2012/07/04

"سامر رضوان" يعلن عن جزءٍ ثالث للـ"الولادة من الخاصرة"
"سامر رضوان" يعلن عن جزءٍ ثالث للـ"الولادة من الخاصرة"

لايمكن أن أتغاضى عن أوجاع الناس، وكتبت "الولادة من الخاصرة" في لحظة ضمير.

 

إقرأ كذلك: الملف الكامل لمسلسل الولادة من الخاصرة الجزء الثالث - منبر الموتى

 

خاص بوسطة- محمد الأزن

يفرد موقع «بوسطة» الجزء الثاني من المقابلة الحصرية مع الكاتب "سامر رضوان" للحديث عن "ساعات الجمر" حيث يتنامى دور الشخصيات التي تألقت في مسلسل "الولادة من الخاصرة" بجزئه الأول، وتغيب شخصيات أخرى لم يكن بإمكان الكاتب تصعيد دورها على نحوٍ فاعل ففضّل التخلص منها لكي لا تشكل عبئاً على مقترحه الحكائي، فيما تدخل على خط الصراع شخصيات أخرى مثيرة للجدل إلا أنها تقتبس مرجعياتها من الواقع المعاصر، وتبقي الاحتمالات مفتوحةً على جزء ثالث للعمل أعلن "رضوان" لـ«بوسطة»  بأنه قيد الكتابة.

 

من سيغيب؟ ومن سيحضر على قائمة أبطال الجزء الثاني لمسلسل "الولادة من الخاصرة"- "ساعات الجمر"، ولماذا سيكون هناك جزء ثالث من المسلسل؟ وماهي النقلة المقبلة في عوالم هذا الكاتب الذي قوبلت أعماله باحتفاءٍ جماهيري لافت، وأثارت الكثير من الجدل منذ نصّه الدرامي الأول "لعنة الطين"...؟ أسئلة يجيب عنها "سامر رضوان" في الجزء الثاني من مقابلةٍ حصرية لموقع «بوسطة» بدأنا بنشرها قبل أيام  ...

 

حينما سمعنا بعنوان مسلسل "الولادة من الخاصرة" تحرضتّ في ذهننا العديد من التساؤلات، وعندما تم الإعلان عن عنوان الجزء الثاني للمسلسل "ساعات الجمر" شعرنا بنوع من الصدمة، إلى أين يريد "سامر رضوان" الوصول من وراء هذا العنوان؟

"أترك العنوان دائماً في فضاء دلالي خاص بالمتلقي، وعليه أن يختار الصيغة التي تناسبه وتريح فهمه، ولا أريد أن أفرض عليه ما أشاء، أنا قدمت مجرد مقترح للعنوان هو (ساعات الجمر)، وعندما سيعرض العمل سيفسح عن مضمونه لشريحة معينة، لأنني كما قلت سابقاً أؤمن بأن الدراما استحقاق، وليست بمتناول الجميع، وعليها أن تكون ذلك، فأنا أتعامل معها كما أعامل القصيدة حينما تلقيها أمام عدد هائل من الناس، هناك أشخاص تصلهم، وهناك أشخاص لا تصلهم".

نحاول في هذه المقابلة أن نعمل بنصيحة المخرجة "رشا شربتجي" التي أحالتنا إليك للإجابة عن بعض الأسئلة التي تتعلق بالجزء الثاني من "الولادة من الخاصرة"- "ساعات الجمر"، وأول أسئلتنا في هذا المجال: كيف استطاع "سامر رضوان" تجاوز مجموعة العقد في بناء أحداث الجزء الثاني وأولها قصة "رؤوف" الذي اعتقل في نهاية الجزء الأول؟

"لا يمكنني البوح في هذه المرحلة بالطريقة التي انتهجتها في بناء أحداث الجزء الثاني من المسلسل، ولكن أتمنى أن اقنع المتلقي بتنامي شخصيات المسلسل، على الأقل يمكن القول أن هناك بعض الشخصيات كانت مربكة على مقترحي الحكائي فقررت التخلص منها لكي أتجنب الإساءة إليها حيث لم يعد بالإمكان تقديم شيء يخدم تطورها ومنها شخصية (سماهر) التي أدتها السيدة (سلاف فواخرجي) باتقان في الجزء الأول، فقررت عند كتابة الجزء الثاني بأن الشخصيات التي أعلنت عن موتها الدرامي في (الولادة من الخاصرة) هي ميتة حكماً في (ساعات الجمر)، ومنها أيضاً شخصيتي الناشطين اللتين أدآهما كلاً من الفنّانين (علي اكريم) و( رنا شميّس)، والشخصيّة التي أداها (قاسم ملحو)، وشخصية (رنا أبيض)، وسيشعر المتلقي فعلياً بأن وجودها لن يقدم أي إضافة للعمل بنسخته الثانية."

هذا من سيغيب إذاً عن الجزء الثاني من "الولادة من الخاصرة"، بالمقابل من سيحضر على قائمة أبطال "ساعات الجمر" من غير نجوم الجزء الأول؟ ومن ستكون بطلة العمل؟

"بالتأكيد ستكون (دانة مارديني) التي أدت دور ابنة (رؤوف) إحدى الحوامل الدراميّة الأساسية للجزء الثاني من المسلسل، وستنضم ممثلات جديدات إلى قائمة بطلات (ساعات الجمر) تأسيساً لجزء جديد للعمل لأن حكايته لم تكتمل، وهنا من الضروري التأكيد على أن فكرة  وجود جزء ثالث من المسلسل لاعلاقة لها بأية غايات ربحية على الإطلاق، وإنما لأنني لم أتمكن من إنهاء مصائر الشخصيات في الثلاثين حلقة التي تشكل أحداث النسخة الثانية من المسلسل، في الجزء الثالث من (الولادة من الخاصرة) سيكون هناك تواجد نسائي مهم على صعيد الأدوار، أما الجزء الثاني فستكون بطولته ذكورية بالمطلق، ومن أبطاله الجدد (باسم ياخور) بدور (أبو نبال) و(عبد المنعم عمايري) الذي يجسد في المسلسل شخصية (عقيل)، وهما مكسب مهم للعمل."

إلى أي حد يقارب "ساعات الجمر" ما يجري في سورية من أحداث مؤخراً؟

"من الخطأ التقني، والجمالي، والتاريخي...، أن يتورط كاتب دراما، أو دارس الحديث عن مرحلة لم تستكمل أدواتها أو نشاطها، والخيار هنا أن يذهب الكاتب باتجاه الدلالات، وأنا أساساً لا أميل إلى التأريخ فهذا من شأن المؤرخين، وبالمقابل أقوم ببناء مقترح درامي له علاقة بالمجتمع، لكن يحمل فيض هائل من الدلالات، وسيكتشف المتلقي عند متابعة (ساعات الجمر) بأنه حائر كيف في طريقة تعاطيه مع هذا العمل، هل سيكون له علاقة بالحراك السوري، المصري، الليبي؟ وربما قد يكون المسلسل برمتّه لشرح أسباب ما حدث."

بصيغةٍ أخرى من السؤال: ما الذي لم يكتبه "سامر رضوان" في "ساعات الجمر"؟

"المشكلة تكمن في أنك تكتشف أحياناً ككاتب بعد كل ما قدمّته على الورق من دراما، أو شعر، أو مادة نقدية بأنك لم تقل سوى جزء يسير مما يخطر بذهنك، فلطالما تمنيت أن يكون عد ساعات اليوم 48 ساعة، لأنني طالما وجدت أنه قصير، دائماً هناك فيض من الكلام، والرؤى والتأملات، وهذا ربما سيتحقق على مراحل إن أسعفني الزمن، (ساعات الجمر) قدّمت فيه نسبة متواضعة جداً مما كنت أتمنى قوله، وأتذكر هنا الأستاذ الراحل (ممدوح عدوان) عندما همّ بكتابة (الزير سالم) قال إن (الزير) كحكاية موجود 100% في ذهني، وحينما بدأت بالكتابة أصبحت النسبة 80%، وعند عرضه تبقى من الحكاية 50%، بمعنى أن ما اختزنته في عقلك الباطن والظاهر سوف يتضاءل حجمه حكماً على الورق مهما كنت متمكناً منه."

هل سنرى في المرحلة المقبلة نصوصاً لـ "سامر رضوان" تنتمي إلى أمزجة مختلفة؟، أم أنك ستبقى تتحرك في نفس الحيز من القضايا؟

"بالتأكيد سيكون هناك قضايا متنوعة، وبالعودة إلى البداية "لعنة الطين" لا يمت بصلة إلى "الولادة من الخاصرة" باستثناء أن العملين يتابعان، ويرصدان، ويطاردان الحالات التي لا أحبّها في بلدي سورية، ومقترحي الحكائي له علاقة دائماً بالحلم بأن تزول هذه الظواهر وتستأصل من جسد الشارع السوري والعربي، ربما يدور نصي المقبل (وصايا كانون) حول الظوهر أيضاً ولكن بمنطق مختلف، وبجرعة أقل من تلك التي يختزنها مسلسل (الولادة من الخاصرة).."

بعيداً عن "الولادة من الخاصرة" ما الذي دفع "سامر رضوان" للإنتقال من عالم الشعر إلى الكتابة الدرامية؟

"أنا لم أغادر الشعر يوماً، واعتبر نفسي مديناً له بكل ما أنا عليه، فالقصيدة أمي وأبي، وإذا وجدت أن الدراما بعيدة عن الشعر أذكرك بكتاب (أرسطو): (فن الشعر) الذي يتحدث بمجمله عن الدراما، وأميل للتعاطي بطريقة مختلفة مع هذا الفصل الإجرائي بين الفنون، فأنت تستطيع أن تقول قصيدة في الدراما."

لكن الصورة النمطية عن عقلية الشاعر غالباً ما تكون رومانسية، بالمقابل  ربما تبدو عوالم كاتب الدراما  أكثر قسوة ..؟

"هنا أقول لك هل يمكن اعتبار(محمود درويش) رومانسي؟ بالتأكيد لا، لكن يمكن القول بأنه يمتلك عوالم شفيفة، وكذلك الأمر بالنسبة للـ(السيّاب)، والعالم الذي أرسمه في الدراما شبيه بالعالم الذي أنتمي إليه.. انا ابن عالم شديد القسوة، أما الشعر فهو بناء عالم افتراضي يحيا الشاعر فيه، أما كاتب الدراما فيرصد المجتمع الذي يعيش فيه، وبالتالي إذا كنت أحيا في هولندا فربما ستكون أعمالي عن الورود ولاشيء سواها، لكنني أحيا في مجتمع مليء بالمشاكل التي لا يمكن أن أتغاضى عنها، وعن وجع الناس."

شاعر، إعلامي، كاتب درامي، ماهي النقلة الأخرى – إن صحّ التعبير- في عوالم "سامر رضوان"؟ وماهي هواجسك في هذه المرحلة؟

"أنا دائم البحث عن الهويّة، وربما أبدو كل أولئلك الذين ذكرتهم: (الشاعر، الإعلامي، والكاتب)، أو لا أحد منهم، لكنني على الأقل أبذل جهدي في كل ما قدمت وأقدم من أعمال، أما النجاح والإخفاق فهو بحث آخر، إلا أنني وفيّ لكل المشاريع الفكرية التي خضتها، الأمر الذي أقطف ثماره مؤخراً، وأشعر بالرضا عن الورق الذي أقدمه، وكل من يقرأه يحس بحجم ما أبذله من جهد في الكتابه، وهذا يكفيني."

كلمة أخيرة  لقرآء موقع«بوسطة»  في ختام هذه المقابلة..

"أشعر بالمحبة تجاه الناس الذين لم يحبوّا (الولادة من الخاصرة) بنفس القدر لأولئك الذين أحبّوه، واعتذر ممن وجد هذا المسلسل قاسياً، لكنني اعتبره صورة عن هذا البلد الذي أعيش فيه، وأرى فيه الكثير من الأشياء التي تبكيني، ولم أقصد أن أدفع أحداً ما للبكاء أو النفور بسبب ما طرح في هذا العمل، إلا أنّ لحظة ضمير قادتني لأن أكتبه، وأرجو أن يجد الجزء الثاني منه نفس الصدى الذي حققه الجزء الأول."

ذلك ما باح به "سامر رضوان" من أسرار "ساعات الجمر" الذي بدأت المخرجة "رشا شربتجي" بتصويره مؤخراً، وعلمت «بوسطة»  في كواليس المقابلة أن الممثلة الجزائرية "أمل بوشوشة" ستنضم إلى المسلسل، تمهيداً لدور أكبر ستقدمه في الجزء الثالث منه،  وستجسد الفنّانة "ديمة بيّاعة"  في "ساعات الجمر"  شخصية "سناء" أخت "جابر"،  وذلك بعد اعتذار الفنّانة "تاج حيدر" عن عدم تجسيد هذه الشخصية التي أدتها في الجزء الأول "لأسباب خاصّة"..

 

[[الولادة من الخاصرة 3 "منبر الموتى"|