل الالكتروني بين الناس والمسؤولين والناس . . فالإعلام العربي انتقل الى العولمة واستفاد من تقنياتها وحداثتها وكل الأمور المستجدة فيها .

وهل أصبح الإعلام العربي حراً وأكثر ديمقراطية من السابق؟

- الإعلام العربي يحقق نقلات نوعية وقفزات مهمة، والأسباب عدة أولها استخدام الوسائط الحديثة الغربية وانفتاح العالم تكنولوجياً، ودخول التواصل الالكتروني ساحة الإعلام له التأثير نحو ازدياد حرية التعبير من خلال مواقع التواصل الإلكتروني “فيس بوك” و”تويتر” وغيرها، فقد أصبح الإعلام العربي معاصراً يعيش زمانه ووقته ولكن المضمون يحتاج الى بعض الشرح ولا يمكن أن نلوم الإعلام إذا افتقد المضمون المطلوب لأنه مرآة المجتمع، وطالما أنه ليس في دولنا ديمقراطيات حقيقية بكل معنى الكلمة يكون فيها الإعلام حراً، ويكون الإنسان حراً والمجتمع حراً ولا يعود الحاكم متسلطاً، عندئذ يمكننا أن نضع اللوم على الإعلام عندما لا يطور مضمونه لكن المضمون الجوهري لتحقيق إعلام نزيه وشفاف يحتاج إلى وقت .

بعيداً عن برامج المسابقات هل لديك هاجس معين حول تقديم برنامج جديد؟

- هناك أفكار عدة، لكن طالما أن برنامج “المليونير” لا يزال مطلوباً ومرغوباً من قبل الناس فمن غير المستحب أن أقدم برامج أخرى الى جانبه، وليس لدي هاجس معين فمنذ بداياتي كان هدفي تقديم برامج إذاعية سياسية لكن في الظروف الراهنة ما زلت أتحفظ عن تقديم أي برنامج سياسي لأننا لم نصل إلى المستوى المطلوب من الحرية والديمقراطية .

كل البرامج الناجحة ومنها “من سيربح المليون” عبارة عن برامج مستنسخة من الغرب، هل تجمدت العقول العربية في الإبداع الإعلامي؟

- يجب ألا نعمم فهناك برامج عربية محلية ناجحة، لكن المسألة تجارية فمثل هذه البرامج المستنسخة نجحت في الغرب وعليه فإن المحطة العربية تشتري حقوقها بتكلفة أقل من إنتاج برنامج جديد لم يجرب بعد وربما يفشل، لذلك هذه السياسة تنعش القنوات العربية تجارياً .

أخيراً من ينافس جورج قرداحي؟

-لا أحد، لو تحدثنا عن برامج المسابقات، وفي الوقت ذاته أنا لست في وضع منافسة مع غيري لأنهم كلهم زملائي وأتمنى لهم النجاح ولا أحد يأخذ مكان غيره لأن الساحة تتسع للجميع .