2012/07/04

خشية من أن يتحوّل التأجيل إلى قرار بالإلغاء: «مؤسسة الإنتاج التلفزيوني» تؤجّل أعمالاً درامية
خشية من أن يتحوّل التأجيل إلى قرار بالإلغاء: «مؤسسة الإنتاج التلفزيوني» تؤجّل أعمالاً درامية

علي وجيه - السفير



اتخذت «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» قراراً مثيراً للجدل، عبر تأجيل ما لم يتمّ البدء بتصويره بعد من أعمالها المعلنة لهذا الموسم «إلى أجل غير مسمّى» وفق ما علمته «السفير». وتأتي جدلية القرار من حداثة المؤسسة التي أنشئت العام الفائت، ولم يمضِ على إعلان خطتها الإنتاجية لهذا الموسم سوى بضعة أشهر، وهي التي يعوّل عليها الكثير في إعادة الحيوية للإنتاج الدرامي السوري بعد سنوات من الروتين والبيروقراطية، أيام مديرية الإنتاج في «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» التي كانت تتولى هذه المهمة.

البارز هنا هو الانطباع السلبي الذي يمكن أن يولده قرار كهذا، في ظل الأزمة التي تشهدها سوريا حالياً. خصوصاً مع تكرار الحديث عن دعم الدراما السورية على أعلى المستويات، ودخول مؤسسة الإنتاج سوق العمل بقوّة وبأكبر عدد من الأعمال خلال الموسم الواحد، في ظل ميزانية تناهز 600 مليون ليرة سنوياً (حوالى 12 مليون دولار).

والأعمال المؤجّلة هي: «المصابيح الزرق» و»شرف قاطع طريق» (كل منهما 15 حلقة) عن روايتين لحنا مينة، سيناريو محمود عبد الكريم، ويقوم بإخراج الأول محمد عبد العزيز، والثاني ثائر موسى. ومسلسل لوحات بعنوان «أنت هنا» من كتابة شادي دويعر وإخراج علي ديوب. بالإضافة إلى «المفتاح» فكرة باسم ياخور وتأليف خالد خليفة.

في المقابل، يستمرّ التصوير في مسلسلَي «سوق الورق»، تأليف آراء الجرماني وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، و»ملح الحياة» تأليف حسن م. يوسف وإخراج أيمن زيدان، فيما لم يُعرَف حتى الآن مصير الفيلم التلفزيوني «رسائل من جول» الذي كتبه هوزان عكّو، وفيلم فرقة «كلنا سوا»، المقررين للمستقبل القريب. وكانت المؤسسة قد انتهت مؤخراً من تصوير الفيلم التلفزيوني «طعم الليمون»، فكرة حاتم علي، وتأليف رافي وهبي وإخراج نضال سيجري، وهو باكورة إنتاجاتها الكاملة.

المخرج الشاب محمد عبد العزيز، صاحب الأفلام السينمائية ومنها «نصف ملغ نيكوتين»، و»ظلال النساء المنسيات»، كان على وشك البدء بتصوير تجربته التلفزيونية الأولى «المصابيح الزرق» بعد أشهر من التحضير، إلا أنّه فوجئ بقرار التأجيل، لا سيما أنّ هناك مَن قبض سلفاً مالية وبعض الممثلين رفضوا عروضاً أخرى بسبب التزامهم بهذا العمل.

ويخشى البعض أن يتحوّل التأجيل إلى «إلغاء». إلا أنّ الأنباء المتسرّبة تشير إلى أنّ التأجيل قد يمتدّ إلى ما بعد رمضان المقبل، على أن يتمّ الاحتفاظ بالأعمال وتفاصيل تعاقداتها من قبل المؤسسة، حسبما ذكر موقع «بوسطة» الإلكتروني.

غير أن البعض الآخر تحدّث عن خلاف في وجهات النظر بين مديرة المؤسسة ديانا جبّور، ووزير الإعلام الجديد الدكتور عدنان محمود، الذي يرى وجوب التريّث في الإنتاج الدرامي في ظل الوضع الحالي، حتى لو أدّى ذلك إلى تفويت الموسم الحالي.

يمكن تفهّم سبب إقدام بعض الشركات الخاصة على تأجيل أعمالها في ظروف كهذه، كما فعلت «شركة ميراج للإنتاج الفني» الخاصة بالفنانة نسرين طافش، عبر تأجيل مسلسل «رابعة العدوية.. العشق الإلهي» إلى العام المقبل، ولكن من غير المبرر أن يطال مثل هذا الإجراء مؤسسة عامة يفترض أنها تمثّل الحصن الذي يحمي الدراما والعاملين فيها.