2012/07/04

ريم عبد العزيز : خطواتي مدروسة جداً
ريم عبد العزيز : خطواتي مدروسة جداً


أمينة عباس – البعث


لا يمكن لمن يلتقيها إلا أن يصاب بعدوى الحب والتواضع الذي تنثره على من حولها لإحساسها المرهف العالي ولعفويتها وصدقها وثقتها العالية بنفسها، وليس ذلك غريباً عنها، والفن بالنسبة لها كالهواء الذي يجعلها تستمر سعيدة في الحياة وهي التي تنشّقت نسماته منذ الصغر..

ومن يتابع مسيرتها يدرك تماماً أنها تعرف ماذا تريد، من هنا تبدو خياراتها واضحة ودقيقة، ولأنها لا تشبه أحداً ارتادت أماكن لم يرتدها أحد حباً في الاكتشاف والتميز ولامتلاكها طاقة إبداعية لا حدود لها.. إنها الفنانة ريم عبد العزيز التي التقتها "البعث" وكان الحوار التالي :

< من المعروف أنكِ أول مخرجة للفيديو كليب في سورية، حدِّثينا عن هذا الاهتمام لديكِ إلى جانب التمثيل؟.

<< يسعدني جداً أن أكون أول مخرجة فيديو كليب في سورية، خاصة وأن هذا المجال مازال مقتصراً على المخرجين الشباب، وأذكر أنني قدمتُ أول فيديو كليب عام 2001 لتتتالى أعمالي بعد ذلك، ومعظمها كانت لأختي المطربة سمر عبد العزيز، وقد غبتُ عن الساحة الإخراجية نتيجة سفري إلى مصر واستقراري فيها ثلاث سنوات، وبعد عودتي إلى سورية لبيتُ طلب المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حينها عندما استدعاني للعمل في التلفزيون بصفة مخرجة في مجال الفيديو كليب، وكان ذلك منذ أكثر من سنتين، فقدمتُ أول عمل لي بهذه الصفة عندما أخرجتُ دويتّو لأختي سمر والفنان الراحل عازار حبيب كان قد تم تسجيله قبل رحيله بفترة قصيرة، وكنتُ سعيدة جداً أن هذا العمل لاقى صدى طيباً، لدى أصحاب الخبرة والاختصاص و الجمهور.

< مازالت الدراما السورية رغم نجاحها الكبير تفتقر إلى وجود المخرجات.. ألا يغريك هذا بالعمل فيها؟.

<< أذكر أن أحد المخرجين قال لي بعد متابعته لأعمالي في مجال الفيديو كليب: إن ما أعمله أصعب بكثير من العمل في مجال الإخراج الدرامي، وأنا أؤكد هذا الكلام، لذلك أنا أريد الأصعب.. وبالعموم لن أكون بعيدة عن الدراما كمخرجة، وسأخوض هذه التجربة بمجرد أن أجد ما يغريني لأنني أرفض تقديم عمل يشبه ما يُقدَّم على الساحة.

< كيف تنظرين إلى تجربة المخرجات السوريات في الدراما؟.

<< إن أردتُ أن أتوقف عند تجارب بعض المخرجات أشير إلى تجربة رشا شربتجي التي عملتُ معها عندما كانت مخرجة منفّذة إلى جانب والدها المخرج المعروف هشام شربتجي في عمليه "أنت عمري" و"قلّة ذوق وكترة غلبة" ورغم عدم تعاوني معها عندما انتقلت إلى الإخراج إلا أنني تابعتُ ما قدمته وهي مخرجة متمكنة، تعرف ماذا تريد.

< تتعدد اليوم قيادات العمل الدرامي، فمن هي القيادة الحقيقية للعمل الدرامي برأيك؟

<<المخرج هو الأساس في سير العمل الدرامي باتجاه صحيح لأن المنتج طرف يقدم رأس المال وبالتالي أنا لا ألومه مهما كانت أفكاره ومشاريعه. من هنا أرى أن المخرج هو قائد العمل الدرامي وهو الذي يتحمّل المسؤولية الكبرى في إيصاله إلى شط الأمان .

< ولكن يقال، إن المخرج لم يعد يقود العمل الدرامي، وأضحى رأس المال هو صاحب الكلمة الفصل في أي عمل .

<< من المؤسف أن ذلك صحيح، والمطلوب ألا يقبل المخرج بهكذا وضع لأن المخرج يجب أن يبقى هو الموجّه والقائد في العمل، ويجب ألا يتخلى عن دوره لأطراف أخرى غير مؤهلة لأن المسؤولية أولاً وأخيراً تقع على عاتقه.

< أنت من مدينة حلب وشاركتِ في بعض أعمال البيئة الحلبية، فكيف تفسّرين عدم نجاحها مقارنة مع النجاح الذي حققته أعمال البيئة الشامية؟.

<< يجب أن نعترف أن الأعمال الحلبية التي نجحت هي تلك التي قدمها المخرج هيثم حقي كـ "خان الحرير" و"الثريا" والمخرج علاء الدين كوكش كـ "البيوت أسرار" ومشكلة الأعمال الحلبية عموماً أنها لم تنل حظها من العرض والمتابعة نتيجة عدم تسليط الضوء عليها بالشكل المطلوب.

< عدتِ من مصر منذ نحو سنتين ونصف ومازال حضورك خجولاً نوعاً ما في الدراما السورية، فما هي الأسباب؟.

<< هذا السؤال يجب أن يُطرَح على المخرجين، وأنا راضية نوعاً ما عما أنجزتُه في هذه الفترة القصيرة، وأنا متأكدة أن هذا الحضور كان من الممكن أن يكون مختلفاً، ولكن الجميع بات يعرف أن الممثل محكوم بطرف ما يطلبه، مع الإشارة إلى أن إشكاليات الوسط الدرامي من غيرة وحسد وشللية قد تؤثر على شكل هذا الحضور ونوعيته.

< هل تعتقدين أن الدراما السورية اليوم بحاجة إلى إعادة لترتيب أوراقها؟.

<< أعتقد أنها بحاجة لأن تفعل ذلك في كل الأوقات والمراحل حتى لا تراوح في مكانها ولتحافظ على استمراريتها، ولأن الدراما السورية لم تأتِ من فراغ بل لها تاريخ عريق بأعمالها وفنانينها الذين ساهموا في تطورها ووصولها إلى المكانة التي تحتلها اليوم، لذلك من غير المنطقي والمقبول أن تتراجع، وحتى لا يحدث ذلك أحذّر من العشوائية والفوضى اللتين بدأتا تدبّان في أوصالها.

< اتجهتِ إلى مصر كرمى لعيون السينما، ومع هذا لعبت الصدفة دوراً في ذلك، فماذا حدث؟

<<اتجهتُ إلى مصر وشاركتُ بدايةً في مسلسل "على جناح التبريزي" في حين شاركت أختي سمر في فيلم "علاقات خاصة" مع المخرج إيهاب لمعي، وما إن شاهدني حتى قال لي إنني سأكون بطلة فيلمه الجديد، فكان فيلم "عالهوا" الذي اعتبره نقلة نوعية في مسيرتي الفنية

< تطمحين لأن تكوني في هوليود، ويقال إن الفرصة أتتكِ ورفضتِ ذلك، فهل هذا صحيح؟.

<< طموحي الدائم الذي لا يمكن أن أتنازل عنه،  وأنا بانتظار الفرصة المناسبة لتحقيقه.. نعم، الفرصة أتتني ولكنني رفضتُها لأن المنتج والمخرج الذي دعاني إلى هوليود ربط ذلك بالزواج مني وهذا ما جعلني أرفض.