ربى المأمون: الشاشة لا تغريني!

أمينة عباس – البعث

شكل التمثيل بالنسبة للفنانة ربى المأمون حلماً راودها في عمر مبكر، ليتحقق عن طريق المصادفة من خلال مشاركتها في الجزء الثالث من مسلسل “بقعة ضوء” متحدية بذلك خجلها الشديد، فأدت مشاهدها في هذا العمل دون أية ملاحظة.. وتبيّن في حديثها لـ تيلي دراما أنها ورغم اقتناعها بالتمثيل إلا أنها اختارت أن تدرس إدارة الأعمال بدلاً من دخول المعهد العالي للفنون المسرحية لإيمانها أن أعمالها وتجاربها هي التي ستعلّمها، خاصة وأن الموهبة هي الأساس، ورغم ذلك وباعتبارها ليست خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية تعترف المأمون أنها احتاجت إلى وقت أطول لتقنع الآخرين بموهبتها لأن الجميع برأيها ينظرون بريبة إلى إمكانيات مَن لم يكن من خريجي المعهد، ومع هذا وبفضل اجتهادها ومثابرتها استطاعت أن تثبت وجودها في كثير من الأعمال السورية وتحديداً في موسم عام 2009، وقد توقعت كما توقع الجميع أن تنهال عليها العروض بعد النجاح الذي حققته في ذاك العام، ولكن ما حدث أنها ومنذ ذلك التاريخ وهي شبه غائبة عن الأعمال الفنية، ولا تفسير لدى المأمون لذلك سوى أن الحظّ يلعب دوراً كبيراً في مسيرة الفنان، ولا تنكر في الوقت ذاته أنها اعتذرت عن عدم المشاركة في بعض الأعمال لقناعتها أنها وصلت إلى مرحلة تجاوزت فيها مرحلة البدايات شكلاً ومضموناً، وعليها ألا تبقى في مكانها وأن تتقدم خطوات جديدة نحو الأمام، وهذا ما تحارب اليوم من أجله، حيث لا يغريها التواجد على الشاشة لمجرّد التواجد .

ندى الأيام فرصة على طبق من ذهب

وبالعودة إلى أهم المحطات الفنية في مسيرتها تبيّن المأمون أن أهم هذه المحطات كانت من خلال المخرج حاتم علي حين أوكل إليها بطولة إحدى حلقات مسلسله “ندى الأيام” الذي كان يعتمد الحلقات المنفصلة، فكانت هذه المشاركة –برأيها- منعطفاً في حياتها الفنية، وقد كسرت من خلالها الانطباع الذي رسخ في أذهان العاملين في الدراما بأنها لا تجيد إلا أدوار الفتاة الحزينة أو المدللة أو الخجولة، فأثبتت بفضل هذا العمل أنها قادرة على تجسيد كل أنواع الشخصيات، وتوضح أن المخرج علي اختارها بطلة إحدى حلقات “ندى الأيام” بعد أن شاركت في مسلسله “على طول الأيام” بدور هامشي نوعاً ما، وتشير إلى أن سعادتها كانت لا توصف عندما اختارها للمشاركة في هذا العمل رغم الدور المتواضع ، وتؤكد أن هذه المشاركة المتواضعة لم تمنع حاتم علي، وهو الأستاذ الكبير، من إدراكه أنها ممثلة تمتلك طاقات معيّنة تلمّسها عبر هذه المشاركة، لذلك عاد ومنحها فرصة أخرى لإبراز هذه الإمكانيات التي ظهرت جليّة في “ندى الأيام” وبالتالي ما كان منها إلى أن استثمرت هذه الفرصة التي أتتها على طبق من ذهب لتثبت أنها على قدر المسؤولية، ولا تنكر المأمون الجهد الكبير الذي بذله علي لإخراج ما بداخلها وتوظيفه في تجسيد شخصيتها، لذلك تؤكد أن تجربتها في هذا العمل لا يمكن أن تنساها مدى حياتها .

أما المنعطف الآخر في مسيرتها فتراه في مسلسل “جمال الروح” إخراج مروان بركات حين وقفت إلى جانب نجوم كبار كـ “بسام كوسا” من خلال تجسيدها لشخصية مختلفة تماماً عنها .

أما عن مشاركتها في الأعمال التي تعتمد الحلقات المنفصلة مثل "سيرة الحبّ" و"هيك تجوزنا" و"منمنمات اجتماعية" فتبيّن أن مثل هذه الأعمال أتاحت لها تقديم شخصيات عديدة كان فيها مجال كبير لاقتراحات الممثل في بناء الشخصية شكلاً ومضموناً .

والحديث عن المحطات الهامة في مسيرة المأمون لا يمكن أن يُستكمَل دون أن تتوقف عند مشاركتها في المسلسل المصري “أحزان مريم” وقد وقفت فيه إلى جانب الممثلة ميرفت أمين وكان هذا العمل أول تجربة لها في مصر، وتعترف أنها لم تتخيل أن هذا العمل سيحقق لها حضوراً هناك، إلا أنها اكتشفت العكس تماماً من خلال الاهتمام الكبير بها من قبل الصحافة.

ابن البيئة أكثر إقناعاً للمشاهدين

وبسبب ما حققته الأعمال الشامية من حضور درامي كانت المأمون متحمسة للمشاركة في هذه النوعية من الأعمال، وقد كانت تحس بالغبن الشديد لاستبعادها عن هذه الأعمال رغم أنها ابنة هذه البيئة، لذلك كانت سعيدة جداً بمشاركتها في أول عمل لها في البيئة الشامية “أهل الراية” رغم تأخر هذه المشاركة، وتبيّن أن الممثل عندما يكون ابن البيئة يكون أكثر إقناعاً للمشاهدين والأقدر على نقل تفاصيلها التي لا يعرفها سواه، وإن كانت تؤمن في الوقت ذاته أن الممثل الحقيقي قادر على تجسيد كل الشخصيات بمختلف بيئاتها .

ورغم أن المأمون فتاة مرحة في حياتها إلا أن تلك الميزة لم تُستثمَر حتى الآن في التمثيل، حيث لم تُتَح لها المشاركة في عمل كوميدي بحت، خاصة وأن مسلسل “بقعة ضوء” الذي شاركت فيه ينتمي إلى الأعمال الاجتماعية الناقدة أكثر من انتمائه إلى الأعمال الكوميدية، في حين أن مسلسل “شاميات” برأيها عمل كوميدي بسيط يقوم على تجسيد الطرفة في التمثيل، في حين أن لدى المأمون - كما تشير- رغبة حقيقية في تجريب كل أنواع الكوميديا بعكس الأعمال التاريخية التي لا تغريها كثيراً، خاصة وأن طبيعة هذه الأعمال وظروف عملها متعبة جداً بالنسبة للممثل .

لا أرى إلا الأخطاء

وعن السينما التي هي حلم مشترك بين جميع الفنانين تشير المأمون إلى أنها شاركت في فيلم تلفزيوني صوِّر بطريقة السينما بعنوان “صبحية بحرية” لذلك عاشت مناخ هذه الحياة وتتمنى أن تعيش تفاصيلها في عمل سينمائي في المستقبل .

وتختم المأمون كلامها موضحة أنها من الفنانات اللواتي ينتقدن أنفسهن بشدة، إلى درجة تجعلها لا ترغب في متابعة أعمالها لأنها لا ترى فيها إلا الأخطاء والثغرات، كما تبيّن أن وجودها المبكر في عالم التمثيل قوّى شخصيتها ونمّى في داخلها الإحساس بالمسؤولية والالتزام، وعلّمها كيف تكون قوية، وهو أمر مهم بالنسبة لأية فنانة في الوسط الفني، وتؤكد أن بداياتها مختلفة تماماً عن المرحلة التي تعيشها اليوم لأنها تطورت عما سبق كثيراً وإن كانت ماتزال ترى ما لا يراه أحد في نفسها كممثلة .

ويكون الجمهور السوري والعربي على موعد مع الفنانة ربى المأمون في عملين دراميين هما: “المفتاح” سيناريو خالد خليفة وإخراج هشام شربتجي، و"زنود الست" المسلسل الكوميدي الاجتماعي من تأليف رازي وردة وإخراج نذير عواد.