2012/07/04

«حضارة العرب» حياة علماء عصر النهضة ضمن «تعرفة الأجور»
«حضارة العرب» حياة علماء عصر النهضة ضمن «تعرفة الأجور»

  ماهر منصور- السفير تضع الفضائية التربوية السورية، التي أُعلن عن انطلاقها مؤخراً، في مقدمة خطط عملها إنجاز أعمال درامية تحمل معارف وقيما تربوية، لا تنفصل بمضمونها عن المناهج التعليمية السورية. ويبدو ان الفضائية وضعت نصب عيونها تأثير الدراما التلفزيونية السورية في إيصال الرسائل التربوية والعلمية ولا سيما بعدما خلصت دراسة محلية إلى أن التلفزيون يشكل المصدر الأول لبناء تصورات الشباب للمستقبل، والثاني في أنماط سلوكهم وعلاقاتهم مع الآخرين. وفق هذه القناعة، لن يعود غريباً أن تقوم الفضائية التربوية بإنتاج أكثر من عمل درامي كان آخرها مسلسل «حضارة العرب» سيناريو وحوار د. طالب عمران، وإخراج هيثم زرزوري الذي انتهى مؤخراً من عمليات التصوير والمونتاج. جاء العمل في أربع وعشرين حلقة منفصلة - متصلة، ترصد «فترة الحضارة العربية ما بين القرن الثامن والسادس عشر ميلادي من خلال تسليط الضوء على بعض أهم العلماء العرب ممن قدموا إبداعات مهّدت إلى نشوء الحضارة الحديثة، إضافة إلى تخصيص حلقات لبعض الظواهر العربية العريقة فكرياً وعلمياً. يؤكد المخرج زرزوري في حواره مع «السفير» أن «هدف العمل الأساسي هو تربوي»، مشيراً إلى أن «كثيراً من أسماء الأعلام المطروحة لا يعرفها كثيرون وبالتالي فالإضاءة على حياتهم أمر مهم». يبدي المخرج زرزوري حرص فريق العمل على تجاوز جفاف المعلومات العلمية من خلال إيرادها ضمن دراما مشوقة ومسلية. وكيف يكون ذلك؟ يجيب: «استعراض الانجازات العلمية لأعلام المسلسل لا تصنع وحدها دراما، لذلك عملنا مع كاتب العمل د. طالب عمران على الدخول إلى حياة هؤلاء الشخصية والاجتماعية، وتتبعنا أهم التحولات التي مروا بها إضافة إلى الظروف والبيئة السياسية والاجتماعية المحيطة بهم». سيمهد للجانب التاريخي هذا، جانب درامي معاصر من خلال عائلة يدرس الابن فيها الأدب العربي ويعد رسالة ماجستير في الحضارة العربية، وتنطلق الحوارات بدءاً من حادثة معاصرة تمهيداً للانتقال إلى الحقبة التاريخية للشخصية المذكورة، حين تبدأ أحداث الحلقة فعلياً. يلفت المخرج هيثم زرزوري إلى أن حضور الجزء الدرامي المعاصر في «حضارة العرب» هو تجاوز لأعمال درامية مشابهة سبق وقدمها مع د. رياض نعسان آغا منها سلسلة برامج»الأوائل» (1999) التي تناولت أعلام الحضارة العربية، وسلسلة «الذخائر» (2000) التي تناولت الفتوحات الإسلامية. وفي السلسلتين كانت الدراما جزءا من الحلقة التي يمهد لها مقدم ما، وتنتهي بتعليق أحد المختصين. يرى المخرج زرزوري أن تلك الصيغة كانت تجعل عمله أقرب إلى البرنامج التلفزيوني، وهو الأمر الذي تجاوزه في «حضارة العرب» حيث تحل العائلة مكان المقدم.. بما يضمن بقاء العمل ضمن منطقه الدرامي المشوق. لا يعد المخرج زرزري أن يأتي العمل بالشكل الإنتاجي الضخم الذي عرفت بها الأعمال الدرامية السورية فـ«القطاع العام له مقاييسه الإنتاجية.. والتي تصطدم بحائط اسمه تعرفة الأجور..»، إلا أن ذلك، بحسب المخرج زرزوري، لن يكون بطبيعة الحال على حساب الرؤية الفنية للعمل، فيؤكد الرجل على اهتمامه البالغ بالصورة وما تطلبه سواء لناحية الملابس والديكور والماكياج، وفي هذا الأخير بالذات تمت الاستعانة بخبرات ايرانية في هذا المجال. كشف المخرج زرزوري عن تحضيرات ستجري قريباً لإنجاز جزء ثان من مسلسل «حضارة العرب» مكون من أربع وعشرين حلقة جديدة، لافتاً إلى أن شرطاً إنتاجياً أفضل سيكون من نصيب العمل الجديد ولا سيما أنه سيتم وفق تعرفة الأجور الجديدة، فضلاً عن أنه سيستفيد من ديكورات الجزء الأول. العمل هو من إنتاج القناة الفضائية التربوية وأدى الشخصيات الرئيسية فيه كل من: عبد الرحمن أبو القاسم، عبد الحكيم قطيفان، عزة البحرة، قاسم ملحو، خالد القيش، ديمة الجندي، تولاي هارون، عبير شمس الدين، حسام عيد، روعة ياسين، عبد الحكيم قطيفان، آمال سعد الدين، علي مداراتي، أسامة السيد يوسف، سعيد الآغا، سوسن ميخائيل، فاروق الجمعات، علي قاسم، مروان غريواتي... ومن المنتظر عرض العمل في شهر رمضان.