2012/07/04

سلاف فواخرجي تتعامل مع شخصية كليوباترا        بنفسية زينا الأميرة المحاربة
سلاف فواخرجي تتعامل مع شخصية كليوباترا بنفسية زينا الأميرة المحاربة

  محمود مصطفى كمال - الدستور في الحلقة الحادية عشرة من مسلسل «كليوباترا» تدخل كليوباترا بمصاحبة حبيبها وأشد الجنود الرومان بأسا «مارك أنتونيو» مع والدها الملك «بطليموس» إلي الإسكندرية بعد حرب ضعيفة مع جيش الأميرة «بيرينييس»، الذي تفكك بسهولة وهرب من المعركة قد يبدو ذلك غريباَ بعض الشيء ولكن مسلسل «كليوباترا» من الواضح تأثر صناعه بـ«زينا الأميرة المحاربة» ! سواء في هيئة كليوباترا أو أدائها الشخصي وكبريائها أثناء وقوفها وسط الجيش للتحضير للحرب، ويظهر ذلك بشدة في اختيار الموسيقي التصويرية المخصصة للمواقف الدرامية الحزينة، مثل مشاهد الموت في الحرب وتراكم الجثث، فنجد آهات وأنين تشبه الآهات في مسلسل «زينا» التي كان الشعب المصري يضعها جميعاَ رنة لتليفونه المحمول وقت عرضه! في مشاهد التحضير للحرب كان هناك بعض من العشوائية في حركة «المجاميع» التي تمثل جنود الجيش، إذ كان موقع التصوير ميلئاً بالجنود التي تحمل الخشب في حركة عشوائية للأمام والخلف واليمين واليسار! كما كانت حركة الجنود علي الأحصنة عشوائية وكأنه معسكر لحفل شواء وليس للتحضير لحرب، كما أن اقتراب «كليوباترا» من الجنود لاختيار القائد كانت «حميمية» بعض الشيء، أكثر منه اقترابا للأميرة من جنود جيشها، بدأت المعركة أيضاَ بشكل غريب إذ انقض جيش بطليموس وكليوباترا وأنتونيو علي جيش الأميرة بيرنييس وهو في وضع التحصين من الأسهم التي ألقاها جيش بطليموس، ورغم ذلك لم يغير الجيش وضعه للمواجهة المباشرة سوي بعد التحام أحصنة الجيش الآخر به، رغم سيرهم لمسافة مالا يقل عن 200 متر! كما أن تصوير المعركة لم يكن بالشكل المطلوب  فيظهر في الكادر جندي يوجه ضربة بالسيف لجندي آخر، ثم يأتي الكادر التالي ككادر ثابت للجندي وهو ملقي علي الأرض والسيف في عنقه، فتشعر وكأنه جندي آخر غير الذي تم قتله حالاَ! إذ إن حركة الكاميرا في تلك المشاهد هي ما تعبر عن اختراق السيف لعنق الجندي، وثباتها أعطي انطباعا بأنهما جنديين مختلفين! كما أن إضاءة المسلسل اختلفت ما بين المشهد الأول للمعركة، وباقي مشاهد المعركة، إذ ربما تم تصوير مشهد التحام الجيشين ببعضهم في وقت، ومشاهد المعركة الطاحنة في وقت آخر  وبعد انتهاء المعركة ودخول جيش بطليموس للإسكندرية واختفاء ابنته التي جاء لقتلها «بيرنييس»، ثار بطليموس والذي يؤدي دوره يوسف شعبان، ولكن أيضاَ أثناء حديثه أراد المخرج إبراز ثورته لعدم عثوره علي «بيرنييس» لينتقم منها، فصور «يد» بطليموس ترتعش وحدها في كادر متوسط البعد، في وسط حديثه الثائر وأثناء تركيز الكاميرا علي تعبيرات وجهه لتجد نفسك تقول «إيد مين دي!»، فكان من الممكن إبراز المشهد بشكل أفضل، خصوصا أن هذه اللقطة من الواضح تصويرها منفردة وبعد خروج يوسف شعبان من جو المشهد لأنها لم تعبر عن الثورة قدر ما عبرت بشكل كبير عن الشلل الرعاش! وبالرغم من شعورنا بأننا نشاهد «زينا» نتيجة لهذه الآهات التي ميزت المسلسل في الموسيقي التصويرية، فإن الموسيقي جاءت متميزة بشكل كبير وتعبر عن الجو الفرعوني الذي لم نسمع موسيقاه بالطبع  ولكننا استطعنا أن نعرف الآلات الموسيقية الموجودة وقتها من خلال ما خلفته الحضارة الفرعونية من آثار مكتوبة، مما أتاح لنا مساحة تخيل شكل الألحان والموسيقي وقتها، مع دمج مناسب للموسيقي الموجودة اليوم، وقد جاء ذلك في موسيقي المسلسل بشكل سلس وجميل، تنتهي الحلقة بعثور «بطليموس» علي ابنته الخائنة «بيرنييس» وقتله لها مع انهيار كليوباترا لمشاهدتها تقتل أمامها، بعد احتفالها بالنصر ودخول الإسكندرية.