2012/07/04

سعاد محمد.. تؤلف أوركسترا من أولادها!
سعاد محمد.. تؤلف أوركسترا من أولادها!

سعاد محمد.. تؤلف أوركسترا من أولادها! وتقول لشقيقها: كن عبد الحليم حافظ   بيت سعاد محمد كله غناء وموسيقى وطرب.. بعد سنوات قليلة تستطيع أن تسمع المطربة الكبيرة تغني في صالونها على (أوركسترا) كاملة  مؤلفة من أولياء العهد. وبيت سعاد محمد لا تنفتح فيه المواهب الموسيقية فقط، بل تصنع فيه أيضاً الأصوات الجميلة.. لقد اكتشفت مؤخراً مطرباً يشبه عبد الحليم حافظ.. شكلاً وموضوعاً..   يوم أطلت سعاد محمد على عالم الغناء والطرب سحرت آلاف الناس بصوتها الذهبي المتدفق قال الناس أنها الوريثة الشرعية لعرش أم كلثوم... رغم أنها كانت ما زالت في مرحلة الطفولة.. وتمنى الجميع أن تسير سعاد محمد على النهج الذي سارت عليه أم كلثوم، أي أن تظل عزباء طيلة حياتها، وتتمسك بلقب آنسة حتى بلوغها الخمسين أو الستين من العمر.. إلا أن سعاد محمد مع اقتناعها بأن صوتها الذهبي يؤهلها لأن ترث عرش أم كلثوم، بل وتنتزعه منها، فإنها لم تقتنع على الإطلاق بأن عليها أن تدفع ثمن هذا العرش حرماناً من الحب والعاطفة وخفقات القلب البكر!.. وأكثر من هذا فإن سعاد محمد تؤكد على رؤوس الأشهاد أن أم كلثوم لو ذاقت في شبابها حلاوة الحب، وشعرت بلذة الزواج، لكانت قد أحدثت انقلابا في عالم الغناء، ولما كان فنها يحرك القداسة وحدها في النفوس والقلوب!. وقيل لسعاد محمد ذات يوم إن عرش الطرب لا يتسع لاثنين أي ملكة الطرب وزوجها، فضحكت بسذاجة، وكانت لا تزال صبية يافعة.. وقالت ساخرة: وهل عرش الطرب أهم من عرش انكلترا.. إن الملكة اليزابيت نفسها أحبت وتزوجت، فلماذا يباح للجالسة على عرش أضخم إمبراطورية في العالم ما لا يباح لمن تجلس على عرش الطرب.. وقد آمنت سعاد محمد بالفن، ولكنها لم تؤمن بالحرمان، ولذلك ما أن طرق الحب أبواب قلبها حتى فتحت له، وغرقت فوراً في سعادة زوجية لا نهاية لها مع زوجها الشاعر الفنان محمد علي فتوح الذي جعل الدنيا كلها تعرف قصة غرامه بسعاد محمد عن طريق أغنيته الرائعة.. دمعة على خد الزمن    ودمعة على خدي ويوم تزوجت سعاد لم يقل الحريصون على وصولها إلى عرش الطرب شيئاً، بل راحوا يوجدون لها الأعذار والمبررات ويقولون أن فتاة حساسة مثلها لا يمكن أن تعيش بلا حب ولا قلب.. ولكنهم مع ذلك استمروا في تقديم النصائح لها، وكانت نصيحتهم الجديدة تحذيراً لها من إنجاب الأطفال، لأن المتاعب التي تتعرض لها الأم في فترة الحمل ثم الولادة كفيلة بأن تجعلها تفقد كل جمال في صوتها.. بيد أن سعاد محمد العنيدة لم تستمع أيضاً لهذه النصيحة، فبدأت تنجب الأطفال بمعدل طفل واحد كل عام، وفوق هذا فقد كانت تغني على المسرح وهي في شهرها التاسع دون أن يؤثر ذلك على قواها الفنية، بل لقد أقسم كبار الموسيقيين أن صوت سعاد محمد يكون في منتهى الجمال وقمة الروعة عندما تغني وهي حامل!. والمطربة الكبيرة اليوم أم لأربعة أطفال، وثلاثة منهم تفتحت آذانهم للدنيا، وعرفوا أن والدتهم من المطربات المشهورات في الشرق، فبدؤوا منذ الآن بتفكيرهم الساذج يهيئون أنفسهم ليكونوا في المستقبل عوناً لها في حياتها الفنية.. فقد دخل عليهم والدهم ذات يوم ليجدهم قد اتفقوا على مطالبته بشراء آلات موسيقية صغيرة لهم ليلعبوا بها، ولما كان ليس بوسع الأب أن يخالف أمراً لأطفاله، فقد اشترى لهم من المحلات التي تبيع لعب الأطفال كماناً وبيانو وجيتار. وما كاد يحمل هذه الآلات إلهم حتى قلبوا البيت رأساً على عقب، إذ أخذ كل منهم آلة والتفوا حول والدتهم المطربة يعزفون لها بأصابعهم الطرية أنغاماً متنافرة، ويصرون عليها أن تغني على هذه الأنغام. ونظرت إليهم سعاد محمد باطمئنان وحب وسعادة، فقد أحست بأن في الأنغام التي تسمعها منهم عذوبة تفوق العذوبة التي تزخر بها موسيقى بتهوفن وألحان عبد الوهاب وفريد الأطرش ورياض السنباطي.. وبينما الهرج والموسيقى يسود منزل المطربة سعاد محمد، إذ بمفاجأة فنية جديدة تقع في بيتها!. إن سعاد تبلغ الآن الواحدة والعشرين من عمرها السعيد.. ولها شقيق اسمه أحمد مختار تعرف عنه مثلما تعرف عن نفسها، ومما تعرفه عن الشقيق الكريم أنه طيب القلب دمث الخلق، وأنه يتمتع برصيد كبير من الحياء والخجل ولكنها لم تعرف أنه صاحب صوت جميل إلا مصادفة.. فقد ذهبت ذات يوم لزيارة والدتها.. وعندما وصلت إلى حديقة البيت سمعت من داخل البيت صوتاً عذباً هادئاً يترنم بإحدى أغنيات المطرب عبد الحليم حافظ.. وتسمرت سعاد في مكانها وهي تسمع هذا الصوت، وظنت أولاً أنه ينبعث من الراديو، ثم اعتقدت أن أحد المطربين يزور أشقائها!.. وتقدمت وفتحت الباب بهدوء.. وذهلت عندما رأت أن الذي يغني هو شقيقها أحمد مختار، الشاب الخجول الدمث الخلق الطيب القلب.. ومنذ ذلك اليوم صممت سعاد محمد على أن تجعل من شقيقها الشاب مطربا مشهوراً يكون نسخة طبق الأصل عن عبد الحليم حافظ، وبالفعل أمسكت بيده وسلمته إلى الموسيقار عبد الغني شعبان ليزوده بالثقافة الموسيقية الكاملة... وهكذا تحول منزل سعاد محمد ووريثة عرش أم كلثوم إلى مصنع للموسيقيين والمطربين والشعراء أيضاً!. الموعد شباط 1056