2012/07/04

حملاتنا وحملاتهم!
حملاتنا وحملاتهم!

خاص بوسطة- رامـي بـاره


في وقتٍ نرى فيه حملاتنا الإعلامية العربية (التنموية) أشبه بمطرقة تدق فوق رؤوسنا أو بـ (زمور) إنذار ينذر المتفرج أو المستمع باقتراب الخطر الشديد، ونذكر منها على سبيل المثال إعلانات التدخين التي لا تنفك عن تذكير المدخن بموته القريب، وإعلانات النظافة التي تُرينا دائماً قذارة شوارعنا، أو بإعلانات التثقيف التي تدعو إلى القراءة، والتي تنعت العرب دائماً بأنهم لا يقرؤون سوى أقل من عشرة دقائق سنوياً، وغيرها الكثير من الحملات الإعلانية الفظة، التي تجعل من جمهورها المستهدف يمر مشيحاً بوجهه عنها متهرباً من أسلوب التأنيب والوعظ المتعالي الذي تتبعه تلك الإعلانات.

تأتي منظمة "بيتا" الناشطة في الدفاع عن حقوق الحيوان،  لتطلق فكرةً استثنائية في حملتها ضد استخدام الفراء في صناعة الملابس الفاخرة، فقد اعتمدت منظمة (أناس من أجل معاملة أخلاقية للحيوانات) في ملصقات الحملة على صور عارية لعارضة الأزياء "جوانا كروبا" كُتب تحتها: (الأفضل أن أبقى عارية على أن أرتدي الفراء).

بالتأكيد ثقافتنا وتقاليدنا تستنكر هذا النوع من الإعلانات، ولكن إن نظرنا إلى الحملة من ناحية أخرى، ولاحظنا كيف جعلت الجمهور يهتم بمشاهدة (البوستر)، رغم أن اهتمامه قد يكون موجهاً إلى (نوايا) أخرى، يمكننا أن نعلم لماذا تفشل حملاتنا الإعلانية التي تعتمد غالباً أسلوباً مباشر وفج يُبعد الجمهور بدلاً من إقناعه وتحقيق تأييده لموضوع الحملة.