2012/07/04

داليدا حكاية حب وألم
داليدا حكاية حب وألم


محمد هاني عطوي – دار الخليج

ابنة حي شبرا في القاهرة، حلمت منذ طفولتها بالمجد والشهرة، لكنها لم تكن تعلم أن الحزن سيلازمها، وأن نجاحها في الفن وكل جماهيريتها لن يحققا لها السعادة . فتلك الفتاة التي حملت لقب ملكة جمال مصر قبل أن تحمل اسم داليدا، والتي أحبها عمر الشريف قبل أن يصبح نجماً، مازالت أسطورة فنية رغم مرور 25 عاماً على وفاتها . وفي السطور التالية نتعرف إلى أسرار حياتها منذ طفولتها وحتى وفاتها وفق ما روتها مجلة “باري ماتش” الفرنسية التي أجرت أيضاً حواراً مع شقيقها أورلاندو تحدث فيه عن حقائق وقدم وثائق تنشر لأول مرة .

داليدا، تلك الأسطورة ا لفنية التي بلغت ذروة المجد لكنها كانت تفتقد لطعم السعادة، وضعت حداً لحياتها في 3 مايو/أيار 1987 في شقتها الباريسية بمنطقة “مونمارتر”، بعد أن تناولت جرعة زائدة من الأقراص المهدئة، تاركة رسالة مكتوباً عليها: “سامحوني، فالحياة لم تعد تحتمل” .

داليدا أو يولاندا كريستينا جيجليوتي ولدت في مصر بحي شبرا لأبوين إيطاليي الأصل مولودين بمصر أيضاً، كانا من المهاجرين الذين ترجع أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا، حيث هاجرا إلى مصر طلباً للرزق كما كان حال الكثير من الأجانب في بداية القرن العشرين، الذين دفعهم الفقر والهروب من الحروب في بلدانهم آنذاك للبحث عن متنفس آخر، وقد كان هذا المتنفس مصر التي كانت حينها بلداً آمناً ومزدهراً من الناحية الاقتصادية .

كان والد داليدا عازفاً للكمان في الأوبرا، لكن الحرب غيرت حياته حيث دخل السجن وابنته لم تزل طفلة لم يتجاوز عمرها تسع سنوات، وبعد خروجه بفترة وجيزة توفي اثر جلطة دماغية . عاشت داليدا طفولة طبيعية إلى جانب والدتها التي كانت تعمل خياطة، في حين كان أخوها الأكبر أورلاندو يعمل ليصبح مهندساً . وبسبب ظروف المعيشة وضغط والدتها تعلمت داليدا دروساً في الطباعة منذ سن الرابعة عشرة هي وأخوها برونو خاصة أن الاثنين كانا يحلمان بتحقيق المعجزات . وعملت داليدا سكرتيرة في إحدى شركات الأدوية، إلا أن حلم النجومية لم يفارقها أبداً خاصة أنها تعلمت العزف وأخذت دروساً في الغناء، وكانت تحلم دائماً بأن تصبح ممثلة مشهورة، لاسيما بعد أن سمعت أن لديها قريبة هي الممثلة الإيطالية اليانور دوز التي توفيت في العام ،1924 لذا تولد لديها شعور بأنها تمتلك موهبة ربما تكون قد ورثتها من عمتها اليانور .

كل ذلك كان يدعمه الجمال الذي نالت لأجله لقب ملكة جمال مصر في العام 1954 حيث فتح لها هذا النجاح أبواب الشهرة على مصراعيها .

كانت جائزة الفوز بمسابقة ملكة الجمال عبارة عن زوج من الأحذية الذهبية، حيث أسرعت الصبية الجميلة داليدا لتخبر والدتها بما جرى، لكن الأم غضبت لرؤية صور ابنتها بثوب السباحة على الصفحات الأولى للصحف، إذ كان الأمر بمثابة الفضيحة لعائلة محافظة تحمل العقليتين الإيطالية الجنوبية والمصرية على السواء، لكنها مع مرور الوقت نسيت الأمر .

ظلت داليدا تعمل سكرتيرة في شركة الأدوية رغم الفوز بلقب ملكة جمال، لكنها أخذت تدخل رويداً رويداً الاستديوهات السينمائية بفضل ذلك اللقب، وقدمت بعض الأدوار التي لم تكن بارزة جداً ونظراً للشبه الكبير بينها وبين الممثلة هايدي لامار بطلة فيلم “شمشون ودليلة” غيرت الفتاة “يولندا” اسمها إلى دليلة كاسم فني .

ذات يوم قدم فريق أمريكي إلى الأقصر بمصر لتصوير أحد الأفلام الذي كان من بطولة الممثلة الأمريكية جوان كولنز، وأثناء التصوير احتاجت البطلة جوان إلى ممثلة تقف معها في بعض المشاهد على سبيل “الدوبلير” وصادف وجود داليدا في الاستوديو، فاختارتها جوان عندما رأت أنها تتمتع بجسم ممشوق وشعر أشقر كثيف قريب من مواصفاتها، إضافة بالطبع إلى أن ملابسها كانت من القياس نفسه .

وفي الأقصر حيث كان يجري تصوير الفيلم تعرفت داليدا إلى ممثل صغير كان يبحث عن الشهرة وهو عمر الشريف، وفي هذه الفترة تعلق بها هذا الفتى الحالم، لكنها سرعان ما بدأت تعامله بفتور . استغرب عمر الشريف تصرفها لاسيما أنه كان يتصور أنه على علاقة حب معها .

لم تكد تمر أيام عدة حتى قررت داليدا السفر إلى فرنسا بحثاً عن الشهرة رغم اعتراض والدتها . وبالفعل سافرت إلى باريس في 24 ديسمبر/كانون الأول سنة ،1954 ومنذ وصولها داهمها شعور بالقلق والوحدة حالما حطت أرض باريس فقد كانت المدينة مغطاة بالثلج والرياح تعصف بها، فاشتاقت إلى الشمي الدافئة في مصر، لكنها كانت تعلم أن سفرها وغربتها هما ضريبة الرغبة في الشهرة والمجد، ولذا استبدلت قلقها على الفور بالثقة المطلقة بالنفس عندما تخيلت أمامها المجد والمستقبل الواعد الباسم .

لدى وصولها إلى باريس كانت داليدا على موعد مع رجل يدعى هنري فيدال الذي وعدها بالمساعدة، لكن تبين لها أنه على علاقة بمنتجين يعملون في حقل الأفلام الضعيفة، فأيقنت أنه لا يستطيع مساعدتها، ولذا حاولت أن تبحث عن فرصة في وكالات تبحث عن مواهب جديدة في حقل التمثيل لكنها لم تفلح .

في هذه الأثناء استمرت داليدا في مراسلة والدتها التي كانت تدعوها دائماً إلى العودة وترك الغربة، لكن الفتاة كانت تصر على عدم العودة، ولا تريد الاعتراف بالهزيمة، ولكن في النهاية لم يكن لديها سوى خيار العودة لاسيما بعد نفاد ما تمتلك من مال، وبالفعل حزمت داليدا حقائبها وتوجهت إلى مكتب السفريات لحجز تذكرة العودة إلى مصر، فلمحها رجل يدعى رولاند برجر الذي أعجبه قوامها وشعرها الأشقر الطويل، فاقتنع أنها لابد أن تكون من الذين يمتلكون موهبة ما وهي بحاجة لمن يكتشفها . تقدم إليها برجر وتعرف إليها، لكن الشيء المثير أنه كان مدرباً للصوت، وعندما سمع صوتها حاول إقناعها بالغناء وصرف النظر عن التمثيل لأنها حسب رأيه تتمتع بصوت مميز، ويمكن للغناء أن يفتح لها أبواب الشهرة التي طالما بحثت عنها . في البداية لم تتقبل داليدا الفكرة لكن رولاند برجر أصر عليها حتى وافقت، وحينها بدأ يعطيها دروساً في الصوت متحملاً كل عصبيتها ومشاحناتها معه بسبب حدة طباعها التي ورثتها عن والدها . وفي النهاية تمكن الرجل من تنمية صوتها حتى أصبحت قادرة على الغناء بشكل جيد وعندها أخذت تغني في الملاهي الليلية الفرنسية .

قرر مالك أحد الملاهي أن يمنحها في النهاية أول أداء بحضور الزبائن، فشعرت بالسعادة والإثارة وعادت إلى شقتها فرحة لتزف الخبر إلى صديقتها جينا جوردل وآلان دولون الذي كان يسكن بجوارها، وفي اليوم التالي غنت داليدا ومن خلف الكواليس كان رولاند يقف مع مالك الملهى يستمعان إلى صوتها الشجي وهي تصدح بالغناء، فهمس في أذنه قائلاً: “الآن يمكنني القول إن لديك نجمة بين يديك  أنظر إليها يا له من حضور” .

في إحدى الأمسيات التقت المغنية الشابة بألفريد وهو صديق المخرج السينمائي الذي اكتشفها في مصر، وقال لها إن اسم دليلة فيه شيء من العدوانية والغرابة، ومن الأفضل تغييره إلى داليدا، لكنها لم تستوعب الفكرة لأنها منذ قدومها إلى باريس والجميع يعرفها بدليلة، وبعد تفكير طويل رأت أن تمزج دليلة بيولاندا وكانت النتيجة “داليدا” .

وذات مساء اعتلت داليدا المسرح فشاهدت شخصاً مهماً كان يجلس مع أصدقاء له، فتعرفت إليه بسرعة، الأمر الذي سبب لها مزيجاً من الفرحة والقلق .  كان هذا الرجل هو برونو مدير “أولمبيا” أشهر قاعة موسيقية في باريس، وكان يبحث عن مواهب جديدة وشابة فرأت داليدا فيه فرصة عمرها وأدركت أنه عليها أن تكون في أحسن حالاتها على المسرح حتى تجذب انتباهه .

وبالفعل غنت داليدا بشكل رائع إلى درجة أن برونو قطع محادثته مع أصدقائه وأخذ يستمع عن كثب لهذا الصوت المميز، فأخرج ورقة وكتب عليها اسمها وهي تلحظه من بعيد . ولما أحست باهتمامه تركت المسرح بعد انتهاء وصلتها وانتظرت اتصالاً منه لأنها كانت متأكدة أنه معجب بغنائها .

تزوجت داليدا من أول رجل أحبته بصدق وهو لوسيان موريس، لكنهما انفصلا بعد زواج لم يدم إلا أشهراً عدة، رغم أن حبهما كان حديث المجتمع في ذلك الوقت . تركت داليدا زوجها الحبيب لأنها وجدت حباً حقيقياً آخر حسب وصفها، وهو الرسام جون سوبيسكي الدي تزوج بامرأة أخرى وأنجب منها ابنته الممثلة الأمريكية ليلي سوبيسكي، أما لوسيان زوج داليدا الأول فقد توفي بعد سنوات عدة من زواجه الثاني حيث اطلق النار على نفسه لفشله في هذا الزواج، وبعد محاولته الرجوع إلى داليدا ولكن عبثاً . من جهتها التقت داليدا بحب جديد تمثل في الشاب الإيطالي لويجي تنكو وكان مغنياً في بداية حياته، وقد دعمته داليدا ليصبح نجماً، لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته في مهرجان “سان ريمو” عام ،1967 فانتحر بمسدسه في أحد الفنادق، وكانت داليدا أول من رأى جثته وهو ممدد ومغطى بالدماء بعدما ذهبت لتواسيه لعدم نيله التقدير في المهرجان . حاولت داليدا نسيان الماضي وتزوجت برجل أحبته في سبعينات القرن الماضي، لكنه هو الآخر توفي منتحراً .

في العام 1986 قدمت داليدا الفيلم المصري “اليوم السادس” من إخراج يوسف شاهين وحقق نجاحاً كبيراً وكان اعترافاً من النقاد بموهبتها كممثلة ومغنية . لكن في العام التالي توفيت داليدا منتحرة ودفنت في مقابر المشاهير بباريس، وقد تم تخليد ذكراها بتمثال لها على القبر بنفس الحجم الطبيعي لقوامها، ويعد هذا التمثال أحد أكثر الأعمال المنحوتة تميزاً في المقابر الخاصة بالمشاهير .

تاريخها الفني

غنت داليدا بتسع لغات منها العربية، ولها أكثر من 500 أغنية وحصلت على ألقاب وأوسمة كثيرة، حيث كرمها الجنرال الفرنسي ديجول بوسام رئاسة الجمهورية بفضل أدائها الرائع وصوتها المميز، وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع بريدي، واحتلت لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان ومن مصر إلى الأرجنتين . وفي العام 1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا، كما صورت 12 فيلماً منها فيلم “سيجارة وكأس” مع سامية جمال .


مجلة “باري ماتش” أجرت حواراً مع أخ داليدا أورلاندو، هذه مقتطفات مما جاء فيه .

* كيف تشعر بالحياة الآن من دون وجود أختك داليدا؟


- الأشخاص العزيزون على قلوبنا لا يتركوننا أبداً فهم دائماً يعيشون داخلنا، وهكذا هو الحال بالنسبة لي مع داليدا خاصة أن الجيل الشاب يعرف ويحب داليدا .

* بماذا كانت داليدا مختلفة عن الآخرين؟

- كانت تتمتع بروح حية ووفية، وخلف مظهرها الجذاب الفاتن كان يتوارى إنسان متواضع لا تهمه المظاهر، بل يمكن أن أقول إنها كانت تعاني الهجران واللامبالاة من الذين أحبتهم حباً حقيقياً، وهذا هو الأمر الذي دمر حياتها بالفعل .

* هل كان ذلك آتياً من سن الطفولة؟

- لا شك في ذلك، فوالدي سجن لأربع سنوات خلال الحرب، وما أن عرف الحرية حتى لقي حتفه بجلطة دماغية، وحينها كان عمر داليدا لا يتجاوز 12 سنة، ولذا فقد نقلت كل الحب الذي تمتلكه لأمها .

* هل كانت مرتبطة بها بشدة إلى هذا الحد؟

- نعم، فقد كانت أمنا تعمل خياطة ومطرزة ثياب للأطفال وكانت تذهب مرة في الأسبوع إلى محل “سيكوريل” في القاهرة لتحمل له الطلبات، وعندما كانت تتأخر لدقيقة واحدة كانت داليدا لا تفتأ تسأل عنها باكية وكأنها لن تعود، وكانت تمسك بيدي حتى نذهب بالترامواي كي تراها، وما أن تشاهدها حتى يتلاشى كل شيء وتهدأ . وأعتقد أن شعورها بالهجران هو الذي شكل حياتها أو قدرها فيما بعد .

* هل يعني ذلك أن هذا الشعور هو السبب في فشل حياتها الخاصة لاسيما مع الرجال الذين ارتبطت بهم؟

- بالتأكيد، ولكن سعيها نحو الثأر لنفسها من ويلات هذا الإحساس هو الذي قادها إلى تحقيق النجاح منقطع النظير الذي عرفته في حياتها .

* من هم أكثر الرجال الذين أحبتهم داليدا وعاشت معهم بسعادة حسب رأيك؟

- لا شك أنه ريتشارد شانفري الذي كان دائماً يضحكها ويمازحها، لكنه ابتعد عن الطريق الذي بدأه، أما لوسيان موريس فقد كان له أثر في انطلاقتها الفنية وكان كالأب ثم كان الصديق الوفي، واعتقد أنه كان الرجل الوحيد الذي ندمت على تركه . فيما يتعلق بلوجي تنكو فقد كان حبها الجنوني والمأساوي، فموته منتحراً دفع داليدا إلى أول محاولة للانتحار عام ،1967 التي لم تنجح حينها لحسن الحظ .

* يقال إنها سجلت في كلية الآداب هرباً من الاكتئاب؟

- كانت داليدا تعشق حب المعرفة، وكانت قد حققت نجاحات متتابعة قوية دون أن تشعر بذلك، وأحست أنه جاء الوقت كي تتعلم وتفهم وتنهل من المعرفة خاصة أنها كانت تقرأ بنهم وكان القاموس لا يفارقها أبداً .

* كيف كانت تتعامل مع أصدقائها؟

- كان يوم الأحد مخصصاً للأصحاب المقربين ولم تكن تحب الغناء فيه بل تريد أن تعيش حياتها بطريقة عادية، وتلبس ما تشاء بلا مكياج ولا بهرجة وتطبخ بيديها لهم . . إلخ .

* هل كنتم تتحدثون عن السياسة؟

- بالطبع، ولكن عندما كانت الأمور تصل إلى الغضب وتضارب الآراء بشكل يمكن أن يؤدي إلى  النزاع، كانت تضع شعرها وراء أذنيها وتقول: كفى .

* يقال إن داليدا كانت عصبية المزاج جداً هل هذا صحيح؟

- نعم، لقد ورثت ذلك الطبع الحاد عن والدي، وكانت ترفع صوتها عندما تجد أن ما تريده لا ينال إعجابها، لأنها كانت متطلبة ولا تتحمل الوسطية، ولكن عندما تتلاشى العاصفة تعود داليدا إلى طبعها الكريم واللطيف، والمضحك في الأمر أننا عندما كنا نتخاصم، كنا نبدأ بالفرنسية ثم تدخل الإيطالية وينتهي الأمر باللهجة المصرية.

* يقال أيضاً إن داليدا لم تكن هي نفسها التي عرفها أصحابها من قبل، هذا هذا صحيح أيضاً؟

- الواقع أن الاجتماعات بين الأصحاب أخذت تقل بشكل تدريجي بل أصبح الأمر نادراً إلى أن تلاشت تماماً . وكان الأصدقاء المقربون يلومونها على عزلتها فتجيبهم: “اهتموا أنتم بمسيرتي الفنية وأنا علي الالتفات إلى حياتي الخاصة”، ولكن في الحقيقة شعرنا جميعاً بالذنب وتأنيب الضمير عندما رحلت .

* في رأيك لماذا سارعت داليدا إلى وضع حد لحياتها بهذه الطريقة القاسية؟

- ربما يعود ذلك إلى خيبات الأمل التي تعرضت لها في موضوع العلاقات العاطفية، وربما يرجع ذلك أيضاً إلى عدم انجابها للأولاد، كما اعتقد أنها كانت تخاف من التقدم في السن وفقدان ذلك الجمال الذي كانت تتمتع به، علاوة على أن كل الرجال الذين مروا بحياتها وأحبوها على أنها “داليدا”، لكنها كانت تبحث عن الحب بوصفها يولاندا لا داليدا الفنانة.