2012/07/04

روبرت باتنسون: مصاص الدماء الرومانسي
روبرت باتنسون: مصاص الدماء الرومانسي

سهام خلوصي – الكفاح العربي

صار نجماً بسرعة قياسية، ما ان أطل كبطل في أول جزء من رباعية "Twilight" في العام 2009. ومنذ ذلك الحين هو يعتبر أسطورة و"Sex-Symbol" تتركز عليه الأضواء الاعلامية ويتهافت عليه المعجبون. لكن روبرت باتنسون يريد أن يغير في صورته، وسنراه خلال العام الحالي في فيلمين دراميين يؤكدان قدراته كممثل. الأول هو "Water For Elephants" الذي بدأ عرضه قبل أيام على شاشاتنا. هنا اضاءة على الفيلم وعلى سيرة ومسيرة باتنسون، وحوار معه يلقي مزيداً من الضوء على شخصيته.

أحداث "Water For Elephants" تقع في أميركا في العام 1931. بعد موت والديه فجأة في حادث سيارة يترك جاكوب جانكوسكي دراسته كطبيب بيطري ويلتحق بسيرك جوال ويعهد اليه الاهتمام بالحيوانات.

لكن جاكوب يقع تحت سحر ماريانا نجمة السيرك ونراه يتنافر مع زوج النجمة الذي هو أيضاً مدير السيرك. والفيلم دراما عاطفية من اخراج فرنسيس لورانس وهو مقتبس من رواية للكاتبة سارة غروين، ويشارك باتنسون فيه البطولة ريز ويذرسبون وكريستوف والتز.

السؤال المطروح في الفيلم هو معرفة ما اذا كان روبرت يستطيع أن يلعب شيئاً آخر غير مصاص الدماء في ملحمة Twilight حيث يكتفي بتعبيرين فقط طوال الملحمة، والجواب هو نعم. فقد اختارته مجلة "Forbes" في مرتبة متقدمة بين "المشاهير الأكثر تأثيراً للعام 2010" بالاضافة الى جوائز عدة نالها في العامين 2009 و2010 عن الجزأين الأول والثاني من "Twilight" كأفضل ممثل وأفضل قبلة (مع كريستين ستيوارت).

هو الآن في الخامسة والعشرين وهو مصاص الدماء الأشهر في العالم، وهو كما يقول النقاد خليفة جود لاو. والمعجبون به يرون فيه صورة عصرية لجيمس دين، لكنه يرفض هذا كله ويريد أن يكون ممثلاً قديراً وحسب.

كيف بدأ روبرت باتنسون مسيرته؟ هو من مواليد 13 أيار (مايو) 1986 في لندن. والدته كلير تعمل في وكالة عرض أزياء ووالده يبيع المجموعات النادرة من السيارات في الولايات المتحدة. بدأ كعارض أزياء وهو ما زال في سن المراهقة. درس الموسيقى (عازف بيانو وغيتار) وشارك في فرقة موسيقية، وله أغنيتان استخدمتا كخلفية في أول جزء من فيلم "Twilight". في سن المراهقة ايضاً شارك في فرقة مسرحية وكانت خطاه الأولى في المسرح وعرف نجاحات في هذا المجال.

في العام 2004 شارك في فيلم تلفزيوني "Ring Of The Nibelung" كما شارك في فيلم سينمائي "Vanity Fair"، وفي العام 2005 اختير للمشاركة في "Harry Potter And The Goblet Of Fire"، وبعد فيلمين تلفزيونيين في العام 2006 عاد وشارك في "Harry Potter And The Order Of The Phoenix".

العام 2008 كان عام التحول في مسيرته بعدما شارك في فيلم "How To Be" اذ نال عن دوره جائزة أفضل ممثل في مهرجان ستراسبورغ، ومثل بطولة اول جزء من ملحمة "Twilight". الفيلم كان ظاهرة وحقق نجاحاً باهراً وجعل من بطله بين ليلة وضحاها نجماً يستقطب كل الأنظار، وأغرقه بالجوائز، كما أغرقه بحب الجمهور خصوصاً جيل الشباب وأصبح اسم باتنسون على كل لسان، وتحول الى نجم صاعد بقوة في هوليوود.

في العام 2009 لعب دور الرسام السوريالي سلفادور دالي في فيلم "Little Ashes" قبل أن يعود الى شخصية ادوارد كولن في الجزء الثاني "The Twilight Saga: New Moon" الذي أغرقه ايضاً بالجوائز وزاد في شهرته بعد نجاح الفيلم وأبطاله وعلى رأسهم باتنسون. وهو من أجل هذا الجزء الثاني اعتذر عن مشروع آخر كان قد استدعي من أجله "Parts Per Million" وقد قال فيه "انه واحد من أكثر السكريبتات الشاعرية التي قرأتها في حياتي"، ولأن تصويره تزامن مع تصوير الجزء الثاني من "Twilight" فقد اعتذر عنه. ويمكن القول ان روبرت في "Twilight" لا يمثل فقط دور مصاص الدماء لكنه يعيش شخصيتين، والثانية هي للشاب الرومانسي الذي تربطه ببيلا علاقة عاطفية، وتلعب الدور كريستين ستيوارت، وكلاهما، أي باتنسون وستيوارت، ارتبطا في الواقع بقصة عاطفية، وهذا ربما أثر في أدائهما في الفيلم فكان يأتي طبيعياً جداً.

ثم كان العام 2010 وفيه رأينا باتنسون في فيلم "Remember Me" وهو دراما شاركته فيها البطولة اميلي دو رافن، وكان باتنسون المنتج المنفذ للفيلم. كما رأيناه ايضاً هذه السنة في الجزء الثالث من "The Twilight Saga: Eclipse" ونجح الفيلم وأيضاً تصاعد نجاح بطله. هذا النجاح الهائل جعل منتجي السلسلة يقررون أن يقسموا الجزء الرابع والأخير الى فيلمين الأول سنراه خلال العام الحالي.

وفي انتظار القسم الأول من الجزء الرابع من ملحمة "Twilight" سنشاهد روبرت باتنسون في دورين بعيدين عن شخصية ادوارد كوين. الأول في فيلم "Bel Ami" بعد شهرين، وحالياً في فيلم "Water For Elephants" حيث يلعب شخصية جاكوب جانكوسكي البيطري الذي يهتم بحيوانات السيرك في اميركا الثلاثينيات.

عن هذين الفيلمين وعن جوانب أخرى من حياته يتحدث باتنسون في هذا الحوار كاشفاً عن بعض أنماط تفكيره وأدائه:

■ أنت تصور كثيراً. بالاضافة الى الجزأين الأخيرين من ملحمة "Twilight"، سنشاهد في حزيران (يونيو) فيلم "Bel Ami". الآن نحن نشاهد فيلم "Water For Elephants" للمخرج فرنسيس لورنس. ما الذي جذبك الى دور جاكوب جانكوسكي مدرب الحيوانات في سيرك؟

- أولاً كتاب الروائية الشابة سارة غروين الذي حقق نجاحاً هائلاً في الولايات المتحدة، حيث تجري الأحداث في اعوام العشرينيات داخل سيرك. الدور كان فرصتي لأعيش بين الحيوانات وألمس الاشياء الحسية، بعيداً عن أجواء الرعب.

■ يبدو انك منجذب الى الماضي الروائي الحالم؟

- نعم، وهذا من بين الأشياء التي احبها تاريخ اميركا. بعد قراءتي السيناريو أحسست رأساً انني متمسك به. وبدا لي بديهياً وسهلاً. جاكوب شخص مضطرب وغامض، فقد والديه وهو لا يريد أن ينبش أحد في ماضيه، وإذا هو اندمج في هذا السيرك المتجول، فلأنه يريد أن يمارس خبرته كبيطري، وهو يجهل انه سيعيش قصة حب عنيفة ومحظورة.

■ شخصيتك تتحدد كما يأتي: شخص وحيد، غير مفهوم من الآخرين، وجذاب جداً. انها نقطة مشتركة في كل شخصياتك؟

- هذا صحيح، كما لو ان ادوارد، بطل "Twilight"، كان السلك الأحمر لكل هذه الأدوار. جاكوب يرى الاشياء اسود أو ابيض. بينما ادوارد يميز دوماً بين الخير والشر. بطريقة أو بأخرى، شخصياتي هي مانوية (مذهب ماني يستند الى الصراع بين النور والظلام). لذلك أحاول أن أحمل هذه الشخصيات تعقيداً داخلياً.

■ من اجل فيلم "Bel Ami" كيف اشتغلت؟

- قررت القبول لأن موباسان هو كاتبي الفرنسي المفضل، وروايته "Bel Ami" هي من الكلاسيكيات الكبيرة. ومع ايما ثورمن وكريستين سكوت توماس وكريستينا ريتشي، زميلاتي في اللعبة، تسلينا كثيراً. ركزت لعبتي على الحرية الكبيرة للحركة. انها أول شخصية ألعبها على مستوى القمة. جورج هنا مدمر. انها لعبة لا أحد فيها يحترم القواعد، وهو شخص لديه علاقات والمظاهر الخداعة فيها هي المهم. لا يعنيه شيء، يفعل إلا ما يحلو له، وهذا بالتحديد ما يعجب النساء.

■ تقريباً كما أنت؟

- آه لا! ليس لدي شيء من مواصفات الدون جوان. كل ما يحصل الآن من المعجبين يتجاوزني. صراحة ليس لدي شيء من الـ"Sex-Appeal". يكفي أن تبحثوا في لوس انجلوس او لندن أو باريس لتجدوا أعداداً كبيرة مثلي. أنا لست جيمس دين.

■ هناك جانب متمرد لديك، من هم ممثلوك المفضلون في السينما؟

- أحب للممثل جيمس دين الذي لم يمثل سوى ثلاثة افلام في حياته، أبرزها فيلم "Geant" مع اليزابيت تايلور. لكن بالنسبة إلي فإن ايقونتي الكبيرة للستينيات هو مارلون براندو. مع هذا النوع من الغضب الباطني، وهذه الثنائية بين الرجولية والحنان الدفين. أنا ايضا معجب بأفلام الغانغستر مع جيمس غاغني وبول نيومان. وبالنسبة الى الممثلات أنا اعشق ايزابيل هوبير وممثلات العصر الذهبي في هوليوود، كما ايفا غاردنر المثيرة، وكاترين هيبورن القديرة، وأحب كريستين ستيوارت التي أعجب بتمثيلها ولديها شيء من هيبورن.

■ أودري أكثر من كاترين؟

- لا، كاترين. أنا لست معجباً بأودري. أعرف أنها تعجب الفتيات من جيلي، لكنني أجدها "Girly" كثيراً.

■ أي نوع من النساء يجذبنك؟

- أنا لا أكره الذكيات. تجذبني الفتاة الحازمة نوعا ما، والتي تملك فكرة عن معنى الحياة، وتقرأ كثيرا. لا استطيع ان اقول انني افضل الشقراوات او السمراوات او الصهباوات. أحب الحساسات العاطفيات والانيقات ـ بمعنى أن الاناقة هي معرفة ما يليق بصاحبها ـ فالملابس التي تحمل الماركات المهمة لا تضمن المظهر الجيد. اعتقد قبل كل شيء أن على الشخص ان يبقى وفياً لذاته. أما وقد قلت ذلك، فأنا اعشق مظهر شانيل حتى بالنسبة الى الشاشات الصغيرة.

■ هل أنت ضحية الموضة؟

- انت ترى السترة القديمة التي ألبسها اليوم. وجدتها في حقيبة قديمة وأنا أملكها منذ 15 عاماً. انها Agnes B وهي ما زالت جيدة.

أنا معجب بمارك جاكوب وبرونزا شولر. وأشتري سراويل كثيرة من عند دريس فان نوتن. الموضة مهمة جداً خصوصاً في السينما. أفكر حالياً مثلاً بجان بول غوتييه في فيلم "الحاسة الخامسة". تصميماته مهرت الفيلم وميزته.

■ هل تتعطر بعطر معين؟

- عطري رائحة جلدي (يضحك).

■ ما هو المشروع الذي يشغلك الآن ويلامس قلبك؟

- في صباح أحد الايام رن الهاتف وكان على طرف الخط ديفيد كرونونبرغ. عرض علي أن أمثل في فيلمه المقبل: "Cosmopolis". كان الأمر كما لو ان هيتشكوك يتوسلني. كرونونبرغ مخرج كبير جداً. واكتمل الخبر السعيد عندما عرفت أن جولييت بينوش ستشاركني البطولة الى جانب ماتيو اماليرك المخرج والممثل الفرنسي الموهوب. الفيلم اقتباس من قصة للكاتب دون لوليلو، وهو احد الكتاب المفضلين لدي. الدور صعب جداً: يوم مجنون في حياة ملياردير ستنقلب حياته في خلال أربع وعشرين ساعة. انه فعلاً مشوق.

■ ماذا تفعل في الايام التي لا تعمل فيها؟

- حسناً، المشكلة هي انني لا اعرف البطالة. أنا اصور كل الوقت. حياتي تختصر بالعمل. بل انني لا أملك منزلاً. منزلي هو الفندق. بالطبع الاقامة في الفندق لها ايجابيات، وهي أن غرفتك تبقى مرتبة كل يوم. لكن بدأت أحس كما لو انني لا جذور لي. ما ان اجد ساعة فراغ حتى أتمرن على العزف على الغيتار. والأهم انني في ساعات الفراغ اقرأ. أنا نهم قراءة.

■ هل تقرأ لكتاب معاصرين؟

- معاصرون وغير معاصرين. حالياً بدأت قراءة "Underworld" للروائي دون دوليلو، ولدي تفضيل للكاتب الفرنسي ميشال هولبيك. وفي كتابه "Le Sens Du Cambat" كتب هذه الجملة التي تتردد في نفسي: اجتزنا متاعب وملذات من دون أن نستعيد طعم أحلام الطفولة. أحس نفسي قريباً من أبطال هولبيك.