2015/04/20

رنا شميس
رنا شميس

الوطن - وائل العدس

قبل 12 عاماً خطت رنا شميس أولى خطواتها نحو الأضواء والشهرة عندما اختارها المخرج هيثم حقي لتكون إحدى بطلات مسلسله «الخيط الأبيض»، لتقدم بعدها الكثير من الأعمال منها «بيت جدي»، و«ليس سراباً»، و«طريق النحل»، و«قمر بني هاشم»، و«تخت شرقي»، و«أسعد الوراق»، و«رومانتيكا»، و«ضبوا الشناتي».

تؤكد ابنة الثانية والثلاثين أن طموحها يكمن دائماً بالبحث عن الجديد، وأنها تشعر بالاستمتاع واللذة عندما تنوع شخصيتها، فهي لا تحب العمل السهل ولا تحب تقديم الشخصيات البسيطة، وتؤمن بأن التمثيل فن راق يتم تقديمه كرسالة فنية اجتماعية بناءة بطريقة ممتعة وسلسة للجمهور.
درست في المعهد الطبي، لكنها لم تشبع تطلعاتها إلا عندما التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لتصبح بعدها من أبرز الوجوه الدرامية السورية.
«الوطن» التقت الفنانة السورية الشابة وكان لها الحوار التالي:
 
 بدايةً، حدثينا عن حضورك في الموسم الدرامي المنصرم.
بعد انتهاء شهر رمضان الماضي مباشرة، شاركت في بطولة خماسية «عاشقة الورد» ضمن خماسيات الجزء الثالث من «صرخة روح» مع المخرج إياد نحاس، وهي قريبة من الواقع ولا تتضمن أي صورة أو كلمة خارجة عن الحياء، وأؤدي فيها شخصية «نغم» وهي امرأة ذكية ولمّاحة، تعتمد على استخدام عقلها أكثر من عاطفتها، تشعر بخيانة زوجها لها، فتبدأ بإثارة غيرته وتنمي لديه إحساساً بأنها تقوم بخيانته علّه يشعر بما شعرت به، لكن النتيجة تكون سلبية ومفاجئة.
ومازالت مستمرة في تصوير مشاهدي في المسلسل العربي المشترك «علاقات خاصة»، وفيه سعدت كثيراً بالوقوف أمام كاميرا رشا شربتجي مجدداً، وقدمت في العمل شخصية فتاة تعاني من ضغوطات المجتمع وتعمل على تغيير واقعها، وهو دور جديد عليّ ومن أهم الأدوار في مسيرتي الفنية.
وقبل يومين باشرت في تصوير لوحات عدة من الجزء الحادي عشر من «بقعة ضوء» مع سيف الشيخ نجيب.
 
 يعني أنك اكتفيت (في سورية) بخماسية وعدة لوحات فقط؟ هل تشعرين أنك مقصرة بحق نفسك؟ أم أن الدراما السورية مقصرة بحقك؟
لا أقيس المسألة بالكم بل بالنوع، فقد اعتذرت عن عدد من الأعمال بسبب عدم ملاءمة الشخصيات المعروضة مع ما أطمح إليه ضمن رؤيتي الخاصة للتطور.
 
 تميزت في أكثر من عمل كوميدي، ما هي ميزات الشخصية الأنثوية الكوميدية في الدراما السورية؟ وما الذي يميزك عن باقي زميلاتك؟
الكوميديا من أصعب الأنواع الفنية، ولا تجسيد فيها للأنوثة ولا الذكورة، لأنها تكسر دائماً شرطية العمل من خلال تنوع «الكركترات»، وبالتالي فإن مصطلح «شخصية أنثوية كوميدية» جديد بالنسبة لي.
من وجهة نظري، أكثر ما يميز الممثل الكوميدي الحرية والخيال والالتقاطات الذكية، ثم تأتي الحرفية في إيصالها للمتلقي بأسلوب يوازي الجهد في إنجازها.
شخصياً، أسعى للتميز دائماً، وأسعى للخصوصية في تميزي عن زميلاتي، وخاصة أننا في سورية نعاني فقراً أنثوياً في العمل الكوميدي.
 
 لك تجربة إخراج مسرحي عام 2012 في «عرش الدم»، كيف تقيّمين هذه التجربة، ومتى نعود لنراك على الخشبة ممثلة أو مخرجة؟
كان لي شرف العمل مع أستاذي غسان مسعود في «عرش الدم»، وقد شجعني وجوده لخوض غمار هذه التجربة، لأنني لم أمتلك أي حافز نحو الإخراج عكس شغفي بالتمثيل التلفزيوني والمسرحي والسينمائي.
بكل الأحوال، فإن تاريخي منذ أن تخرجت حافل بالأعمال المسرحية النوعية، وفي العامين الماضيين كانت هناك بذور مشاريع مسرحية لم يكتب لها الظهور.
 
 تتهافت الفنانات السوريات لإنشاء صفحات للجمهور على الفيسبوك، في حين اكتفيتِ بصفحة شخصية فقط، لماذا؟
بسبب انشغالي بعملي وأسرتي لا أمتلك الكثير من الوقت لمواكبة التطور السريع للتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي.
أنشأت صفحة شخصية لضمان التواصل مع أصدقائي خاصة، والناس عامة، لكن إنشاء صفحة للجمهور فكرة جيدة مستقبلاً، ويمكن أن أخطوها عندما أرى الوقت مناسباً.
 
 تعتبرين من أقل الفنانات السوريات تواصلاً مع الإعلام، ما السبب؟
أعترف أني مقلة في ظهوري الإعلامي لكني لستُ مختفية، أتواصل مع الإعلام عندما يكون هذا التواصل ذا نتيجة وهدف، وعندما أرى أنني أمتلك ما أضيفه أو أشرحه أو أسلط الضوء عليه.
الإطلالات الإعلامية بالنسبة لي ليست لملء الفراغات أو المساحات، وما أقدمه على الشاشة يعكس ما أقوله أو ما سأقوله.
 
 درستِ بداية في المعهد الطبي، ما الذي دفعك لاحقاً للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية؟ وماذا تعلمتِ من الدراسة في كل معهد على حدة؟
دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية كانت بناء على اقتراح من أخي ليث الذي كان يدرس في المعهد العالي للموسيقا حينها، وأحمد اللـه أني وفقت في هذه الخطوة وتعرفت على جانب مهم من شخصيتي بأني أصلح لأكون ممثلة.
في المعهد الطبي تعلمت الدقة والإخلاص، وكيف للإنسانية أن تكون في أرقى أمكنتها، وتعلمت في المعهد الآخر أن التمثيل تشخيص فعلي لواقع الحال.
 
 مؤخراً أطلق عليك المحبون لقب «فراشة الدراما السورية»، هل يناسبك هذا اللقب؟
حتى الآن حصلت على لقبين هما «الجوكر»، و«فراشة الدراما» وأنا سعيدة بهما، ومن يطلق عليه لقب «الجوكر» يستطيع أن يكون «فراشة الشاشة»، و«وحش الشاشة».
 
  منذ مسلسل «الخيط الأبيض» عام 2003، وحتى عام 2015، ما الذي تغير في شخصية رنا شميس؟
النضج الفني في الأداء والاختيار، ومتابعة ما أقدمه بحثاً عن التطور.
 
 كيف تصفين شعور الأمومة؟ وهل يتقاطع اهتمامك بطفلك «وديع» بانشغالك في التمثيل؟ وهل تسرق الدراما وقتاً من حياتك الاجتماعية؟
لا أملك وصفاً لأرقى شعور بالكون، هو إحساس يصعب عليّ أن أظلمه وأقيده بالحروف. قدر المستطاع أحاول التوفيق بين حياتي الاجتماعية ومهنتي، وبالتأكيد أعطي الأولوية لأسرتي وطفلي.
 
 أنت ابنة محافظة اللاذقية، إذا وقفت الآن أمام البحر فماذا تقولين له؟
(لما بروح لوقّف قدام البحر ما بروح لأحكي، بروح لأسمع).