2013/05/29

زياد الرحباني بعيداً من وحول السياسة
زياد الرحباني بعيداً من وحول السياسة


سيد محمود – الحياة

قال الموسيقار اللبناني زياد الرحباني إن «الرحابنة لو عاشوا بيننا إلى الآن لأنكروا صورة لبنان المثالي الذي خلقوه في مسرحهم».

وكشف الرحباني الكثير من أسرار علاقته بالسيدة فيروز في لقاء مسجل يبث اليوم عبر محطة «إم بي سي مصر» من خلال برنامج «جملة مفيدة» الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي.

ووفّر البرنامج للرحباني للمرة الأولى في برنامج تلفزيوني آلة بيانو أدى عليها خلال التصوير الذي تمّ الأسبوع الماضي في اختتام زيارة قام بها صاحب «هدوء نسبي» للقاهرة وأحيا خلالها حفلة اختتام «مهرجان القاهرة الدولي الخامس لموسيقى الجاز».

وأدى الرحباني خلال المقابلة الكثير من مقطوعاته الموسيقية بصحبة عازف الكونترباص أندريه سيجون، وفضّل الظهور في صورة الموسيقي مبتعداً عن السياسة. وخلال المقابلة أكد أن «السيدة فيروز في الحياة لا تشبه صورتها على المسرح، فهي على المسرح تصاب بعارض المجد»، وأضاف: «صورتها الحقيقية أقرب للأغنيات التي قدمناها معاً. ورأى أن الرحابنة لو واصلوا العمل إلى الآن لقدموا صورة مختلفة عن الوطن وقال: «أسمع الموسيقى الرحبانية بمعزل عن خطاب تلك الأغنيات الممتلئة بشعارات الرومانسية ونوع من التحليق».

واستغرق زياد في حديث مطول عن علاقته بالموسيقى المصرية لافتاً إلى أن والده الراحل عاصي الرحباني كان يقول له: «لديك عرق مصري» في إشارة لتأثره الشديد بالموسيقى المصرية وأعلامها سيد درويش وزكريا أحمد وقال: «الأخير هو الشخص الوحيد الذي أعلق له صورة في صالون منزلي ببيروت، حتى إن الكثير من زوار البيت يعتقدون بأنه أحد أفراد عائلتي وأنا أراه كذلك».

وفرّق صاحب «بما انو» في المقابلة بين مدرستين موسيقيتين في مصر الأولى سماها مدرسة المثقفين والثانية مدرسة «المناقيش»، مؤكداً أنه ينتمي إلى المدرسة الثانية التي تنفر من الزخارف الموسيقية وتميل إلى البساطة.

وأعرب عن أمنيته في أن يستطيع ذات يوم العودة إلى أغنيات أم كلثوم ليشتغل عليها توزيعاً، وقال: «أرغب في العمل على موسيقى «القلب يعشق كل جميل» بمختلف مقطوعاتها التراتبية. وروى الرحباني قصة توزيعه لأغنية «أهو ده اللي صار» للموسيقار سيد درويش وقال: «اقترحت على فيروز تأدية هذه الأغنية عندما جاءت إلى مصر في عام 1989 وقدمت حفلتها الأخيرة على مسرح الصوت والضوء، وكان استقبال الجمهور لافتاً لمقطوعة أردت أن أهديه إياها».

وتابع: «أفتخر بأن هناك من يربط موسيقاي بموسيقي سيد درويش، طالما أن هذا الربط قائم على التواصل بين الأجيال وليس النسخ أو التكرار». وتحدث كذلك عن صداقته بالشاعر أحمد فؤاد نجم وعن أمل لم يتحقق له في التعاون مع المغني المصري الراحل إمام عيسى الذي رأى أن في صوته الكثير الذي يقربه من صديقه المغني الراحل جوزيف صقر، وقال: «التقيت بالشيخ إمام لكن متعهد حفلاته في بيروت كان دوماً يتدخل لينهي المقابلة قبل أن نصل إلى صيغة تعاون».

وذكّر الرحباني بأن فيروز احتفظت بأغنية «كيفك أنت» لأربع سنوات قبل أن تقبل بتأديتها لأنها كانت تخشى رد فعل جمهورها القديم، لكن التجاوب أبهرها لأن الأسطوانة ظلت الأكثر مبيعاً طوال عام. وكشف زياد عن مشكلات كادت تواجه فيروز بسبب أغنية «عودك رنان» لأن بعض اللبنانيين فهموا الأغنية على خلفية طائفية بينما كانت تؤديها فيروز تحية لعازف العود الذي كان يعمل معها واسمه «علي».

وخلال المقابلة مع منى الشاذلي، قال الرحباني إنه تأثر بوالده عاصي، وإنه يدين له بالكثير مما وصل إليه. وأوضح أن والده عامله في سن صغير في شكل احترافي حتى إنه اشترى أغنية «هدير البوسطة» بـ500 ليرة بعدما استمع إليها في إحدى المسرحيات، وأعطاها لفيروز وغنتها الفرقة في باريس للمرة الأولى. وتحدث زياد مطولاً عن طفولته ومراهقته وخيبة أمله في التمرد على العائلة، وقال: «لم أنعم بحياة متمردة تليق بمراهق».