2013/05/29

	زياد مولوي.... خفيف الظل
زياد مولوي.... خفيف الظل


مظهر الحكيم – الوطن السورية


إذا تتبعنا البدايات نجده شاباً ممتلئ الجسم.. خفيف الظل.. لازمته هذه الصفة منذ البداية حتى النهاية... كان طموحا بحيث قدّم نفسه للجميع دون استثناء.. وكنت أنا واحداً منهم... دعمه الجميع لخفّة ظلّه.. ولهذا الكركتر الذي نفتقده في الوسط الفني... أصبح صديقاً لمعظم من حوله... ازدادت صلة الترابط وفتح قلبه وعقله وأظهر حبّه واحترامه لكل من كان قريبا منه.

وكانت البداية.... زياد مولوي في... مقالب غوار... حمام الهنا.

تكرر حضوره في المسرح.. عملنا معاً وقدّمنا أعمالاً مهمة إضافة للتلفزيون والسينما. أزاح الستار عن خجله وأظهر شخصية جديدة وهي حبّ الظهور وطموحه للنجومية. بدأ بالإنتاج المسرحي والسينمائي والتلفزيوني.. وشاركته بأغلب أعماله... أولاً كأصدقاء وثانيا لحرصي على طموحه الذي هو طموح كل فنان يسعى للصعود إلى القمّة باجتهاد وعصامية..

وكان الإنتاج السينمائي هو أول قاعدة له للأدوار الأولى.. شاركتُه مع نجوم حضروا من مصر ولبنان... وفي المسرح كانت مسرحية شاهد ماشفش حاجة التي تحولت إلى مسرحية محلّية سوريّة وقدمها على مسرح سينما الخيّام وشاركته بطولتها مع نخبة من نجوم دمشق منهم نبيلة النابلسي محمد الطيب عبد السلام الطيب بشار القاضي ومجموعة من الزملاء الفنانين.

استمرت معركته مع هذا العالم الفني المرعب.. نعم مرعب أقولها بجرأة لأن هذا العالم الفني مبدع بقدراته... مرعب بصراعاته الداخلية.. الكل يريد أن ينهش بالكل ولكن زياد صبر وتجاوز وانطلق يحاول الصمود في وجه هذا التيار يساعده حب جمهوره له.. «لخفيف الظل».

طال الصراع حتى وصل إلى صحته.. تحمّل الألم وتابع الكفاح.

أثبت وجوده كمخرج في هيئة الإذاعة والتلفزيون وقدّم أعمالاً خاصة به وأعمالاً لغيره. تابع مشواره بهدوء وصمت ومعاناة وفي الوقت نفسه قدّم خدماته للجميع في نقابة الفنانين عندما أصبح عضواً في مجلس الإدارة..

زياد لم يكتفِ بدمشق.. بل وصل إلى لبنان والأردن ومصر.

زياد بكل خفقات قلبه حاول أن يصنع بصمة مهمة في كل المجالات حتى برامج المنوعات أوجد لنفسه مساحة خاصة فيها.. ولا ننسى من دعمه وساعده ووقف إلى جانبه حتى النهاية.

زياد شاب من الشبان الذين تسللوا إلى الوسط الفني فأصبح واحداً من ألمع نجومه، لم تسمح له الظروف بالمتابعة في الإنتاج السينمائي لذلك ركّز على مساحته الخاصة في الأدوار التلفزيونية التي كانت تسند له آنذاك.. فقدم نوعية مختلفة تقبّله فيها الجمهور بحب واهتمام وهي الأدوار الجادة.. تماما كما تقبله في أدواره الكوميدية مع دريد ونهاد.

إنه زياد الذي بدأ مرضه بالتسارع في الانتشار ويستهلك صحته وبنيته القوية وعافيته فامتدت الأيادي أكثر لتسانده وتدعمه وتقف معه.. ولكن القدر ومشيئته طالت روح هذا الشاب المترقب للقمة والطموح إلى الوصول إليها والحفاظ عليها كنت أود لو باستطاعتي ذكر أسماء كل من وقف معه من البداية حتى النهاية ولكنهم أصروا على ألا أفعل.

كل الشكر لهم باسمي وباسم عائلة المولوي وأظن أن زياد يشكرهم إلى اليوم فهو صديق صادق.

رحمك اللـه أخي وصديقي وأطال اللـه عمر كل من بقي ليتابع مشوار الإبداع في الزمن الصعب.