2012/07/04

 	داليا البحيري: متعتي في تجسيد الأدوار المركبة ومشتاقة للسينما
داليا البحيري: متعتي في تجسيد الأدوار المركبة ومشتاقة للسينما

  5حواس - البيان داليا البحيري فنانة لها طابع خاص في شكلها وأدائها، صعدت سلم النجومية بسرعة كبيرة، وفرضت وجودها على الرغم من أن الساحة مليئة بالذين سبقوها، قال النقاد إنها تمتلك القدرة على اختيار أدوارها، وأشادوا بموهبتها التي برزت من أول أفلامها. الممثلة داليا البحيري فرغت أخيرا من تصوير مشاهدها في مسلسل «ريش نعام» الذي تطل به على جمهورها في شهر رمضان، لذلك أتاحت لنا داليا مساحة عريضة من زمنها لنحاورها عبر «الحواس الخمس»، حول عملها الجديد ومشروعاتها الفنية المقبلة. مسلسل ريش نعام شغل حيزا إعلاميا كبيرا منذ بداية تصويره، فماذا يميزه وسط المنافسة الرمضانية المنتظرة؟ هو مسلسل يناقش فكرة غير تقليدية تدور حول فتاة من أسرة غنية ترعى شقيقها المريض باهتمام شديد نسبة لانشغال والديها بأعمالهما ونشاطاتهما الأخرى وتتعرف إلى شاب هو ابن منافس لوالدها في العمل، وتتزوجه عرفيا، وتتعرض لمواقف كثيرة،. ويناقش المسلسل عموما فكرة السعادة وهل هي بالمال أم مصدرها راحة البال، والعمل من تأليف فداء الشندويلي وإخراج خيري بشارة، ويشارك في البطولة عمرو واكد وأسامة عباس وأحمد خليل وأحمد وفيق. كشف حساب ما هي الشخصية التي تجسدينها في العمل، وهل تختلف عن أدوارك السابقة؟ أقدم شخصية الفتاة الثرية نهلة علوان، وهي شخصية مركبة وصعبة، فمن فتاة تعيش حياة رغدة مترفة إلى فتاة تجد نفسها وحيدة بعد اتهام والدها في قضية فساد فتحاول التأقلم مع أوضاعها الصعبة، وتعاني مرارة الفقر وقسوة الظروف. وأتوقع أن يكون هذا الدور نقطة تحول في مشواري الفني. غبت عن الساحة بعد مسلسلك بنت من الزمن ده، الذي عرض قبل عامين؛ فهل كان هذا مقصودا؟ لكل فنان ظروف قد تحول بينه وبين جمهوره لفترة غير محددة وتختلف من ظرف إلى آخر، وأنا بالفعل رأيت بعد إنجاب ابنتي «قسمة» أن أنتظر حتى يقوى عودها وهي في حاجة للرعاية، وبالفعل كنت في شوق شديد للبلاتوهات وعلى الرغم من أنني تلقيت كثيرا من العروض لبطولة أفلام ومسلسلات؛ فإنني اعتذرت عنها جميعاً على الرغم من أن فيها أدوارا جميلة وجيدة ولكن فضلت أن أقوم بدوري في رعاية ابنتي أولا. عامان كاملان هما فترة غيابك ما هي نتائج محطات التأمل والمراجعة للنفس؟ حقيقة، أي إنسان لا بد أن يراجع نفسه في مشواره المهنى وحياته الخاصة، وأنا كل يوم قبل أن أنام أفكر فيما قمت به، ولكن خلال هذه الفترة شاهدت الكثير من الأعمال التي قدمتها من قبل والتي يتم إعادة عرضها في القنوات الفضائية المختلفة فوجدت أنني راضية عن نفسي تماماً، ولكني رأيت في الوقت نفسه أنني أمام تحد جديد وكبير للقيام بأعمال جديدة في المرحلة القادمة تناقش قضايا ملحة وتترك أثرا طيباً يخدم الهدف وبالتالي تجعلني أقوم برسالتي على أكمل وجه. إذن ما الذي جعلك توافقين سريعاً على قبول دورك في «ريش نعام»؟ لأنني عندما أحس دورا معينا يعبر عن الواقع تجذبني الشخصية بسرعة، وفي هذا العمل أنا كنت ضمن ورشة العمل عند كتابة السيناريو وشاركت في طرح الفكرة، والشخصية التي أجسدها هي شخصية كنت أتمنى القيام بها وهي شخصية ثرية تمر بمراحل كثيرة ومتناقضة وعندما قرأت السيناريو بشكله النهائي كنت قد عشت الشخصية بكل تفاصيلها، وهذا ما دفعني لقبول أدائها. نجومية شاملة هل تفضلين أن يطلق عليك نجمة السينما أم التليفزيون؟ أنا قدمت أعمالا سينمائية وأخرى تليفزيونية، وهذا يؤكد أن الفنان يتعامل مع التمثيل كمهنة يؤديها في أي مكان، وربما جاء هذا التصنيف للذين بدأوا حياتهم الفنية بالسينما واستمدوا نجوميتهم منها أو الذين كبروا واشتهروا عبر الأعمال الدرامية واتجهوا للسينما فهذا يقولون عنه إنه نجم سينمائي وذاك يطلقون عليه نجما تليفزيونيا، ولكن في النهاية الساحة مفتوحة والجهتان تتعاملان مع الفنان كممثل. لكنك في الآونة الأخيرة بدأت التركيز على الدراما أكثر من السينما؟ هذا ليس تركيزا لأن الأعمال التي عرضت علي من التليفزيون جيدة جداً وقبلتها وما عرض علي من موضوعات سينمائية لم تعجبني، ولذلك اتجهت للتليفزيون حتى إشعار آخر، وغير ذلك السينما تعاني الآن من ظروف غريبة وما ينتج قليل جداً مقارنة بما كان ينتج قبل الأزمة الاقتصادية العالمية. وبذلك تصبح الفرصة ضيقة جداً وغير ذلك أن الظروف المالية للإنتاج في مصر جعلت المنتجين لا يصرفون على الأفلام كما يجب، وعندما أجد دورا جيدا في السينما فلن أتردد أبدا في قبوله، خاصة وأنني مشتاقة للسينما. ألا تتفقين معي أن المنتجين حاصروك في أدوار الفتاة الجميلة الرومانسية في أغلب الأعمال؟ جائز في أغلب الأعمال، ولكن هناك أعمالا أخرى لم أكن فيها تلك الفتاة الرومانسية مثل بنت من الزمن ده، الذي قدمت فيه شخصية نادرة وحققت نجاحاً كبيراً حسب النقاد والجمهور، وفي فيلم السفارة في العمارة أعتقد أنني قدمت دوراً جديداً ولكن كثيراً ما يستسهل المنتجون عملية البحث عن الوجوه ويختارون أشخاصا سبق لهم تقديم مثل هذه الأدوار ونجحوا فيها تماماً. لا للإغراء سبق أن صرحت بأن السينما تعاني من ظروف مادية ولذلك لم تؤد دورها كما يجب.. هل المشكلة مادية فقط؟ المشكلة المادية هي التي خلقت الأسباب الأخرى فإذا توفر التمويل المطلوب الذي يفترض أن يكون لاعتمدوا على كتاب للسيناريو أو القصة مقابل مبالغ تليق بإبداعهم بدلاً من طرح فكرة وعمل سيناريو لها فقط، ولو توفرت المادة لكان الفيلم يحمل كثيرا من التفاصيل للشخصيات أو الموضوعات المطروحة والتي دائماً لا يتم الاهتمام بها توفيراً للنفقات وهناك عجز في عمل الإبهار بصورة جيدة للتوفير أيضا. هل سبق لك أن رفضت تقديم أدوار ساخنة؟ عندما تبدأ الفنانة مشوارها وتحدد اختياراتها يعرف العاملون في الوسط من التي يمكن أن تقدم أدوارا ساخنة أو أدوار إغراء، وأنا لديّ منهج أسير عليه ليس لأنني أعترض أن تكون هناك أدوار ساخنة في العمل ولكن يفترض أن تكون في سياق العمل الدرامي وتخدمه بشكل واضح. وأن تكون المشاهد جزءا أساسيا من الموضوع، ولكن في نظري المبالغة في أداء مثل هذه الأدوار تحولها إلى إغراء وأحيانا إلى ابتذال في نظر الكثيرين.. فأنا أقرأ الدور الذي يعرض عليّ وأبدي رأيي فيه ولا أقبل أي دور يحاول أن يستخدم جمالي في أي عمل أيا كان. بعض الممثلين أصبحوا يكتبون أفلامهم بأنفسهم، هل هذا نتيجة عدم وجود ورق جيد في السينما المصرية؟ أغلب هؤلاء يقدمون أفكارا ويجلسون مع سيناريست لكتابتها، ومن ثم يدخل المنتج والمخرج وبطل العمل في ورشة للخروج بسيناريو، ولكن تكون الفكرة من طرف الفنان بخطوطها العريضة ولا أعتقد في ذلك عيبا ولكن كثيرا من النجوم يكون في ذهن كل واحد منهم موضوع أو شخصية يتمنى أن يقدمها ولا تطرح عليه وقد يلجأ إلى الفكرة مع خطوط عريضة ليتفق الجميع على التفاصيل، وليس هذا يعني أن الفنان يرغب في أن يكون كاتبا، رغم أن الكثيرين من الفنانين موهوبون في الكتابة. هل أوجدت ابنتك قسمة واقعاً جديداً في حياتك؟ طبعا غيرت كثيرا ويكفي أنني أصبحت أكثر ارتباطاً بالمنزل لأن العمل كان يأخذني كثيرا بعيدا عنه لأوقات طويلة، والآن بدأت أقسم وقتي، وكذلك قسمة جعلت القسمة عادلة في حياتنا أنا ووالدها في حبها وأصبحنا نجلس معا طويلاً وهي أمامنا، وغير ذلك الحياة الزوجية علتني أكثر استقراراً وغيرت من حياتي لأن المنزل له حقوق على. كيف تتعاملين مع النقد إذا وجّه لأعمالك أو لك شخصيا؟ لا أفعل شيئاً، فأنا أقرأ ما يكتب، فإذا رأيت أن الناقد محق ورأى شيئاً يفترض أن أعالجه أحاول أنا أيضا أن أراجع نفسي في أدائي أو اختياري لدور معين قد يراه غير مناسب لي وقد أراه أنا مناسبا لي، ولكن أيضا أفكر في الأمر وأي نقد يطرح في مواجهتي أعيره اهتماماً كاملاً ولا أشك في نوايا أي ناقد بأنه انطلق من توجه عدائي أو كراهية لي أو لمصلحة آخرين لأنني أدرك أنه ليست هناك علاقات بيني وبين النقاد بما يسمح لهم بخلق عداءات أو كراهية معي بل بالعكس الذين التقيهم يحترمونني جدا وأحترمهم وأستفيد منهم