2012/07/04

رغداء الشعراني المسرح عشق يصيبك.. لا تعلم متى وإلى أين يأخذك
رغداء الشعراني المسرح عشق يصيبك.. لا تعلم متى وإلى أين يأخذك


علاء الدين العالم – تشرين


استطاعت الفنانة الشابة رغداء الشعراني، خلال فترة وجيزة نسبياً أن تكون واحدة من الأسماء الإخراجية السورية القليلة التي يجذب اسمها جمهور المسرح، على نحو تغص عروضها بالجمهور،

وفي الوقت ذاته استطاعت أن تطرح جملة من القضايا الشبابية، بأسلوب مبتكر، وبتوظيف تقني لافت، صار علامة مسجلة لعروضها كلها..»تشرين» التقت المخرجة الشعراني وكان الحوار الآتي معها:

تلعبين في مسرحية «بلاد مافيها موت»، دور جنية الحكاية، حدثينا عن دورك، وما الذي تود أن تقوله جنية الحكاية للجمهور؟

«الموت نهاية محتومة والعالم فيها ملزومة أنا مافيي غيّر في غيري هو المسير».. هذه جملة مما تقوله الجنية في المسرحية, الموت حق في حياتنا نحن البشر, لا نعلم متى يأتي ولكن خلال فترة انتظاره علينا أن نفعل شيئاً في حياتنا, نقوم بفعل شيء مهم وله معنى، ونشعر بالنشوة لقيامنا بهذا الفعل.

قمتِ بإخراج عدة مسرحيات منها «تيامو، شوكولا, مومينت «، ما هي أسباب قربك من المسرح كممثلة أولاً، وكمخرجة ثانياً، وهل ترين أن المسرح هو المعبر الأفضل عن أفكارك وخبايا نفسك؟

يمكنك القول: إنه معبر بوابة لإيصال أفكاري للآخرين, وهو عشق يصيبك ولا تعلم من أين ولمَ وإلى أين يأخذك, ولكن ما تعلمه جيداً أنه يصعب التوقف عن هذا العشق الأبدي.

تعبّرين في أحد الحوارات عن الخوف الذي خالجك  من الدخول في غمار تجربة الاخراج المسرحي، ما هي أسباب هذا الخوف، وهل يتجدد هذا الخوف مع كل إخراج تقومين به؟

الخوف يأتي من المسؤولية التي تشعر بها تجاه أفكارك في البداية, ثم المسؤولية تجاه الممثلين المشاركين في العمل, ثم المسؤولية الأكبر هي الجمهور, وما ستقدمه له, لأنك في النهاية تُقدم عملاً يندرج تحت توقيعك ولكنه موجه للآخر ـ الجمهور, وأنا بالنسبة لي، فإن أي عمل هو مسؤولية يجب تحملها بسلبياتها وإيجابياتها وهفواتها, ومن المؤكد أن الخوف لا ينتهي مع كل عمل بل يتجدد لكن بشكل مختلف، وبوجوه جديدة.

من خلال الأعمال المسرحية التي قمتِ بإخراجها أردتِ أن تقدمي أفكاراً وتقولي للجمهور مقولات معينة، ما الذي تود إيصاله رغداء شعراني عن طريق خشبة المسرح؟

الفكرة الأساسية في أي عمل بالنسبة لي هي الإنسان، أي  نحن. أنا أرغب بإيصال أكبر الأفكار بطريقة بسيطة وبعيدة عن الاستسهال, وأرغب بإيصال كل كلمة تقال على المسرح لكل من يحضر العمل من أي طبقة اجتماعية ومهما كانت ثقافته, عموما التفكير بالجمهور ووصول كل ما نقدمه له هو في المرتبة الأولى في أي عمل أقدمه.

عملتِ في المسرح مخرجة وممثلة في عدة عروض مسرحية، أين تجدين ذاتك أكثر، في الإخراج أم في التمثيل ولماذا؟

في كلا الأمرين, ولكنهما لا يشبهان  بعضهما،  لكل منهما هاجسه ولكل منهما تعبه ومتعته, وكلاهما أحب.

لعبتِ أدواراً عدة في التلفزيون في مسلسلات منها «الزير سالم، أهل الغرام، شركاء يتقاسمون الخراب»، كيف تقيمين علاقتك كممثلة مع التلفزيون، وهل هناك قطيعة بينك وبين الدراما السورية؟

لا ليست هناك قطيعة بيني وبين الدراما التلفزيونية, أما فيما يخص طريقة عملي في التلفزيون، فأنا أتبع خطوات، أولى هذه الخطوات هو حب الدور الذي سألعبه،  من ثم فهم هذا الدور, ثم البحث عن تفاصيل الشخصية، من هنا تبدأ العلاقة بين الممثل والدور, وتنتهي بمحاولة تقديم الأفضل, والهدف هو تقديم شخصية مميزة.

لكل فنان حلم يريد تحقيقه، وهدف يصبو إليه، ماهو هدفك الذي تهدفين إلى تحقيقه، وماهو السبيل «مسرح، تلفزيون، سينما» الذي ستتخذينه طريقاً للوصول إلى هدفك؟

هدفي هو المسرح والسينما, وسأعمل إن شاء الله ما بوسعي خلال حياتي هذه لتحقيق هذا الهدف.

بدخولك عالم الإخراج المسرحي، أصبحت على مقربة من الحركة المسرحية في سورية، كمخرجة شابة كيف تقيمين الحياة المسرحية في سورية؟ وماهي الأسباب التي أدت الى قيام أزمة مسرحية في سورية؟

المسرح السوري من بداياته إلى الآن يحوي على أهم التجارب المسرحية والتي  تصنف فنياً من أهم التجارب في العالم, لكن برأيي للحفاظ على مابناه المسرحيون السوريون من قبلنا أمثال «سعد الله ونوس، وفواز الساجر، وممدوح عدوان وغيرهم» ولتطوير ما نقدمه اليوم، علينا معالجة بعض المشكلات. فالمشكلة الأساسية هي الاستخفاف بهذا النوع الفني, وعده درجة ثالثة بعد التلفزيون والسينما, هذا الاستخفاف يشمل ناحيتين, الناحية الفنية أي رفع المستوى الفني للقول عن أي عمل مسرحي أنه جيد, والناحية الثانية إنتاجياً، فإن أردنا أن نتحدث في الناحية الأولى وهي الناحية الفنية أقول: هذه الناحية تبدأ بالقائمين على الإنتاج المسرحي في سورية, فقد أثبتت التجارب أن حسن النيات في المسرح لا تنتج عرضاً جيداً, بمعنى أن القائمين حالياً على الإنتاج المسرحي وهي «مديرية المسارح والموسيقا», والتي أصبحت بدورها تقدم فرصاً لكل من يرغب بتقديم تجربة مسرحية، وهذا شيء إيجابي جدا, ولكن في الوقت نفسه، أرى أن الاستسهال وفسح المجال للجميع قد يوقعنا في مشكلة إنتاج مسرحيات سيئة، ولذلك يقع على عاتق مديرية المسارح والموسيقا تحديد حد أدنى لجودة العرض المسرحي وعدم قبول أي عرض لايحقق هذه الجودة كي نضمن نتاجاً مسرحياً عالي المستوى, للحفاظ على سوية جيدة للعرض المسرحي, وذلك عن طريق تشكيل لجنة يكون القائمون عليها من أهم المخرجين وأهم الكتاب والنقاد لتقييم العرض المسرحي قبل عرضه, لأن ما يحدث اليوم هو أن يقدم أحد المخرجين عرضاً مسرحياً سيئاً وبعدها يعود  المخرج نفسه يقدم عرضاً آخر في الموسم التالي, ويوافق له من دون الانتباه إلى أن هذا المخرج كان قد قدم من قبل عرضاً فاشلاً، وأنا أقول هذا بحسن النية وبحب والهدف من ذلك هو ألا نجبر مشاهدي المسرح في سورية على مشاهدة عرض سيء وآخر أسوأ.

أما الناحية الثانية وهي الإنتاج، فأرى أن رفع الأجور في المسرح, قد يكون عاملاً مهماً في جذب عدد أكبر من الممثلين والمخرجين للعمل في المسرح.