2013/05/29

سامر المصري، هنيئاً لك هذا الشرق السعيد
سامر المصري، هنيئاً لك هذا الشرق السعيد


سامر محمد إسماعيل – الأخبار


غريبة حقاً هذه العلاقة المتشنجة بين الممثل سامر المصري والصحافة! يردّ على مقال للزميل وسام كنعان، ويطلق تهمة «انتقادات مأجورة» على كتابات صحافية تناولت أو ستتناول «رائعته» الخالدة «ملك التاكسي». يظن المصري أن صحافيي سوريا اليوم لا همَّ لهم سوى متابعته على قناته «روتانا خليجية». يقول في معرض رده على كنعان: «انتظروا مقالات مشابهة لصحافيين من زمرة سامر إسماعيل وأبيّ حسن، وريما الحايك وقيس مصطفى».

أبو جانتي؟ من يتابع أبو جانتي أصلاً في سوريا التي تختلج على خوخها المبكر، متخبطةً في دماء أبنائها ومجاعاتهم للحرية؟ مَن له جلَد على متابعة تلك المسلسلات اللئيمة العابقة بالتهريج والارتجال والسطحية؟ «أبو جانتي» في جزئه الأول ــ لمن يتذكر ــ حوّل نشيداً شعبياً محبباً عند السوريين من صيغة «أنا سوري آه يا نيالي» إلى صيغة عراضة شامية: «أنا سوري بس خشخشلي بالريالي». لقد باع المصري واشترى بحجة «الدراما». أهان الشخصية السورية. أحالها إلى ماركة رخيصة. هل تذكرون تلك الحلقة التي زوّج فيها «ملك التاكسي» أحد الأثرياء السعوديين بفتاة سورية تصغره بثلاثين عاماً؟ تذكرون البازار البصري الذي صدّر نساء سوريا لمشيخات النفط على هيئة كوميديا شعبية؟ أبو جانتي يحكي آلام الشباب الهاربين من بلادهم. حلو! لكن المصري الذي تصدّر حملة البروباغاندا للسلطة في سوريا بعد اتهامها بقتل الحريري، لا يتذكر الآن أغنيته «فيء يا بو زهدي فيء، بلش يا حبيبي التحئيء» التي كتبها ولحنها وغناها للتهكم على الاتهامات الموجهة إلى سوريا حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني.

«أبو جانتي» سائق محترم في مواخير الليل في دبي؟ عجبي! «دبي وليس تل أبيب» كما يقول «عكيد الحارة». هل يعرف المصري أن «دبيّه» هذه أرسلت «قنابل سويسرية الصنع» لقتل الناس في شوارع دمشق وحمص وحلب؟ هل تابع المصري هذه الفضيحة وهو يقود سيارته في شوارع دبي؟ هل يعرف المصري أن «روتانا خليجية» ناشرة الثقافة والمعرفة والفيديو كليب في العالم العربي، تعود ملكيتها للوليد بن طلال الذي يعتبر قارون عصره وأوانه بثروته (19 مليار دولار) التي ليس لأبناء المملكة حق فيها؟ هل يعرف أن محطة بن طلال التي وُضعت في خدمة تشويه الذوق العربي، بالاتفاق مع كبير الإعلام الصهيوني روبرت مردوخ، قد أنجزت مهمتها في الإجهاز على ذائقتنا الموسيقية، بينما تستكمل إجهازها على ذائقتنا الدرامية؟ هل يدرك المصري أن أموال بن طلال «المستقلة» ساندت مردوخ إثر فضائح مؤسساته الإعلامية التي كانت تتجسس لسنوات طويلة على 4000 مواطن بريطاني من قبل صحافيي جريدة News of The World؟ هل يعلم أن مردوخ قرر اقتحام السوق العربية والتأثير على 335 مليون عربي بشرائه 9% من أسهم «روتانا» (المستقلة) قابلة للمضاعفة مستقبلاً بقيمة 70 مليون دولار؟ هل يعرف «أبو شهاب» أن مجموعة إمبراطور الإعلام مردوخ ـــ شريك «روتانا»، تستثمر داخل إسرائيل من خلال شركة NDS News Datacom التي تعمل في التكنولوجيا الرقمية والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية؟ هذه الشركة التي دعمت بقوة حملة التغطية والتشجيع الهائل لإسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان عام 2006؟ ثم ماذا بعد؟ مال النفط المنهوب مقابل شراء كل شيء في هذا الشرق السعيد؟ يقول المصري «انتقادات مأجورة» عن مقالات الصحافة السورية التي تفتقد برأيه «الموضوعية وتتصف بالولاء الشخصي»! إذاً، ماذا نسمي أغنية «فيء يا بو زهدي»؟ هل هي في إطار جمع تبرعات لتيار «المستقبل»؟ فعلاً غريب! البارحة كنت ضد الحريري في أغنية كتبتها الاستخبارات السورية، واليوم صرت نجماً من نجوم «الإعلام السعودي المستقل»! شكراً جزيلاً، وللحديث بقية إذا أحببت يا صديقي المغترب المقهور؟


* صحافي سوري