2013/05/29

جورج قرداحي: ما يسمى«الربيع العربي» أصابنا بالإحباط
جورج قرداحي: ما يسمى«الربيع العربي» أصابنا بالإحباط


هيثم صالح – تشرين


مع تحفظنا على فضائية (M.TV) اللبنانية وتوجهاتها السياسية المعلنة التي قد لا نتفق معها لا من قريب ولا من بعيد، إلا ان هذه الفضائية تذيع العديد من البرامج المنوعة التي تشد المشاهد العربي.

من هذه البرامج حديث البلد (الذي يقدم مساء كل أحد وتشارك فيه نخبة من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية والإعلامية المعروفة على مستوى العالم العربي ولها آراء مختلفة ومتباينة تسوقها وسط جو فكاهي مفعم بالفرح وأحياناً بالنكتة اللطيفة المنسجمة مع سياق حديث الضيف والتي غالباً ما يسوقها الفنان اللبناني (ميشيل أبو سليمان) ضيف البرنامج الدائم.

لكن أجمل ما في الأمر هو عندما تطل الحقيقة برأسها مهما حاول البعض أخفاءها أو الترويج لسواها بقصد تضليل الرأي العام، وهذا ما حصل بالضبط في حلقة الأحد الماضي عندما أجاب الإعلامي الكبير والمخضرم جورج قرداحي إجابة مفاجئة لم تكن تتوقعها مقدمة البرنامج عندما سألته: كيفك استاذ جورج فقال: أنا محبط وبدافع الفضول والمفاجأة أن هذا الإعلامي الكبير استطاع أن يجر المذيعة إلى سؤال إجباري ربما لم تكن تريد طرحه إطلاقاً وهو مما أنت محبط؟ فقال: مما يسمى الربيع العربي الذي هو في الحقيقة ليس ربيعاً ولا عربياً، لأننا كنا نتوقع منه أن يجسد أحلامنا العروبية ونزعتنا العربية التي تتوق إلى التوحد والتضامن وجمع الطاقات الكامنة لدى الشعب العربي لا أن يركز على الطائفية البغيضة من خلال وقوعه فريسة لجماعات محددة تملك أفكاراً  ومواقف تتنافى مع ما نؤمن به.

من المفرح جداً لمن يتشارك مع قرداحي هذا الرأي ان يسمعه بهذا الوضوح من شخص  يستعد للترشح للنيابة اللبنانية في الانتخابات  القادمة وهو يؤكد أنه لا يخفي نزعته العربية وان الحلم العربي الحقيقي مازال يراوده منذ أيام كان يعمل في إذاعة مونتيكارلو في باريس وهذا الحلم اصطدم بما يسمى اليوم الربيع العربي.

لقد حول قرداحي ببراعته الإعلامية البرنامج المنوع إلى برنامج رأي لفترة قصيرة، هي الفترة التي كان يتحدث فيها، فانتقد سياسة النأي بالنفس التي اتبعها لبنان خلال الأزمة في سورية، والتي لم تكن نأياً بالنفس بل غض بصر عما يجري عبر الحدود من تهريب للعصابات المسلحة والمال والسلاح وقال: نعم أنا أدعم سياسة النأي بالنفس التي يجب أن تقوم على إغلاق الحدود بشكل كامل في وجه من يريد التسلل إلى سورية أو بالعكس ومنع دعم الجماعات المسلحة  بالمال والسلاح.

وأضاف: في البداية كنا نهلل للثورات العربية، لكننا اليوم نشعر بالاشمئزاز من تهليل العصابات الإرهابية  المسلحة في سورية للضربة الإسرائيلية على بعض مواقع الجيش العربي السوري وهي من تدعي (الثورة)!.

لقد كان هذا الإعلامي المحترم بارعاً في إبداء رأيه الصريح والصادق في زمن كثر فيه الإعلاميون المرتزقة كما هي الحال في قنوات سفك الدم السوري كالجزيرة والعربية عندما قال: لو أصبحت نائباً فإن أول ما سأطالب بتعديله هو قانون الإعلام اللبناني وبشكل جذري وإعطاء صلاحيات كبيرة جداً للمجلس الوطني للإعلام لأن ثمة تحريضاً كبيراً في وسائل الإعلام اللبنانية في ظل انفلات طائفي مقيت ينعكس سلباً على القريب والبعيد.

نحن بدورنا نقول لهذا الإعلامي الكبير والمخضرم: كم تحتاج وسائل الإعلام العربية لأمثالك ولاسيما أن الإعلام الآن أصبح سلاحاً فتاكاً إن لم يكن من أمضى الأسلحة وأكثرها فتكاً.