2012/07/04

«ستوديو بيروت»... يروّج لحرب أهلية في سوريا؟
«ستوديو بيروت»... يروّج لحرب أهلية في سوريا؟


سامر محمد اسماعيل - السفير

«ألا يشابه خطاب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لجهة خوفه وقلقه من حرب مذهبية وأهلية في سوريا، لن تسمح بها تركيا على حدودها، خطاب الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1976 عندما قال ان سوريا لن تسمح بحرب أهلية في لبنان؟» تسأل جيزيل خوري في برنامجها «ستوديو بيروت» على «العربية» ضيفها من الكويت علي الدقباسي، ليجيب رئيس البرلمان العربي «بأن ما حدث عام 1976 لن يتكرر عام 2012، فالسوريون لا يمكن استدراجهم إلى هذا الفخ». ويردف: «احذر السوريين من حرب أهلية ومن زج طائفة ضد أخرى، أيها السوريون احرصوا على وحدتكم»!

هكذا تبذل مقدمة البرنامج جهداً مضاعفاً لتبقي برنامجها ضمن عنوانه. فرغم أن هناك الكثير من القضايا الساخنة التي تهم اللبنانيين، إلا أن خوري تصر على ترك موضوع تمديد تمـويل المحــكمة الدولية ومسألة إقرار الأجور وقرارات الحكومة اللبنانية للتنقيب عن الغاز في مياهــها الإقليمية على المتوسط، مفضلةً ليّ عنق برنامجها الأســبوعي في حلقة الخميس الماضي. فمع أن مقولة «لا يوجد سؤال ذكي يوجد جواب غبي» تصح غالباً، إلا أن الزميلة خوري تكسر هذه القاعدة لتوجه أسئــلتها نحو تصعيد نفسي يطال الشارع السوري في حلقتها المقتضبة التي آثرت فيها على خيار ضيفــها الوحــيد عبر الأقمار الصناعية من العاصمة الكويتية. كأن هذر قناة «العربية» اليوم عن «حرب مذهبية وعرقية» في سورية نوع من توقعات الأبراج في مقتبل السنة الجديدة، بل كأنها الرغبة الشخصية هي من جعلت من برنامج «ستوديو بيروت» ينزاح عن موضوعاته المعتادة عبر «منظار لبناني»، كما أطلقته قناة «أن تعرف أكثر» نحو «منظار خليجي». فما الهدف من استضافة شخصية كويتية للحديث عن الشأن السوري؟ ولماذا لم نشاهد ضيفاً واحداً على الأقل من سوريا سواء من المعارضة أو من النظام للحديث عن أزمة بلاده؟ لتدفع خوري أسئلتها طوال الحلـقة عن إمكانية نشوب حرب طائفية في سوريا لعدم قدرة الجامعة العربية على تدويل ملف دمشق بسبب الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن. هكذا وعلى مدار وقت البرنامج تقدم الإعلامية اللـبنانية مقاطع من خطاب الرئيس بشار الأسد الذي ألقــاه مؤخـراً في جامعة دمشق، جنباً إلى جنب مع خطاب أردوغان، مضيفةً إليهما توابل «اللبننة» على حوارها مع دقباسي، فقط من أجل أن تبقي على اسم العاصمة اللبنانية عنواناً للستوديو الذي حوّلته جزيل بقدرة قادر إلى «ستوديو دمشق» لكن بضيافة كويتية.