2012/07/04

رضوان نصري لـ «الوطن»: الفن يخلق من المعاناة لا من الترف واللامبالاة
رضوان نصري لـ «الوطن»: الفن يخلق من المعاناة لا من الترف واللامبالاة


دارين صالح – الوطن السورية

بدأ الاهتمام بالموسيقا في سن مبكرة جداً ثم تحولت إلى هاجس يسيطر على تفكيره، فدرس الآلات الموسيقية في سن الثانية عشرة، فالبداية كانت مع آلة البيانو ثم الغيتار ثم العود حيث تتلمذ على يد أساتذة مختصين.

شكل عدة فرق غربية وشرقية ثم بدأ الاهتمام بالتأليف والتوزيع الموسيقي والموسيقا التصويرية بالتحديد فدرسها وتخصص بها متنقلا بين سورية ولبنان ومصر.

بدأ احتراف الموسيقا التصويرية منذ عام 1993 مع المخرج السينمائي نبيل المالح بالفلم القصير (فلاش) بطولة بسام كوسا، ثم مع المخرج هشام شربتجي بسلسلة عائلات النجوم (6- 7- 8). عمل مع كبار الفنانين في عدد من الأعمال الدرامية والتلفزيونية المهمة ومن أعماله قلبي معكم، زمن العار، أسرار المدينة، عائد إلى حيفا، عشتار وغيرها. «الوطن» التقت الموسيقار رضوان نصري وكان معه اللقاء التالي:

لنعرف القارئ ما الموسيقا التصويرية؟ وماذا تعني لـرضوان نصري؟

الموسيقا التصويرية هي موسيقا عادية تشبه جميع أنواع الموسيقا التي نستمع إليها ولكن إذا دققنا بالاستماع إليها نجد أنها تحمل في داخلها حالة تعبيرية أو فلسفية أكثر عمقا من الاستماع إلى الموسيقا المتداولة فينتابنا إحساس قوي بأنها تكلمنا أو تحدثنا عن أحد ما. وأنا شخصيا اعتبر الموسيقا التصويرية أنها جسد أو روح بإمكانك التحاور معها أو التعامل معها لإيصالها لمرحلة تستطيع فيها مخاطبة كل الناس لتوصل فكرة ما دون أن تنطق بأي كلمة وأستطيع من خلال الموسيقا التصويرية إيصال أفكاري وإحساسي وكلماتي إلى كل العالم.

وهل تشمل الموسيقا التصويرية شارة المسلسل إضافة للخلفيات الموسيقية للمشاهد؟

الموسيقا التصويرية هي الموسيقا التي تكون داخل العمل وتعبر عن شخصياته وبيئته وزمانه أما الشارة فممكن أن تكون نمطاً مختلفاً عما هو داخل العمل أي أغنية أو نمط موسيقي مختلف تماماً وهذا يعود إلى خيال المؤلف وطريقة عمله بالتعاون مع المخرج.

كيف يتم اختيار الموسيقا التي تتناسب مع المشاهد؟

من خلال الفترة الزمنية للمسلسل وطريقة عمل الشخصيات فيه وأحاسيسهم ومشاعرهم.

موسيقا وألحان رضوان نصري.... هل هي حصيلة تجارب وخبرات سنوات سابقة أم إنها وليدة اللحظة؟

هي حصيلة الأمرين معا فيجب على المؤلف التصويري أن يكون لديه مخزون كبير جداً من أنواع الموسيقا المتداولة كافة وهذا المخزون يجب أن يكون أكثر تنوعاً، ويحتاج الموسيقي التصويري إلى سنوات أكثر ليتضح أمامه كيفية التعامل مع الموسيقا التصويرية وأيضاً الموسيقا التصويرية هي وليدة اللحظة لأنها تعتمد على الفكر والخيال وسرعة البديهة فالفكرة الموسيقية في معظم الأحيان تولد في لحظات وبحالات مفاجئة ولكن هذه اللحظات مرتبطة بالنهاية بالمخزون الفكري والموسيقي.

في معظم الأحيان نستطيع أن نعرف أن ما نسمعه هو من ألحان رضوان نصري قبل أن نكتشف ذلك فهل يعتبر ذلك بصمة خاصة أم إنك وقعت في فخ النمطية والتكرار؟

ممكن لأي موسيقي بالعالم أن يقع في فخ التكرار مهما كان على مستوى عال في الفكر والإبداع وهذا ليس خطأ إذا لم يتكرر هذا الأمر كثيراً، ولكن في الحالات العادية يكون لأي موسيقي بصمة خاصة به وتوقيع دائم وهذا التوقيع يخلق من خلال روحه الموسيقية التي مهما تعددت الأنماط الموسيقية يبق لها مكان معين يجب أن تقف فيه دائماً.

المتابع لأعمالك يلمس مسحة من الحزن والشجن في ألحانك؟

مسحة الحزن تأتي دوما من خلال الحياة وتجاربها وخصوصاً إذا كانت قاسية، ومن خلال شدة إحساسك بالآخرين ومشاكلهم، وأنا دوما أقول إن الفن يخلق من المعاناة لا من الترف واللامبالاة.

أحياناً يقوم بعض الموسيقيين بتأليف لحن ثم يؤلفون كلمات تناسبه (مثل ما حدث مع الموسيقار بليغ حمدي في أغنية أنا بعشقك) فهل حصل ذلك مع رضوان نصري؟

نعم الأمر يحصل كثيراً وهو أمر طبيعي مرتبط بشدة حب الملحن للكلمة أو أحياناً يكون لدى الملحن ملكة الكتابة الشعرية فيمكن أن يكتشف لحناً من خلال كلمة أو أن يكتشف كلمة من خلال لحن.

ما الذي يدفع موسيقياً لكتابة كلمات وتلحينها بنفسه؟

أحياناً كثيرة موهبة الموسيقا ممكن أن ترافقها موهبة الكتابة فاللحن والكلمة أحياناً كثيرة يكونان مترابطين عند المؤلف فبمجرد أن يضع لحناً معين تتحرك عنده الكلمات والمفردات، طبعا بالنهاية هذا مرتبط بدرجة ثقافة هذا الملحن وعمق إحساسه.

ما الأعمال التي شاركت فيها هذا العام؟ وهل هناك نوعية محددة من الأعمال تفضل أن تشارك بها أكثر من غيرها؟

شاركت بمسلسل الغالبون للمخرج باسل الخطيب، والجزء الثاني من مسلسل الدبور للمخرج تامر إسحاق، ومسلسل طالع الفضة للمخرج سيف الدين سبيعي، ومسلسل سوق الورق للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، ومسلسل أيام الدراسة للمخرج إياد نحاس وليس هناك أي نوع من الأعمال أفضل العمل بها دون سواها فأنا أحب أن أختبر نفسي وفني أينما وضعت.

بعض المخرجين (وأصحاب شركات الإنتاج) يتدخلون بالموسيقا التصويرية وعمل الموسيقي، فإلى أي حد يعطل هذا التدخل الإبداع الموسيقي؟

بقدر أهمية الموسيقي واقتناع الآخرين بأفكاره وبقدر قوة شخصيته الموسيقية التي تحد أي تدخل بعمله وبفكره وإلا فإن التدخلات الكثيرة تؤدي إلى كارثة موسيقية في النهاية.

هل يضطر الموسيقي إلى تقديم تنازلات لسير العمل؟

نعم أحياناً يضطر الموسيقي لتقديم تنازلات ولكن ليست بحجم كبير فأحياناً من الممكن أن تكون التنازلات مهمة للعمل وهي نتيجة حوار بناء بينه وبين المخرج والكاتب.

كيف تجد حال الموسيقيين في سورية؟ هل هناك إنصاف لهم قياسا إلى الدول الأخرى كمصر مثلا؟

كلا ليس هناك أي أنصاف، وخصوصاً لعدم وجود قانون الحماية الفكرية وعدم وجود مؤسسات تهتم بالموسيقا بعيداً عن عالم الدراما وعدم وجود مهرجانات عالية المستوى كما في مصر.

سمعنا عن اجتماع كان مقررا عقده بين الموسيقيين السوريين لملامسة مشاكلهم وفي محاولة لتطوير هذا النوع من الموسيقا. ماذا حدث في هذا الاجتماع؟

نعم اجتمعنا عدة مرات ووضعنا خطوات عملية للوصول لحياة موسيقية أفضل.

في هذا الوقت ماذا ولمن تسمع؟

أنا استمع لكل شيء يصدر لحناً سواء إن كنت أحبه أم أكرهه حتى لو كان فناً هابطاً أحب أن أتعرف إلى سبب هبوطه وسبب انتشاره رغم هبوطه.