2012/07/04

خالد تاجا: هذه سيرتي (الدرامية)
خالد تاجا: هذه سيرتي (الدرامية)


وسام كنعان - الأخبار

لم تنجح الدراما العربية في تقديم مسلسلات السيَر من دون الوقوع في مطبات عدة. وغالباً ما كانت تؤدي هذه المشاكل إلى تبادل اتهامات بين صنّاع العمل نفسه، أو بين فريق العمل من جهة، وورثة صاحب السيرة من جهة أخرى. كذلك، وقع معظم السيناريوهات في الأزمة نفسها،

وهي تقديم بطل المسلسل بصفته شخصاً منزّهاً من دون التطرّق إلى عيوبه، أو الجانب السلبي من شخصيّته. وقد بدا ذلك واضحاً في مسلسل «أم كلثوم»، الذي جسدت فيه صابرين دور «كوكب الشرق». إلى جانب ما سبق، فشل بعض هذه الأعمال في الوصول إلى المشاهد، وخصوصاً تلك التي فُصِّلت على قياس الممثل الذي يؤدي دور البطولة. هكذا خرج بعض المسلسلات في مستوى لا يرقى إلى أهمية الشخصية التي يتناولها. وهو ما ينطبق على مجموعة من الأعمال التي هدفت في الدرجة الأولى إلى تحقيق ضجة إعلامية بعيداً عن المضمون الواقعي والجذاّب، مثل «قلبي دليلي» (سيرة ليلى مراد، بطولة صفاء سلطان)، و«السندريلا» (سيرة سعاد حسني، بطولة منى زكي)، ثمّ أخيراً «في حضرة الغياب» (سيرة محمود درويش، بطولة فراس إبراهيم).

نتيجةً لهذا الواقع «المأساوي»، طرح النقاد سؤالاً بدا منطقياً: لماذا لا تعتمد دراما السيرة على المذكرات التي يكتبها أهل الفن والسياسة عن حياتهم؟ ويبدو أنّ النجم السوري خالد تاجا كان أول المقتنعين بهذه الفكرة، فبدأ كتابة مذكراته، إذ أعلن الممثل الشهير أنه يرغب في أن تكون هذه المذكرات «المادة الرئيسية لسيناريو المسلسل الذي سيقدّم سيرة حياته»، كما قال لـ«الأخبار». وأضاف: «أردت أن أضع تجربتي بين أيدي الآخرين، وأرشح تيم حسن أو باسل خياط لتأدية شخصيتي، وأفضّل الأخير لأنه قادر على أن يقدمني كما أنا من داخلي». وأشار إلى أن المذكرات ستتناول سيرة حياته من يوم مولده حتى اليوم الحالي، أي إلى عامه الـ 72. كما أنها تضيء على «تفاصيل عدة عن البيئة التي نشأت فيها منذ الطفولة، وأهم الخطوات التي مررت بها». ثمّ تصل المذكرات إلى سنوات الشهرة، متطرّقةً إلى أبرز الأعمال التي شارك فيها... وأشار تاجا إلى أنه سيفاجئ كل من يعرفه لأنّ «المذكرات تملك من الجرأة القدر الكافي لقول الحقيقة كاملة والتركيز على حسنات صاحبها وسلبياته»، مشدداً على أنه سيتطرّق إلى عيوبه وقصص الحب التي عاشها «لأنها محطات مهمة جداً في حياتي».

من جهة أخرى، انتقد «أنطوني كوين العرب» مسلسلات السير التي تناولت حياة نجوم معاصرين «لأنها كانت إساءة بالغة إلى هذه الشخصيات التي عايشناها وتعرفنا إليها عن كثب، وتسللت إنتاجاتها إلى أرواحنا». ونصح صناع تلك الأعمال «بالتوغّل في التاريخ وتقديم شخصيات قديمة يمكن المشاهد أن يتخيلها». وأضاف النجم المخضرم «ما تابعته عن محمود درويش في مسلسل «في حضرة الغياب» كان مأساة حقيقية... لم نشاهد لا الأرستقراطية ولا الجاذبية أو لمعة العينين وحساسية الشاعر وطبقة الصوت المذهلة التي اشتهر بها الشاعر الفلسطيني... كل هذه التفاصيل كانت غائبة تماماً ولم يستطع المشاهد أن يلمحها في العمل الذي عرض تجربة درويش بسطحية كبيرة». لكنّ النجم السوري ينفي أن يكون قد بادر إلى كتابة مذكراته وترشيح ممثل يؤدي دوره بعد فشل مسلسل «في حضرة الغياب» أو غيره «بل إنها رغبة قديمة ربما حان وقتها».

من جانب آخر، رأى تاجا أن إمكان الاتفاق على العمل مع جهة إنتاجية مسألة مستبعدة الآن، و«لا يزال الوقت مبكراً على الانطلاق في هذا المشروع، لأن العمل يحتاج إلى ميزانية ضخمة وتصوير في أماكن متعددة من العالم». تاجا الذي قدم في الموسم الرمضاني مجموعة أدوار كان أبرزها دوره في مسلسل «الزعيم» مع المخرج مؤمن الملا، يفصح عن رغبته في تقديم عملين فقط في الموسم المقبل، كاشفاً أنه في طور قراءة سيناريوهات عدة ليختار بينها.

من جهته، يقول السيناريست الشاب عثمان جحا في حديثه مع «الأخبار» إن ما فعله تاجا كان خياراً صائباً «لأن دراما السيرة تتناول حياة شخصيات صاحبة أثر كبير واحترام واسع في العالم العربي». ويضيف: «لذلك لا بدّ من تقديم الشخصية من وجهة نظر صاحبها لا من وجهة نظر كاتب آخر... ويجب على الشخصيات المهمّة في مجتمعاتنا أن تبادر إلى كتابة مذكراتها». بهذه الطريقة ـــــ يرى جحا أن السيناريست يلجأ إلى هذه المذكرات فيبني عليها نصّه «وبالتالي تنحصر مهمة الكاتب في صياغة هذه المذكرات كسيناريو بعد إجراء تقاطعات مع المرحلة، والاعتماد على شهادات حية والتدقيق في مدى دقتها، وهو ما يزيد من أسهم نجاح العمل».

إذاً قطع خالد تاجا الطريق على الجميع، وبدأ كتابة مذكراته واختار الممثل الذي سيؤدي دوره في العمل حين يبصر النور. وفي الأيام المقبلة، قد تنتقل هذه العدوى إلى نجوم آخرين، وهو ما يبدو طبيعياً بعدما شاهدوا المأساة التي حلّت بالراحل محمود درويش في مسلسل «في حضرة الغياب».


غابت مصر فعُلّق المهرجان

بعد إعلان «تعليق» فعاليات الدورة المقبلة من «مهرجان دمشق السينمائي»، أطل خالد تاجا ليعلن أن هذا القرار صدر بسبب «مقاطعة الفنانين المصريين». وأضاف إن «غياب مصر عن المهرجان أثّر في مستواه، لأن لهذه الدولة وزناً في مجال صناعة السينما في الوطن العربي». ولم ينتقد النجم السوري أياً من الدول المقاطعة للمهرجان، بل رأى أن موقفها مبني على «وجهة نظر خاصة بشأن ما يجري في سوريا، وبالتالي فإن لكل دولة الحرية الكاملة في اختيار الموقف الذي تراه مناسباً». ومن أبرز النجوم المصريين الذين أعلنوا مقاطعة المهرجان: خالد النبوي وعمرو واكد.