2012/07/04

دراما المسلسلات الجاسوسية فاكهة المواسم
دراما المسلسلات الجاسوسية فاكهة المواسم


أوس داوود يقوب – تشرين

مع تزايد حجم الإنتاج الدرامي وعدد المسلسلات التي يتم تقديمها خلال السنوات الماضية، يرصد المراقبون تزايد عدد مسلسلات الجاسوسية، بعدما لاقت مثل هذه الأعمال متابعة كبيرة من قبل المشاهدين العرب من أعمار وشرائح مختلفة،

فإلى جانب ما تكشفه هذه الأعمال من أحداثٍ مثيرة وحقيقية وقعت بالفعل فإنها توقظ روح الوطنية وتسهم في ترسيخ معاني الانتماء عند الأجيال الجديدة.

ويلاحظ المتابع لحركة الإنتاج الدرامي السوري والمصري في السنوات الأخيرة العودة القوية لهذه النوعية من الدراما المصرية والسورية، والتي تميزت في مجملها بالإثارة والتشويق، وحققت نسبة مشاهدة عالية، ذلك لأن هذه النوعية من الدراما لديها الكثير من المقومات التي تجعلها قادرة على جذب الجمهور.

آخر الأعمال المنتظر تصويرها قريباً المسلسل المصري الذي يحمل عنوان «فتاة من الشرق»، والذي يروي قصة فتاة أردنية الجنسية (ولدت عام 1939م من أسرة شركسية)، تدعى (أمينة داود المفتي) وهي أشهر جاسوسة زرعها العدو الصهيوني في صفوف الثورة الفلسطينية في سبعينيات القرن الماضي. ومن المتوقع أن تشارك الفنانة سوزان نجم الدين في المسلسل، وهو من تأليف الكاتب المصري علي أحمد وإخراج عبد الحي المطراوي، ومن إنتاج شركة صوت القاهرة, ولا تزال المفاوضات جارية بين سوزان والشركة المنتجة حول بعض التفاصيل، وإن كانت سوزان أبدت إعجابها الشديد بالعمل لما يحمله من تشويق و جرأة, إلا أننا لا نعلم ما إذا كانت ستوافق على المسلسل أم إنها ستنسحب؟.  وكانت بعض وسائل الإعلام قد نقلت عن الفنانة سلاف فواخرجي اعتذارها عن أداء دور (أمينة المفتي)، وكشفت أن سبب الاعتذار هو أن العمل - من وجهة نظرها - يمسّ بشكل أو آخر بـ«الشركس».

وبالرجوع إلى ما أنتج من أعمال الدراما الجاسوسية في سورية ومصر، نجد أن أهم الأعمال السورية التي أنتجت في السنوات الثلاث الأخيرة كان مسلسل «رجال الحسم» بطولة السيدة منى واصف وباسل خياط ومايا نصري  وياسر المصري وتاج حيدر، والذي كتبه فايز بشير وأخرجه نجدت أنزور, وقد كسب المسلسل الرهان، حيث لاقى صدىً ومتابعة جماهيرية كبيرة، وتم عرضه في ثلاث عشرة محطة، خمس محطات منها في وقت زمني متتابع من التاسعة مساءً حتى الثانية ليلاً.

أما مسلسل «عابد كرمان» بطولة تيم حسن وريم البارودي وعبد الرحمن أبو زهرة وشيرين، سيناريو وحوار بشير الديك، إخراج نادر جلال، فقد أعاد إلى الأذهان زمن الدراما الجاسوسية في الوطن العربي إذ قدم للجمهور العربي نموذجاً جديداً من دراما الجاسوسية، وهو - حسب قول صانعي العمل - من أهم الأعمال الدرامية التي قدمت في مصر في الموسم الدرامي العام الماضي، بعد منع عرضه مدة عام وحذف ما يقرب من 70 مشهداً بناءً على توصيات من جهات أمنية مصرية.

مصر.. بدايات قوية

مصرياً تناولت دراما الجاسوسية معظم أعمالها من سجلات ووثائق المخابرات المصرية، ومن أشهرها بالطبع مسلسل «دموع في عيون وقحة» لعادل إمام ومعالي زايد في مطلع الثمانينيات للراحلين الكاتب صالح مرسي والمخرج يحي العلمي عن سيرة (جمعة الشوان)، واللذين لم يلبثا أن قدما ثلاثية رأفت الهجان (رفعت الجمال) الذي بدأ عرض جزئه الأول في نهاية الثمانينيات، واستمر عرض باقي أجزائه حتى منتصف التسعينيات، وهو من بطولة محمود عبد العزيز ويسرا. ويُعدّ هذا العمل علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية، وكانت تلك بداية بالغة القوة، لارتباط المشاهد الوثيق بعالم المخابرات ودراما الجاسوسية، وقد ترك المسلسل أثراً لدى المشاهد العربي لجرأته وقوته في الطرح والتأثير.. والحقيقة أننا لم نرَ منذ ذاك الوقت عملاً مماثلاً يدخل عالم الجاسوسية ويسلط الضوء على عمليات الاختراق المعلوماتية.

وإذا كانت شخصيتا (رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان) و(جمعة الشوان) عاشتا في ذاكرة الناس ووجدانهم فإن المحاولات الدرامية الأخرى تفاوتت في مستوى النجاح الذي حققته وفي بناء الشخصيات وتناول الأحداث والوقائع، ولا شك أن بعض هذه الأعمال سقط في المبالغات سواء في تقديم صورة البطل أم العدو. ورغم أن صالح مرسي هو من كتب مسلسل «الحفار» الذي عرض عام 1996م وهو من بطولة حسين فهمي وهالة صدقي ومصطفى فهمي، وإخراج وفيق وجدي, رغم ذلك فإن العمل لم يحقق النجاح المرجو، ومع ذلك تتالت أعمال الدراما الجاسوسية فقدم نور الشريف مسلسل «الثعلب»، الذي يتناول إحدى عمليات الفريق رفعت جبريل حينما كان يعمل ضابطاً في المخابرات العامة المصرية, وكتب د. نبيل فاروق مسلسل «العميل 1001» أخرجته شيرين عادل وبطولة مصطفى شعبان ونيلي كريم ونورا وأحمد خليل، و«حرب الجواسيس» بطولة هشام سليم ومنة شلبي وشريف سلامة، تأليف بشير الديك وإخراج نادر جلال, ومسلسل «بفعل فاعل» قصة منى رجب، سيناريو وحوار مصطفى إبراهيم، بطولة تيسير فهمي، طارق لطفي، ياسر جلال، يوسف شعبان، إخراج تيسير عبود، وغيرها من الأعمال.

كما أن هناك مسلسلات أخرى توقف أو تأجل تصويرها بسبب اعتراضات رقابية، ووجود خلافات بين بعض الأعمال والجهات السيادية في الدولة، منها: مسلسل «الفهد والسنجاب» للمخرج محمد النجار، ومسلسل «يا عزيز عيني» للمخرج مدحت السباعي، وهو يرصد أكبر صراع لأجهزة المخابرات قبل عام النكبة، ومسلسل «الرقص مع المجهول» الذي يتناول المجتمع الصهيوني من الداخل.

أما أحدث المسلسلات المصرية التي ستعرض في الموسم الرمضاني المقبل فهو مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» بطولة الفنان عادل إمام، تأليف يوسف معاطي وإخراج رامي إمام، وقد تأجل عرضه في اللحظات الأخيرة بعد أن تم التنويه عن عرضه في رمضان العام الماضي، وتدور أحداثه حول شخصية ضابط مصري متقاعد يعمل بالسفارة المصرية في (تل أبيب) والذي يجسد دوره عادل إمام ويقرر الانتقام من العدو الصهيوني بسبب أعماله الوحشية في فلسطين المحتلة، وذلك من خلال السطو على بنك (إسرائيلي). فيدخل إلى (إسرائيل) عبر الأنفاق في غزة ويتمكن من تنفيذ المهمة، لكنه يفشل في العودة عن طريق أنفاق غزة فيعود عبر الحدود الشمالية للوطن المحتل، مرتدياً زي جنود جيش العدو الصهيوني لكنه يقع أسيراً لدى المقاومة اللبنانية فتتوالى الأحداث في إطار كوميدي. ومن أعمال الدراما الجاسوسية التي ستعرض في شهر رمضان المقبل مسلسل «الصفعة»، إخراج مجدي أبو عميرة.