2012/07/04

رحيل فنانين من جيل عاش الفن ولم يمتهنه
رحيل فنانين من جيل عاش الفن ولم يمتهنه


صحيفة تشرين

شهد العام 2011 رحيل عدد من الفنانين السوريين، ممن ينتمون إلى جيل فني كانت سمته الأساسية أنه عاش الفن ولم يمتهنه... فكانوا المثل والمثال، لمعنى أن الفن عطاء... مَثل ومثال دون تنظير... ولعل المؤلم في رحيل هؤلاء.. هو غيابهم بصمت، من دون أن يحصد معظمهم حصاد عمر كامل من الفن قضوه على المسارح وأمام الكاميرات، في وقت جاء من يحصد ما أسسوا له، بينما ظلوا هم في الركن الأبعد عن أضواء الشهرة... يعملون بصمت... ويعيشون بصمت... ويرحلون بصمت.

خالد حمدي الأيوبي... الكاتب- الرائد: ‏

على هذا النحو رحل الفنان المؤسس الكاتب خالد حمدي الأيوبي، من دون أي اهتمام يذكر... والفنان الأيوبي هو مؤلف أشهر الأعمال الدرامية السورية بالأبيض والأسود، بتوقيعه قدم مع عبد العزيز هلال وعادل أبو شنب وأكرم شريم وأحمد قبلاوي، ومحمد الماغوط، ومحمود دياب وآخرين.. للدراما السورية في انطلاقتها الثانية في منتصف السبعينيات أعمالاً مهمة أشهرها على الإطلاق تمثيلية «عواء الذئب». ‏

ويقول الأستاذ عادل أبو شنب في مقالة له عن الراحل الأيوبي نشرتها الزميلة «الثورة» إنه «كان يكتب ويكتب ويكتب حتى يثبت أنه قاص في هذا النوع من القص، وأعتقد أنه أثبت ذلك بمسلسلاته وسهراته التلفزيونية التي بثت من تلفزيون سورية ومن تلفزيونات بعض الدول العربية الأخرى واستمتعنا بها. ‏... وعرفت من أخيه الفنان طلحت أنه مدرس وأنه يكتب الدراما هواية ولأنني آمنت بموهبته عددته واحداً من الرواد في هذا الفن الجديد الذي لم يقبل على الكتابة له في أول عهدنا بالتلفزيون إلا نفر قليل». ‏

حسن دكاك... الموت وقوفاً: ‏

وفي عام 2011 يرحل الفنان حسن دكاك، إثر أزمة قلبية مفاجئة... وفي ذاكرة الناس تركن شخصيته الأشهر «أبو بشير» في مسلسل «باب الحارة»، وهي شخصية تميزت بصدق أدائه لها، ولاسيما أنه ابن البيئة نفسها. ‏

بدأ الراحل حسن دكاك مشواره الفني منذ سنوات دراسته الثانوية من خلال المسرح الشبيبي والمسرح الخاص لينتقل بعدها إلى التلفزيون.. ويقدم ما يقدر بمئة مسلسل منها: الدغري- هجرة القلوب إلى القلوب- حمام القيشاني- أبو كامل- هوى بحري- مرايا ياسر العظمة في كل أجزائها- أخوة التراب- باب الحارة- أسعد الوراق.. وللراحل خمسة أفلام في السينما هي أحلام المدينة- وقائع العام المقبل- الليل- الكفرون- آه يا بحر إضافة إلى العديد من الأعمال الإذاعية والمسرحية وخمسة أفلام سينمائية والعديد من المسلسلات الإذاعية، فضلاً عن حضور يكاد لا يغيب عن خشبة المسرح. ولعله من المفيد القول إن مسرح حسن دكاك لطالما كان مهموماً بأحوال الناس وهمومهم اليومية. وفي العام ذاته الذي رحل فيه الفنان دكاك.. كان قد سجل مشاركته في أكثر من عمل درامي منها الدبور الجزء الثاني، يوميات مدير عام 2، الولادة من الخاصرة، مرايا، صايعين ضايعين، وأخيراً الزعيم.... الذي مات بعد أربع ساعات من عودته من تصوير مشاهده فيها... فكان بذلك يتماهى مع دأب دائماً على قوله: «الفن هو كياني، ولولا الفن لما وجد حسن دكاك». ‏

.. ورحيل رواد الغناء الشعبي.. والموسيقا ‏

ثلاثة من رواد الفن الغنائي والموسيقي في سورية رحلوا خلال العام 2011، فرحل في آب 2011 الفنان فؤاد غازي عن عمر يناهز 56 عاما، بعد صراع طويل مع مرض «سرطان الحنجرة»... والفنان غازي واحد من رواد الأغنية الشعبية السورية شديدة المحلية... وباسمه ارتبط عدد من الأغاني التي لم تزل حارة حتى الساعة في مقدمتها أغنيات «تعب المشوار، ولأزرعلك بستان ورود... ». ‏

في الشهر ذاته رحل الموسيقي صبحي جارور إثر نوبة قلبية حادة، والفنان جارور عازف كمان منفرد انضم إلى فرقة التلفزيون عند تأسيسه وتولى رئاسة فرقة الإذاعة والتلفزيون الموسيقية ويعد من مؤسسي نقابة الفنانين وعزف وفرقته مع أهم المطربين والمطربات العرب. وكان رحيل الفنان أسعد الجابر قد سبق رحيل الفنانين غازي وجارور بنحو أربعة أشهر، حيث رحل عن عمر يناهز الـ 62 عاماً بعد صراع مع المرض دام أربع سنوات. ‏

عمل الفنان أسعد بالغناء وعمل في المسرح إعداداً وتمثيلاً في الرقة، قبل أن ينتقل إلى دمشق بتشجيع الفنان دريد لحام حيث سجل أغنية (تريد تروح و تنسانا) ونجاح هذه الأغنية دفع الفنان أسعد الجابر لتسجيل مجموعة من الأغنيات المتلاحقة أشهرها (جنة جنة سورية يا وطنا) وعمل في عدد من الأعمال الدرامية والإذاعية والأفلام السينمائية و لكنه رغم ذلك عرف مطرباً أكثر منه ممثلاً. ‏