2012/07/04

راغب علامة لـ " بوسطة" : نعم أنا نسونجي
راغب علامة لـ " بوسطة" : نعم أنا نسونجي

خاص بوسطة- علاء دياب

هو من نجوم الصف الأول إن لم يكن الأول اليوم في الغناء العربي من أبناء جيله وما بعده. له شخصية فنية متدفقة ومتميزة، وله حضوره الثاقب الذي صنعه بتعب مشواره في الفن والحياة.

راغب علامة في هذا الحوار مع "بوسطة" تحدث عن كل ما يجول في خاطره، زرع بسمة صادقة بين حروف ردوده، وتعمد أن يترك خلف جمله إشارات قاسية رغم وضوحها، هنا تحدث بصفاء وبصدق، وكما عهدنا به لم يجامل، ولم يخترع كذبة أو يجملها كي ينال رضا الجميع، بل تحدث بعفويته، ومن خلال تجربته الناضجة:


أين راغب اليوم من راغب الأمس؟

أنا في مكان أفضل، لقد نضجت أكثر، وقطفت معرفة أكبر، وأعيش الثبات الذي أحصده من تعبي وصبري وتعلمي في الحياة والفن.

كيف ينظر راغب الفنان إلى الواقع العربي اليوم؟

للأسف واقع مرير جداً جداً، وأغلب الخلافات العربية الموجودة هي مفروضة علينا من الخارج!!

تتحدث بمرارة؟

يا صديقي، من أسوأ مظاهر المرارة الإنسانية العربية أن العربي يحتاج إلى فيزا حتى يتمكن من زيارة شقيقه العربي، تصور الإسرائيلي يدخل بعض الدول العربية ببساطة وأحياناً من غير فيزا والعربي لا يستطيع، ويعذَّب كي يحصل على فيزا الدخول... واقع مرير جداً!!

أين أصبحت طموحاتك السياسية، وأنت كنت تفكر بترشيحك للمجلس النيابي؟

لا طموحات سياسية غير الوحدة بين العرب، وأن تنفق ثروة العرب على العرب في مشاريع تربوية وطبية وعلمية، طموحي السياسي الانفتاح على بعضنا، وأن لا نتقوقع، وكل مصيبة تصيب دولة عربية يعني تصيبنا جميعا، طموحي هو حلم كل مواطن عربي وليس طموحا شخصيا. أما موضوع ترشحي للانتخابات النيابية فحينما يصبح الترشح خارج الطائفية سأترشح باسم الوطن ككل.

وهل يتضارب الفن مع السياسة؟

في الواقع العربي الحالي أكيد ومن ثم أكيد يتضارب... أصبح فننا شللية تشبه السياسة!!

بعد كل الذي حصل في لبنان من مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية أين أنت؟

موقفي معروف وواضح، كل هذا الذي يجري وسيجري مرتهن لمرتزقة في مراكز الاستخبارات العالمية والصهيونية، تحاك هناك من أجل تفريق العرب، سياسة فرق تسد.

هل كنت تحلم بأن تصبح "سوبر ستار"، أو أن تصبح فنانا فقط؟

كنت أحلم بأن أصبح فناناً فقط، ولم تكن طموحاتي للمستوى الذي حققته.

أفهم أن نجاحك صدفة؟

لم أقصد ذلك، ما وصلت إليه يعود إلى رب العالمين ومن ثم لصبري واجتهادي، ووضعي لهدف النجاح أمامي، لذلك التفوق جاء بوقته!!

من تبقى من أصدقاء الدراسة والفن حتى اليوم؟

أصدقاء الدراسة لم أعد أراهم، بالصدفة أسمع عن أحوالهم وأخبارهم، كلهم أصبحوا خارج الوطن، منذ أيام التقيت بصديق طفولتي يعيش في ألمانيا أخبرني أن الكل تغرب!!

أما أصدقاء الفن، فيوجد عدد كبير منهم، وخصوصاً في الجسم الصحفي، أسماء ارتبط اسمي معهم، هناك أصدقاء مخلصين لي وأنا مخلص لهم.

هل يوجد صداقات دائما في الفن، أو عداوات غير دائمة؟

(ضحك بصوت مرتفع) لقد أصبت بسؤالك، وأعلم إلى أين تنوي الذهاب. صديقي، نعم هنالك أصدقاء بالفن، البعض يعتبر المنافسة عداوة، فهذا شأنه، المنافسة لا تعتبر عداوة، إنها حافزنا الفعلي لنتطور ولنبحث عن مزيد من النجاح... بصراحة لم أحس بعداوة مع أحد من الفنانين في حياتي.

هذا عكس ما كنا نسمعه عنك وعن غيرك من مشاكل تصل إلى المحاكم والصحف؟

كنت تسمع عن أمور سببها الغيرة وليس الحقد، منافسة بعض الأشخاص يأخذونها عداوة، بصراحة المنافسة الفنية أجمل الأشياء في دنيا الفن!!

هل تستشير أحد في اختياراتك الغنائية؟

أكيد استشير كل المقربين مني، وبالأخص شقيقي خضر، وجمال علوش، ومروان جوهري، وزوجتي وأيضا أولادي، وبعض رفاق الدرب.

وفي حياتك الشخصية من تستشير؟

بالطبع أستشير أخي خضر.

راغب علامة نسونجي رقم واحد!!

شو بدك ياني كون غير هيك؟!! (ضحكة من القلب)، ما يروح فكرك إلى مكان بعيد، أنا حينما أغني أتوجه إلى المرأة، وأفكر بالمرأة... وأفهموها مثل ما بدكم!!

وبماذا تفكر الآن؟

أفكر بالمستقبل بشكل دائم.

وهل تخاف من المقبل في المستقبل؟

كل إنسان يخاف من اللحظة المجهولة، أنا مؤمن، وكل ما يصيبنا هو مقدر ومكتوب من الله، ونظراً لأن حياتي فيها عمل دائم ونجاحات مستمرة تكون مليئة بالمفاجآت، مثلاً لم أكن لأتصور أن يطلق عليّ أحدهم النار في الأردن رغم الأشياء الجميلة التي كانت من حولي هناك، وأمور كثيرة حصلت معي وكدت أموت فيها!!

متى تمنيت وقررت أن يموت الشخص الذي أذاك؟

لا، ولم أتمنى له الموت حتى لا أصبح مثله بالحقد وأذية الناس، أرفض أن أكون ذاك المريض!!

وهل تمنيت موت من لا تستطع أخذ حقك معه؟

بصراحة مش معقول أنت تسأل سؤال السهل الممتنع حتى توقعني، يا صديقي أبداً لا أتمنى الموت لأحد، أتمنى الموت لقاتلي الأطفال والنساء والشجر في لبنان وفلسطين والعراق، أتمنى أن يغيبوا عن الأرض حتى تغيب معهم حروبهم الهمجية وشرورهم!!

وماذا عن البخل، هل أنت من البخلاء؟

حرام عليك، البخل مرض أشكر الله أنني لم أصاب به، في العطاء أنا أكرم الناس، وبالسخاء أنا متواجد، وكل الناس تعرف كم أنا إنساني، ولا أقبل خسارة 100 دولار على طاولة القمار، بل أسعى لتكون من نصيب من يحتاجها!!

وماذا عن المال، وهل تسعى ورائه؟

طبعاً أسعى وراء المال، ولكن ليس على حساب اسمي وشرفي وكرامتي، مالي أصبح للجماعة، هناك أسر وعائلات (تعتاش) معي من مالي، أخاف أن يأتي اليوم الذي لا أعطي فيه!!

وهل تحب المال على حساب الأصدقاء وفنك؟

أصدقائي ثروتي الحقيقية، الفلوس لا تصنع الأصدقاء،  والخالق أعطاني أكثر مما أستحق، ربي إلى جانبي ولا أحسد أحد.

ماذا تريد أن تقول لزوجتك وأولادك؟

أريد أن أقول لهم إنني أحبكم جداً، كونوا أنفسكم ولا تعتمدوا على غيركم، حققوا نجاحكم ولا تنتظروا نجاح غيركم، وبطولاتكم لكم وليست لغيركم، حققوا ذواتكم، واحترموا تعبي وتعب غيري.

قبل السؤال الأخير، كيف تنظر لشيخوخة الفنان في لبنان؟

لا شيخوخة مضمونة للفنان في لبنان، على الفنان أن يؤمن لآخرته، هو المسؤول عنها، فالدولة لا تريد أن ترعاه، فقط تعطيه قطعة حديدية كوسام يوم مماته، أتمنى أن لا أحصل على هذه القطعة يوم رحيلي عن الدنيا.

بماذا تشعر وأنت تزور سورية؟

أشعر بالسعادة والفخر، وكما قال الفنان محمد سلمان: «سورية يا حبيبتي  أعدت لي هويتي أعدت لي كرامتي»، كما أشير إلى أن سورية انتصرت على الجميع، خصوصاً بعد المؤامرات التي تعرضت لها منذ مدة ليست ببعيدة وخرجت منتصرة منها، والكل يريد مصافحتها وزيارتها.

كلمة أخيرة؟

تحياتي لكم في موقع "بوسطة" السوري، ومن خلال الموقع بوجه كلمة حب لجمهوري الجميل في سورية وأقول لهم من قلبي بحبكم كتير.