2012/07/04

دراما «للكبار فقط»
دراما «للكبار فقط»


اسلام عبد الوهاب – روز اليوسف

يبدو أنهن اعتدن على أن الطرق الرخيصة هى الأسرع دائما فى الوصول وتحقيق الهدف من نجومية وشهرة وجمع مال، ونسين أن الطرق الرخيصة لا تدوم طويلا، فكما تقفز بهن إلى القمة سرعان ما تهبط بهن إلى سابع أرض !! الطرق الرخيصة من عرى وإسفاف وابتذال واللعب على أوتار الغرائز هى دائما وسيلة العاجزات الفاشلات، اللاتى يتسترن خلف ضعف أدائهن بإبراز مفاتنهن لينشغل بها المشاهد عن صدق الأداء المفقود.

فى رمضان الماضى اخترقت بعض الممثلات حدود اللياقة الدرامية الرمضانية فظهر العرى، وحدود القيم فظهرت الأحضان والقبلات. قد تكون هذه الأشياء مقبولة فى غير رمضان، أما فى الشهر الكريم الذى تسلسل فيه الشياطين، فيجب أن يتسلسل فيه العرى من على الشاشه إلا إذا وضعنا عليها لافتة «دراما للكبار فقط»!

فى مسلسل «الحقيقة والسراب» تقف «نبيلة» - سمية الخشاب- الطيبة زوجة الابن الأكبر المتوفى أمام حماتها «ثريا» - فيفى عبده - الشرسة وصاحبة الجبروت .. هذا المستوى من الصراع الذى كان موجودا حينها بين الاثنين، انتقل إلى بعد آخر فى مسلسل «كيد النسا» ، حيث العلاقة بين «الحماة» و«زوجة الابن» انتقلت لتكون فى دائرة الصراع بين «ضُرتين»، واحدة منهما تتكئ على أسلحتها الخاصة، وأهمها الدهاء - والمعنى مفهوم .من الواضح والمرئى - كما فى تنويهات المسلسل - أن الاثنتين لن تتخليا عن خط الإغراء وبالتالى كان تنافسهن على الظهور بالملابس العارية، ورفع شعار «عدم احترام قيمة شهر رمضان الكريم» الذى يعرض فيه المسلسل !

«سمية الخشاب» هى الفنانة التى لا تخشى «القيل أو القال» أو تلك الأدوار «إياها» سواء الدراما التليفزيونية أو شاشة السينما والتى كانت بدايتها فيها، فى دور فتاة الليل «توتو» فى فيلم «راندفو»،ليتم توظيفها فيما بعد فى تجسيد أدوار العرى والإغراء، فى فيلم «الريس عمر حرب» ظهرت سمية الخشاب» لتجسد مشاهد عرى وإغراء فاضحة وواضحة تخرج عما يحدث فى غرف النوم.

أما «فيفى عبده» فبحكم أنها «راقصة»، فهى لا تشعر بخجل من أدوار الإغراء وهو ما اعتادت عليه فى السينما منذ أن قدمت «زنقة الستات» و«امرأة وخمس رجال» والذى أثار حينها ضجة كبيرة بسبب كم مشاهد الإغراء سواء من ملابس «البيبى دول» الساخنة أو مشاهدها مع «محمد سعد» حيث كانت تعلمه «أصول القبلات»!

فى مسلسل «كيد النسا» الرمضانى تقدم «فيفى» وصلة رقص كاملة بجانب الدويتو الغنائى بينها وبين «سمية الخشاب»، والذى أقل ما يوصف به أنه «خناقة شراشيح» على «أحمد بدير»، فتبدأ «سمية» بالقول : «تقدرى تقولى لماذا.. إنتى متكادة ومتغاظة.. طبعا عشان إنتى القديمة.. وأنا لسه فرش وطازة.. أنا بلفته وخدته منك.. ده مسيره يخلع منك»، لترد عليها الست «فيفى» : «طب ده أنا أخدت خيره قبلك.. أول حضن وأول قبلة.. ياما هشكته وياما هشكنى.. من غير رق ومن غير طبلة.

ويبدو أن مقص الرقيب أجاز تلك الكلمات بعد أن علق أصحاب المسلسل «الشرشحة» على شماعة الضرورة الدرامية !.

دائما ما تعشق إثارة الجدل، خاصة بعد أن كانت فى البداية تتخبط بين السينما والدراما التليفزيونية، دون تحديد اتجاهاتها، فمن الإيقاع الغرائزى البسيط أو بالتحديد القائم «على استحياء»، والذى فى أحد مشاهدها فى فيلم «الأجندة الحمراء»، إلا أنها تركت هذه المدرسة لما تعرضت له من هجوم حاد، لتتجه الاتجاه المعاكس، وتسير على النهج الدرامى الاجتماعى كدورها فى مسلسل «عائلة الحاج متولى» أو مسلسل «أولاد الليل» مع «جمال سليمان»، لكنها لم تستطع معها صبرا.

فالصراع كان بداخلها فى الأساس، لكونها امرأة ولابد أن تظهر مفاتنها، فتعود لتدخل نفس الدائرة ولكن من خلال «خالد يوسف».

كان التنافس بينها وبين ذاتها، وأيضا بينها وبين «سمية الخشاب»، فكان التنافس فى فيلم «الريس عمر حرب» على أقوى المشاهد الساخنة، على الرغم من تقديمها لمشاهد غريبة، فهناك كان الدور لفتاة الليل الشرسة التى تتمتع بنوع ما من «الشذوذ» فى المتعة!

تنتقل «غادة» إلى فيلم «كلمنى شكرا» لتظهر فى مشهدها الساخن بـ «البيبى دول» التى اتخذتها المواقع الإباحية خلفية لها، بل صرحت من قبل أنها لم تخجل من تجسيد دور «الفاجرة» إذا كان يتفق مع السياق الدرامى على حد قولها !

لهذا كان من الطبيعى أن نشاهدها.

«الفجور» وصل إلى ذروته حينما جاءت مرة أخرى بمسلسل فى رمضان الماضى وهو «زهرة وأزواجها الخمسة»، واعتمدت «غادة» فى هذا المسلسل على صراع الرجال عليها، وفى كل مرحلة كانت تظهر «غادة» بلون مختلف، وكان يعرض بشكل «خاص» أحدث خطوط الموضة سواء الملابس المثيرة أو قصات الشعر بما لا يتناسب مع الشهر الكريم.

كان لابد من التأكيد على تصدرها لقائمة ممثلات الإغراء والعرى والابتذال فعادت لنا هذا العام بـ «سمارة» فالرقص الذى تعشقه وتعتبره حلما، ها هى تحققه بتجسيد دور الراقصة الشعبية، والتى ظهرت فى أغلب المشاهد بملابس شبه عارية، والعديد من بدل الرقص المختلفة الأشكال والألوان، وتواجدها فى الخمارات - وهى البارات الشعبية -.

مسلسل «آدم» للثنائى «تامر حسنى» و«مى عزالدين» واللذين كونا ثنائيا سينمائيا حققت فيه «مى عزالدين» أعلى معدلات الإغراء السينمائى من خلال مشاهدها وملابسها المثيرة فى سلسلة أجزاء «عمر وسلمى» وهو ما يجعل «مى عزالدين» تنضم لقوائم نجمات الإغراء فى رمضان هذا العام؟

العملية الحسابية البسيطة لأعمالها مع «تامر حسنى» تدفعك إلى التفكير على هذا النحو، فلا أحد ينسى البوستر «المثير جنسيا» لدرجة الإباحية - كما وصفه المحامى «نبيه الوحش» لفيلم «عمر وسلمى» فى جزئه الأول.

الغريب أن «مى عزالدين» فى المسلسل تلعب دور فتاة مسيحية، تساعد «آدم - تامر حسنى»!! - وهو شاب فقير من بيئة شعبية - فهل كان يقصد هنا المؤلف أن المسيحية هى التى تساعد الإسلام أم أن الأمر جاء بمحض الصدفة؟ فى الوقت الذى أكد فيه أصحاب المسلسل أن العلاقة التى تجمع «تامر» بـ «مى» لا تزيد على كونها علاقة صداقة فقط!

بينما حبيبته التى تلعب دورها «درة» لكن التى تظهر فى بوستر المسلسل وهى تكشف عن أكبر قدر من مفاتنها - رغم أنها تلعب شخصية «هنا» المثقفة الجامعية! - مع العلم أن ما يتردد أن «تامر» قد استبعد «زينة» من ترشيحاته لوجود «مى عزالدين»، و«زينة» هى المعروفة بـ «طيبة قلبها» الشهيرة!.

تظهر «هالة - علا غانم» بالـ Hot Short فى فيلم «حريم كريم» مع مصطفى قمر! هذه هى الصورة الذهنية التى انطبعت على «علا غانم» ولم تتغير إلى اليوم، ربما كانت بداية هذا هى أدوار صغيرة لكن ما رسخ هذه الصورة عنها هو فيلم «سهر الليالى» حيث وصف دورها فى وقته بالجرىء، وأيضا لم تبخل فيه بعرض مفاتنها.

الملاحظ أنه غالبا ما تكون أخبار «علا غانم» عن كل ما هو متعلق بالإثارة، الجرأة، الجنس، وهى الثلاثية التى تلعب عليها «علا غانم» دائما، بالإضافة لبعض البهارات كتصريحاتها الساخنة التى ما إن تهدأ الدنيا حولها حتى تقوم من جديد.

وحينما انتقلت «علا غانم» للدراما كان أسلوبها متخبطا نوعا، فبينما تظهر فى مسلسل كـ «أماكن فى القلب» مثلا بالقليل من مفاتنها، وفى دور متوازن للغاية، تظهر فى مسلسلها الأخير «العار» بالكثير من التابلوهات الراقصة والمثيرة، وكانت حجتها أن المسلسل يتناول حياة تجار المخدرات وكأن ذلك مبررا لما تفعله من إبراز مفاتنها على الشاشة الرمضانية. هذا العام اختارت «علا غانم» أن تدير الدفة ناحية «الإثارة» كلية بمسلسلين، الأول «إحنا الطلبة»، حيث ستقوم فيه بدور مطربة فيديو كليب وما أدراك ما مطربات الفيديو كليب من أمثال نانسى عجرم وهيفاء وهبى ومروى ونجلا وغيرهن؟!

أما المسلسل الثانى فهو مسلسل «شارع عبدالعزيز» والذى تلعب فيه دور فتاة «سيئة السمعة» بالتالى دوراها فى المسلسلين يتنافسان فى كمية العرى والإباحية والجرأة. المدهش أن هذا الدور كانت مرشحة له المطربة اللبنانية «مروى» صاحبة أغنية «أنت مابتعرفش» فى فيلم «حاحا وتفاحة» لينتقل بعد ذلك لـ «علا غانم»!! وإن كنت أرى أن الاثنتين قادرتان على أدائه بنفس درجة السخونة والإثارة!