2013/05/29

جولييت عواد: النجاح الفني ليس كل شيء
جولييت عواد: النجاح الفني ليس كل شيء

ماهر عريف – دار الخليج

جولييت عواد فنانة قديرة صاحبة مشوار في عالم التمثيل إلى جانب الإخراج والتدريس الأكاديمي،تؤكد في حوار خاص مع “الخليج” أن الشهرة لم تخطف أحلامها سواء المهنية أو المتعلقة بانخراطها في حملات إنسانية واجتماعية، وتبدي تشاؤماً حيال وضع الدراما الأردنية مع رفضها الهجرة، وترى أن رفضها المشاركة في مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” كان قراراً صائباً:

* تنخرط فنانات في حملات جماهيرية بعد انحسار الأضواء عنهن رغبة في استعادتها، فماذا عنك؟

- التحامي مع قضايا إنسانية جاء مبكراً ومنذ بداياتي الفنية، وليس تعويضاً لنقص الشهرة، ومازلت قادرة على العطاء، ولي حضوري، لكنني لم ولن أسمح للأضواء بخطف أحلامي، سواء ما يتعلق منها بمواصلة رسالتي المهنية، باحترام واتزان وتوق إلى الجديد المفيد، أو باندماجي في أنشطة وفعاليات اجتماعية ووطنية، وقد تواصلت مؤخراً مع الأطفال المحرومين من مظاهر ترفيهية إيجابية، وأسهمت في رسم البسمة على وجوههم عبر مشروع “آرام” الذي جاب محافظات ومناطق نائية ارتكازاً على مسرح متنقل .

* أيهما أكثر تأثيراً في الآخر في مرحلتك الحالية: الفن أم الأنشطة الميدانية؟

- كلاهما وبالتوازي، ولولا أنني فنانة معروفة صاحبة تاريخ طويل ومكانة بحسب رأي الناس، ما كنت استطعت تحقيق التأثير الواسع عبر الحملات .

* هل انطوى عدم حضورك العرض الخاص لفيلم “مملكة النمل” في عمّان على انزعاج ما؟

- لا، ولكن وفاة والدتي رحمها الله حال دون ذلك، ونحن مر علينا أشياء كثيرة مزعجة فنياً ونمضي ونعمل، فالفنان الحقيقي صاحب القضية والضمير باق حتى بعد رحيله .

* ما انطباعك عن الفيلم؟

- توقعت نتيجة أفضل لكنه إجمالاً ووفق المقاييس العامة للأفلام العربية، يعتبر جيداً وأرى وجوب عرضة في دور جماهيرية تستهدف الشرائح كافة، وترجمته إلى لغات أخرى نحو إطلاقه خارجياً لاسيما في ظل تركيزه على المقاومة الفلسطينية، وأعتبر شخصية “خضرة” التي جسدّتها مزجت بين الواقع والأسطورة .

* هل جاء رفضك المشاركة في “الاجتياح” و”فرقة ناجي عطا الله” لخلافات على مسارات الدورين، أو لعدم الاتفاق مع رؤى إخراجية؟

- ليس صحيحاً، لقد رفضت وزوجي جميل عواد المشاركة في العملين، لأن فيهما خطوطاً تطبيعية وسوء معالجة درامية للقضية الفلسطينية سواء عبر العلاقة العاطفية بين شاب مقاوم، ويهودية في “الاجتياح”، أو العلاقات المفتوحة على مصراعيها مع الأعداء ضمن “فرقة ناجي عطا الله” الذي ظهر سطحياً و”سخيفاً” ومسيئاً، بدءًا بإطلاق اسم جمال عبد الناصر على الملحق الثقافي بطريقة تحمل معاني غير بريئة .

* لماذا في رأيك لم يحقق اعتصام الفنانين الأردنيين جل أهدافه؟

- لعدم وضع خطة وأجندة واضحة للتحرّك، والمفروض في مثل هذه المواقف تأجيل المكاسب الفردية والذهاب أولاً إلى المصلحة العامة .

* كيف ترين إعلان التلفزيون الأردني تخصيص ميزانية لإنتاج الدراما؟

- لم أعد أثق بأيّة مؤسسة رسمية في هذا النطاق، وتوقيع التلفزيون اتفاقية مع نقابة الفنانين يأتي خارج وضع استراتيجيات شاملة للمجال، بصراحة أنا متشائمة حيال إمكان تحريك ساكن مهم على صعيد الدراما الأردنية ولا أجد شيئاً يبعث على التفاؤل .

*  هل تؤيدين هجرة بعضهم إلى مصر؟

- كل شخص يرسم خط حياته كما يشاء، وقد وصلتني فرص سابقة للهجرة الفنية والإقامة الدائمة بعيداً عن موطن استقراري، لكنني أحجمت لأنني أجد النجاح الفني ليس كل شيء، فهناك أمور ربما أهم لا يمكن تحقيقها خارجياً .

* ماذا تقولين عن تجربة تقديمك برنامج “سؤال من بلدي” على فضائية “عائدون”؟

- تجربة جديدة بالنسبة إليّ يصعب تقويمها حالياً، لكن أعتقد أنني في تحسّن مستمر من حلقة إلى أخرى، والبرنامج يطرح الحفاظ على الهوية والتراث، وفق تواصل جميل مع الجمهور على الهواء مباشرة .

* أخيراً . . هل مازلت تطمحين إلى تجسيد شخصيات مدمنة ومريضة نفسياً ومجرمة؟

- نعم، فأنا أريد تقديم النماذج “المختلة” في المجتمع لاسيما المنطوية على عقد نفسية واضطرابات عميقة وتحتاج إلى أداء خاص بقصد إطلاع الناس عليها للتوعية والمساعدة في الاحتواء وتدارك تداعيات خطرة ربما تكون مؤشراتها بيننا من دون أن نلتفت .

تؤكد جولييت عواد نجاح السنة الأولى لمشروع “آرام” الذي قادت من خلاله مسرحاً متنقلاً بهدف دمج المجتمعات القروية بالحركة الفنية والجوانب المدنية والإسهام في التنمية الاجتماعية وفق عروض تفاعلية ركزت على الأطفال والناشئة والأهالي على اختلاف مستوياتهم، وتقول: وصولنا إلى نتائج مرضية منها أنها أدت إلى اكتشاف مواهب عديدة، بعضها شارك في معارض تشكيلية وحصد جوائز وتجاوز عوائق الانخراط في الأنشطة، وانضمام آباء وأمهات وتشجيعهم لأبنائهم وتنفيذ ورشة تصوير فوتوغرافي لعشرات لأطفال لم يمسك أغلبيتهم كاميرا من قبل .

وقفات ضد التطبيع

وعن تنفيذها وبعض الناشطين سلسلة وقفات ضد سيرك أجنبي تعقب: نحن لم نمنع أحداً بالقوة، وإنما حملنا لافتات توضح ارتباط الفعالية بأخرى داخل الأراضي المحتلة جمهورها “إسرائيليون”، وفي ذلك دعم مرفوض للكيان الغاشم .