2014/03/26

وصفها وزير الإعلام بـ «الداية الخاصة» بالمؤسسة...
وصفها وزير الإعلام بـ «الداية الخاصة» بالمؤسسة...

 

وائل العدس – الوطن السورية

 

 

حضورها القوي يعكس طاقتها المتربعة على عرش الحياة.. وإطلالتها الجذابة تنضح بالحيوية. في أروقة العمل تزاحم وتنافس الرجال.. وبين جدران المنزل تأخذ دورها كأم وزوجة، خالعة بذلك عباءة المرأة النمطية ذات النظرة الاعتيادية.

غابت عن محبوبتها ولم تطل الغياب، فعادت لترأس المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وتقود المركب من جديد بعدما كانت أحد صانعيه.

درست الحقوق وانتهجت طريق الإعلام متدرجة من المكتوب  إلى المسموع والمرئي، مروراً بكتابة السيناريو والنقد السينمائي، قبل أن تتدرج في مناصب إدارية مهمة. السيدة ديانا جبور استضافت «الوطن»

في مكتبها ودار معها الحوار التالي:

 

 كنتِ أول من استلم إدارة المؤسسة قبل أن تترأسي تحرير جريدة بلدنا، ثم عدتِ مجدداً، ما سر هذه التنقلات؟

  أحياناً، نعاني من حالة استعصاء إداري يصبح الغياب معها أجدى، وخاصة أن البقاء يجلب العجز والعديد من المشاكل ونصبح وقتها حجر عثرة أمام الإنجازات.

لم أستقل بهدف العمل في «بلدنا»، بل قُدّم لي العرض بعد شهرين، وبالتالي رأست تحريرها لأكثر من عام،  إلى أن عدتُ مجدداً  إلى إدارة المؤسسة، ما يعني أنني محل ثقة.

 يعد منصبك مغرياً لأي شخص، هل كان ذاك سبباً بعودتك؟

  لم أعد بسبب إغراءات المنصب، ولكن كما قال لي السيد وزير الإعلام عمران الزعبي «أنتِ أم المؤسسة، والداية الخاصة بها»، وقد أصاب بهاتين العبارتين كبد الحقيقة.

بكل الأحوال، عملتُ في المؤسسة ابتداءً من النظام الداخلي مروراً بمساميرها واللوحات المعلقة على حيطانها وأصغر التفاصيل فيها، انتهاء بمنتجها الفني، بما فيها مسلسلات أُنجزت أثناء غيابي لأنني كنتُ قد حضرتها سابقاً.

بالنهاية، لستُ متمسكة بالمنصب، لكني أتمسك بفرصة الانجاز والإضافة على المستويين الفني والمعرفي.

 ما الذي اختلف عليك خلال سنوات الغياب؟

  هي سنة أو أكثر قليلاً، أجواء البلد عامة أول ما تغير، فسورية كانت عبارة عن «لوكيشن مفتوح»، والآن أصبحت خيارات التصوير وانتقاء الفنانين قليلة، وكذلك الشرط الأمني والمواضيع المطروحة اختلفت أيضاً، فلم نعد نمتلك الحرية المطلقة تجاه خياراتنا بسبب ضغط الأزمة، فهل يجوز مثلاً أن ننجز عملاً كوميدياً بعيداً عن واقعنا الحالي؟ يبدو الأمر صعباً وبالتالي فالخيارات محدودة.

 داخل المؤسسة، وبعيداً عن مواقع التصوير، ما الذي تغير؟

  شرط المؤسسة لم يختلف كثيراً، فعندما رسمنا نظامها الداخلي، راعينا فيه استمرارية العمل وفق نظام محدد بمعزل عن شخص مديرها، بمعنى أن الكادر الإداري محدود وهو منفصل عن الكادر الفني كي لا يؤثر أحدهما على الآخر.

 ما أول الإجراءات المتخذة فور عودتك للمؤسسة؟

  حاولتُ إنجاز الأعمال الخاصة بالموسم الرمضاني الماضي، فعندما عُدت كنتُ أمام سباق مع الزمن وخاصة أن ثمانية أشهر فقط كانت تفصلنا عن شهر رمضان، فسارعنا في عمل ماراتوني لإنجاز ما خططنا له.

لقد استطعنا إنتاج أربعة مسلسلات، ثلاثة منها لامست الأزمة السورية بشكل مباشر، أما الرابع «حدث في دمشق» فكان بمنزلة استعادة لصورة سورية التي ندافع عنها ونشتاق إليها ونحبها ونتمسك بها.

 كيف تنجحون باجتذاب النجوم في ظل فارق الإمكانيات بين المؤسسة والشركات الخاصة؟

  أعتقد أن الفارق في الأجور بسيط وليس شاسعاً، إضافة  إلى أن الفنان السوري متميز بوعيه وثقافته وأعتقد أنه أدرى بأن ضمانة استمرار الدراما السورية هي رأس المال المحلي سواءً كان عاماً أو خاصاً، بالتالي تجده يقدّم تنازلاً بأجره مع العمل الوطني نسبةً  إلى ما يتقاضاه في منابر أخرى.

 الأجور اختلفت في ظل الغلاء الذي يجتاح الأسواق السورية، هل راعيتم هذه القضية؟

  نعم، تم رفع الأجور، وزادت التكاليف بحوالي 30%، مع أن الأرباح لم ترتفع كثيراً، لأن عدداً قليلاً فقط من القنوات تشتري منا بشكل مباشر، وبالتالي تدفع على أعمالنا بالدولار.

لكننا نحاول الالتفاف على قرارات المقاطعة المباشرة وغير المباشرة، وكسر الحصار على سورية ودراماها عبر موزعين، وهؤلاء على الأغلب يعطوننا بالعملة السورية.

بمعظم الحالات هناك وسيط بيننا وبين القنوات العارضة، وقليلة هي الحالات التي كنا نتعامل بها مع القنوات بشكل مباشر، لكن لا نستطيع ذلك دائماً، وبالنهاية ما يهمنا هو النتيجة، أي عرض منتجنا الفني، وضمان خطابنا السياسي والثقافي والتنويري على مختلف المحطات.

 بعض الفنانين اشتكوا سراً عن غيابهم أو تغييبهم عن أعمال المؤسسة، فهل هناك «فيتو» على أسماء معينة؟

  أبداً، لا يوجد أي «فيتو» على أحد، حتى الأسماء التي لها موقف سياسي واضح، وطالما أنهم موجودون في سورية فهذا يعني إننا نتقاسم الأهداف الكبرى معاً، أي الحفاظ على سورية واحدة موحدة مستقلة.

وبالنهاية المؤسسة ما زالت وليدة، ومن الصعب عليها أن تحتوي كل الفنانين، علماً أننا نحاول قدر الإمكان عدم تكرار ذات الأسماء في أعمالنا لمنح الفرص لأكبر عدد ممكن من الفنانين، لكن لا يمكن لنا أن نفرض خياراتنا على المخرج.

 هل تعتقدين أن واجب المؤسسة يحتّم الإحاطة بمختلف الأسماء وخاصة الذين بقوا في البلد؟

  قدر الإمكان، لكن بما لا يؤثر على مستوى العمل ولا على إبداع المخرج واختياراته.

 هل حاولت المؤسسة دعوة الفنانين في الخارج بمختلف انتماءاتهم السياسية للعودة  إلى حضن دراماهم؟

  أوجه لهم دعوة لذلك عبر صحيفتكم، فهذه المؤسسة لكل أبناء سورية، وكل من يرغب بالعمل في الدراما السورية على أرض الوطن فهو جزء منا.

 بالنسبة لأعمالكم، هل تطمحون لإنتاج أعمال ذات جماهيرية عالية أم أعمال تحمل قضية ما بغض النظر عن المتابعة الجماهيرية؟

  الأعمال الهادفة صاحبة الرسالة النبيلة لا تعني أبداً أنها غير جماهيرية، وهذه تختلف جذرياً عن السوقية الغرائزية.

أفهم الجماهيرية بأنها تقديم عمل متقن وجذاب له مستويات متابعة متعددة، تبدأ من الإمتاع والتسلية، كقناة عبور وتمرير للرسائل المرتجاة، ولا تنتهي بتحريض المتلقي على البحث في الأسئلة الكبرى.

هذا النوع من الأعمال ينثني على قدر من المغامرة، لكن إعادة إنتاج وتدوير الوصفات النجاح السابقة لا يعني ضمان النتيجة لاحقاً، فقد يدير المتلقي ظهره لهذا المنتج لأنه أشبع واكتفى.

 هل تحاولون رصد ذائقة المشاهد التي تغيرت بسبب الأزمة؟

  نحاول تتبع ذائقة المشاهد السوري، مع ثقتنا بأن أساسيات العمل الحقيقي والناجح عابرة للأزمان والأماكن، فمنذ بدء المسرح مثلاً  إلى الآن لم تختلف الأساسيات، وعندما يحتوي العمل الفني على مشروع جدي ومتقن فإن كثيراً من الجهات تتبناه.

 غالباً تُتهم المؤسسات الحكومية بالروتين، كيف استطعتِ كسر هذا الحاجز؟

  نحاول تسيير قطار العمل على سكتي الالتزام بالقانون من جهة، ومن دون الاستغراق في متاهات الإجراءات الإدارية من جهة ثانية.

بالنهاية هذا مال عام ويجب أن يُصرف بالطرق والقنوات السليمة، ورغم الإجراءات الإدارية إلا أن فريق العمل لا يشعر بها إلا في الحدود الدنيا.

 بعض الفنانين اشتكوا من طريقة التعامل المادي مع المؤسسة التي تختلف عن المؤسسات الخاصة كطريقة الدفع والتفاهم والعقد... الخ؟

  نحن بدلاً من أن ندفع مبلغاً نقدياً، ندفعه من خلال شيك، ولم يشتكِ أي فنان من عدم حصوله على حقوقه المالية، لكن بعض الفنانين لا يحبون الذهاب  إلى المصارف، وفي النهاية ليست تلك مشكلة كبيرة.

 إلى أي حد تبدو المؤسسة مستقلة؟ وكيف تصفين الاستقلالية على الصعيدين الإداري والمالي؟

  كما المؤسسات الموازية الأخرى، في النهاية هناك استقلال ضمن سياق عام، بمعنى إلا ننتج أعمالاً تناقض دور سورية وموقفها وتاريخها، وهذه جزء من المسؤوليات.

ضمن هذا الإطار نتعامل باستقلالية بمعنى أننا نختار موضوعاتنا وقراءنا ونصوصنا، أما الأجور فتخضع للعرض والطلب، على ألا نتجاوز الهامش الذي تتيحه التعرفة لأننا لا نستطيع تجاوزها.

 هل هناك معايير ثابتة للممثلين، صف أول وثاني... لتحديد الأجور؟

  الأمر أشبه بفتحة بيكار يحدد اتساع قوسها عناصر عدة، بعضها يتعلق بالتأكيد بنجومية الفنان، لكن بعضها الآخر يتعلق بصعوبة الدور وأهمية العمل فهناك على سبيل المثال أعمال غير رابحة تجارياً لكننا نخوض في خضم هذه الأعمال لأن الدور التنويري هو أحد أهداف المؤسسة، لذلك بعض الفنانين وبعض النجوم يقبلون العمل بالمؤسسة بأسعار أقل بكثير مما يتقاضونه عادة.

 هل الفنانون راضون مادياً في ظل قلة الإنتاج الدرامي؟

  لم يتأثر الأجر بل زاد، ولم نشعر على الأقل بهذا الشيء، كما أننا لم نسع يوماً  إلى استغلال الشح الإنتاجي بكسر الأسعار.

  أنتِ صحفية متمرسة، كيف تصفين علاقة المؤسسة مع وسائل الإعلام بتنوعها؟

  أعتبر أن نجاح المؤسسة حافلة لا تسير دون عجلات الإعلام. عموما، كان الإعلام متجاوباً ومواكباً، وحتى عندما كتب الصحفيون والنقاد ملاحظاتهم كانت تقال ضمن إطار الاحترام والحرفية، ولم يكن لديّ أي تحفظات على الإعلام.

والإعلاميون كانوا أصحاب مبادرة تجاه أعمالنا أكثر منا كمبادرين تجاههم، ويشكرون على ذلك.

 «القربان» و«الحب كله»، استطاعا إعادة علاء الدين كوكش  إلى الدراما، وكذلك اعتمدتم على وسيم السيد باعتباره أحد المخرجين الشباب، كيف توفقين بين هذين الأمرين؟

  الشباب من دون آباء يصبحون لقطاء، وآباء من دون أبناء يضحون متكلسين، لذلك يجب إيجاد حالة من التوازن بين الحداثة والعراقة، وهذا هو الناظم الأساسي العام للاختيارات.

 الاعتماد على مخرجين وكتّاب شباب، ألا يعتبر مجازفة؟

  خاطبنا وأعلنا عن مشروع المؤسسة، لذا لا يوجد ما يُفرض علينا، فالسطوة للنص وللعمل والفكرة وليس للكاتب.

فبعد الإعلان خاطبنا بعض الكتّاب، والبعض التزم وكان المستوى عالياً، والبعض الآخر التزم وكان المستوى متوسطاً، وهناك من لم يلتزم، كما أقمنا ورشة كتابة، بالتالي هذه الحيوية هي التي تضمن استمرارية هذه الصناعة.

أما خيارات المخرج فمختلفة تماماً، وتعتمد على خيارات المخرج الذي يجب أن يكون صاحب خلفية وعمل تراكمي، فعلى سبيل المثال لا يمكن إسناد خماسية لمخرج لم يسبق له أن طوّر أدواته واختبرها بالاحتكاك العملي ولو بمجموعة من الأفلام القصيرة فالطويلة، حيث يمكن أن تتساهل الجهة المنتجة تجاه بطء مخرج مبتدئ في عمل قصير أو مفرد لكنها لن تستطيع تحمل الخسارة في عمل أطول.

الأمر مختلف على صعيد الكتابة، إذ تلاحظ أنه لا يوجد لدينا أسماء مكرسة ككتّاب سيناريو في الخماسيات إلا رانيا بيطار وديانا فارس، أما الباقون فهي تجربتهم الأولى أو الثانية، وليسوا مكرسين نجوماً في هذا المجال.

 خلال استفتاءات الموسم الفائت، تصدرت أعمال كـ»سنعود بعد قليل، منبر الموتى، سكر وسط»، في حين ابتعدت أعمال المؤسسة عن مواقع الصدارة، فهل يعبر ذلك عن طبيعة المنافسة مع القطاع الخاص؟ أم إنكم لا تؤمنون بطبيعة هذه الاستفتاءات أصلاً؟

  حتى لو وجد مجالاً للتلاعب بالاستفتاءات، فهي مؤشر، لكن هذا المؤشر لا يجب أن يعمي بصيرتنا.

بالمناسبة أنا لديّ كلام آخر، فهناك استفتاءات أجريت في أبو ظبي نال فيها «حدث في دمشق» مركزاً متقدماً، رغم أنه غير معروض على قنوات جماهيرية وكثيرة، ما يعني أنه لو عرض على قنوات ذات جماهيرية لكان احتل الصدارة.

على الجانب الآخر، فإن الكتابات النقدية المتخصصة عندما عدّدت أهم سبعة أعمال سورية تم تعداد أربعة أعمالاً للمؤسسة وهذا انجاز آخر، أما الاستفتاءات الشعبية فنحاول أن نكون حاضرين فيها ولو بمراتب محدودة على الرغم من أن قنوات عرض الأعمال ليست متعددة.

 قدمت أعمال تلامس الأزمة السورية، هل نجحت هذه الأعمال بتحقيق الرسالة المنشودة؟

  إلى حد بعيد، فرسالة مسلسل «حائرات» الأسمى والنبيلة كانت أننا شعب حي وننجز أعمالنا ونتابع حياتنا على الرغم من الأحداث، وفي بعض المشاهد كانت الأصوات حية وكانت قذائف الهاون تسقط على بعد أمتار قليلة من موقع التصوير.

أما مسلسل «تحت سماء الوطن» فقد التقط العديد من النقاط الإشكالية والحساسة والخلافية التي عرضت بقدر كبير من الحياد والموضوعية دون أحكام قيمية أو أحكام إدانة مسبقة، على الرغم من أن البعض كان لديه مواقف نهائية مما يجري، لكن العرض لم يختزل حوامل هذا الطرح  إلى مجرم أو ضحية فقط.

 لكل مسلسل صفحة على الفايسبوك تحصد آلاف المعجبين، في حين صفحة المؤسسة لم تحصد سوى ألف معجب، ألا تعتقدين أنكم مقصرون من هذه الناحية؟

  الصفحة لا تزال جديدة، ونتمنى أن يكون لدينا معجبون ومتابعون أكثر، ونحن منفتحون على أي اقتراحات أو أفكار لتطوير هذه المنابر.

 ما جديد المؤسسة وخططها المستقبلية؟

  نحن متحررون بإيقاع العمل بما يخص مواكبة الموسم الرمضاني، وقد ندخل عملاً آخر وننجزه بهدوء، ولكن ليس شرطاً أن يعرض في رمضان.

لدينا مجموعة نصوص لكتّاب شباب قد يكون لها فرصة كبيرة في الإنتاج، أما العمل الثالث للمؤسسة خلال هذا العام فلن يكون قبل شهر من الآن.

 ألا يوجد حتى الآن خطط واضحة أم أن الأمور لم تحسم بعد؟

  لم تحسم الأمور بعد، وسنفاضل بين النصوص أيها أقوى وأيها أكثر التصاقاً بالراهن السوري، وأيها أكثر ابتعاداً عما سبق وتم طرحه، أي هناك ثلاث اعتبارات تحكم خيارنا.

 أنت صحفية وناقدة سينمائية وفي الوقت نفسه مديرة مؤسسة ضخمة، فما أحب الألقاب لك، وهل تتمنين العودة  إلى أروقة الصحافة؟

  أنا مدير عام عند الاجتماعات الرسمية، أما في الحياة الشخصية أكتب «الإعلامية» أو «الكاتبة»، علماً أن الأحب لي هو المجال الأقل إنتاجاً فيه، وهو كتابة السيناريو، ولاحقاً النقد والصحافة.

 درستِ الحقوق، هل تشعرين بالندم حيال الاتجاه نحو الصحافة والكتابة ومنها  إلى إدارة مؤسسة؟

  أنا درست الصحافة مع الحقوق، لكن الحقوق درسته مراضاة للأهل فقط.

 تتمتعين بالعديد من المواهب، وأنت الآن مديرة مؤسسة، هل أبعدك هذا المنصب عن مواهبك؟

  لم تمت هذه المواهب بل ما زالت بالإنعاش، فأنا يومياً أقضي ساعات الصباح الباكر في القراءة الصحفية، وفي الكتابة.

 هناك عقدة في المجتمع الشرقي تجاه المرأة بخصوص المناصب، كيف استطعت تجاوز هذه النظرة؟

  ترفعتُ بمناصبي بالتدريج وبهدوء، وفي كل مرة أستلم فيها موقعاً أبقى فيه عدة سنوات وبالتالي لم يكن لديّ هذه الإشكالية بالاحتكاك مع الرؤساء أو المرؤوسين أو الزملاء في العمل، مع أن البعض كان يتعمد في البدء مواجهتي باختبار أو امتحان، لكن هذا من طبيعة الأشياء، والإدارة عموماً بحاجة لأساليب للتأقلم مع الظروف المحيطة.

 هل يغلب قلبك عقلك أم تستطيعين أن تجمعي بينهما؟

  أعتقد أن الفطرة السليمة لا تناقض العقل، فحتى عندما يعمل القلب فإذا كانت الفطرة سليمة فلن تكون على نقيض القلب.

 كيف تستطيعين التوفيق بين العمل والمنزل؟

  لا شيء يحرق القلب أكثر من الابن، فيجب أن أكون معه في كثير من الأوقات، وأحاول قدر الإمكان أن أرمم الكم بالنوع، فليس المهم أن أقضي مع عائلتي ست ساعات باليوم بقدر ما يهمني كيف نقضي هذا الوقت، فأحاول أن نقضي وقتنا معاً حتى الثمالة حتى نعوض ساعات الغياب.