2012/07/04

سميرة سعيد: لو عشت موضوعات أغنياتي لأحببت آلاف المرات
سميرة سعيد: لو عشت موضوعات أغنياتي لأحببت آلاف المرات

البيان

صوت المغرب الأصيل، وحنجرة الطرب المتجددة.. هذه هي سميرة سعيد التي تقاوم بأغنياتها جبروت الرجل، وتناقش مشاعر المرأة بكبرياء، قادت خلال مسيرتها مع الغناء ثورة نسائية ضد استسلام حواء لآدم في معركة الحب الأزلية؛ فأصبحت أغانيها مسكّنا للآلام العاطفية، وحافظت على تألقها باستمرارها في عمليات التطوير لحنًا وأداءً وشكلاً.. التقيناها، وكان هذا الحوار.

ماذا عن ديو «كن فائزًا» ؟

ديو «كن فائزًا» قمت بتسجيله باللغتين العربية والإنجليزية مع فرقة «الفناير» المغربية، وهو فريق غنائي متخصص في أغاني الراب، والأغنية عبارة عن فكرة مختلفة بمضمون إنساني يدور حول كيفية أن يكون الإنسان إيجابيًا في حياته، ومن المقرر تصويرها قريبًا كفيديو كليب.

سميرة المودرن

وهل هذا «الديو» بمثابة المصالحة مع الجمهور المغربي؟

هذا صحيح، وأعترف بأن مشروع الغناء باللهجة المغربية جاء متأخرًا، وكلما شرعت في تنفيذ أغنية مغربية لا يحالفني التوفيق، وكان هذا التأجيل سببًا في عتاب الجمهور المغربي لي؛ لأنه يراني مقصرة في حقه، فأردت العودة للأغنية المغربية بشكل مختلف عما قدمته منذ سنوات طويلة، لأني أحب أن أقدم أغنية مغربية بسميرة الحالية المودرن.

وماذا عن الألبوم الجديد؟

ألبومي المقبل لا يزال في مرحلة الإعداد، وربما لا أتمكن من طرحه خلال الصيف الحالي، وقمت فعلاً باختيار عدد من الأغاني، لكني أحب أن أعمل في تأنٍ في ظل الظروف الحالية من عدم وجود شركة إنتاج وتدهور صناعة الكاسيت وانهيار سوق الأغنية بسبب قرصنة الإنترنت، وانتهيت بالفعل من تسجيل 3 أغانٍ بأشكال مختلفة «هاوس»، «رومانس»، و«دراما».

تطاردك تكهنات بأن غالبية أغنياتك وليدة تجربة شخصية.. ما رأيك؟

ليس ضروريًا أن أغني تجربتي الذاتية، فالمطرب يمثل تجارب الآخرين وتجاربه معًا، لكني لم أقدم أي أغانٍ تمس مشاكلي الخاصة طوال مشواري باستثناء عدد محدود جدًا، وأستطيع القول بأنني غنيت كل المعاني التي تشعر بها أي امرأة، ولو أني عشت موضوعات أغنياتي لكنت أحببت آلاف المرات في الحقيقة، وهذا شيء مستحيل ومتناقض.

أي نوعية أغنيات تجذبك أكثر؟

لا يوجد مؤشر محدد لاختياراتي، لكن أغنياتي تعبر عن طبيعة شخصيتي، فهناك الطفلة البريئة والمرأة المتمردة والثائرة لكرامتها، وأفكار مختلفة تجذبني لا زلت أخطط لتقديمها.

ألبوم إنساني

في ألبوم «أيام حياتي» كنت مشتاقة ومتمردة وجريئة.. فأي نوع من النساء ستكونين في ألبومك المقبل؟

أريد أن أقدم أغنيات لا تتكلم فقط عن الرجل والمرأة، وأبحث عن موضوعات وقضايا إنسانية، وتوصلت إلى بعض المشاريع الغنائية في هذا الاتجاه، من بينها أغنية عن أحوال المشرّدين بلا مأوى، كما أنني أطرح فكرة تفشي الكراهية بين الناس، لكني سأقدم هذه الأفكار في إطار قصة إنسانية وليس في إطار وعظي.

هل يمكن اعتبارك طفلة كبيرة؟

بالضبط هذا عنوان شخصيتي، فأنا أعيش بروح طفولية خالصة؛ حيث اللامسؤولية، وأعترف بأن طفولتي سرقت مني دون أن أدري بسبب احترافي الغناء مبكرًا في عمر التاسعة، وبالتالي لم أعش حياة طبيعية كما كل الأطفال الآخرين بعد أن اختطفني الغناء؛ لذا أحاول استغلال الفرصة باللعب مع ابني (شادي) الذي أعاد لي الإحساس بطفولتي وذاتي، لكي أعوض ما فاتني معه.

إلى أي مدى تطغى مساحة الحزن على الفرح في حياتك؟

إلى حد كبير، عندي حالة غريبة تجعلني أبكي، بمعنى أدق تتملكني حالة شجن وتأمل مع الذات، حتى إنني أكلم نفسي أحيانا وأحاسبها بقسوة شديدة طوال الوقت.

رجل حياتي

ثمة اتهام جاهز بأن أغنياتك تمثل موقفًا عدائيًا من الرجال.. ما تعليقك؟

لم أكن عدائية أو كارهة للرجل، كل ما يهمني أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة متوازنة على أساس من التكافؤ، وأن تُصان كرامة المرأة وكبرياؤها، وأتساءل: لماذا تكون المرأة الطرف الأضعف والمغلوبة على أمرها في أي علاقة عاطفية؟؛ لذا أعتقد أن أغنياتي جرعة التحدي والندية أمام الرجل، كما أنها محرّض معنوي لأي امرأة من أجل رفض الاستسلام.

من واقع تجربتك.. متى تموت مشاعر الحب بين الرجل والمرأة؟

الأشياء التي تدمر الحب معروفة مثل الأنانية والخيانة، كذلك الغيرة مرهقة للأعصاب؛ لأنها تخلق جوًا من التوتر والضغط النفسي، إضافة إلى توليدها شعور الملل والكراهية مع مرور الوقت، وأرى أن أسوأ ما في الحب عندما يكون أحد الطرفين دون مشاعر، فهذا شعور مأساوي.

من الرجل في حياتك حاليًا؟

ابني «شادي» هو رجل حياتي بلا منازع، وأشعر معه بأنني أعيش في ظل رجل حقيقي، رغم أنه في عامه الخامس عشر، وعلاقتي به علاقة صداقة وليست علاقة أم بابنها، هو الآن في سن يحتاجني فيها كصديق وليس كأم تفرض شروطها، لذلك يحتاج إلى أسلوب تعامل مختلف يشعره بالألفة والثقة، ولذلك أحرص على الاستماع إلى رأيه في الأغاني التي أقدمها لأعزز ثقته بنفسه.

بيزنس

كثير من الفنانين اتجهوا إلى تأسيس مشروعات خاصة بعيدًا عن الفن.. ما رأيك؟

الاستثمار ليس عيبًا، فهو ذكاء شديد؛ لأن الفن لم يعد يكفي لتأمين مستقبل الفنان، كذلك لا يكفي لتوفير الإنفاق على مستلزمات الفن نفسه، ولا أستبعد دخولي عالم البيزنس في المستقبل طالما لديّ الاستعداد والإمكانية لذلك، أما في الوقت الحاضر فكل تفكيري ينصب على فني فقط.

كيف ترين تواصل الأجيال بين جمهورك؟

لديّ جمهور يسمعني منذ 02 عامًا، لكني أفرح بانضمام جيل جديد إلى جمهوري كل فترة، وهذا يعني أنني على الطريق الصحيح، وهذه معادلة صعبة، لكني مستمرة في تحقيقها والبحث عنها.

ما رأيك في التجارب الغنائية للمطربين المسيطرين على السوق حاليًا؟

عمرو دياب أكثر من يقدم الأغنية المعاصرة، ويساير أحدث التقنيات الموسيقية في العالم، بالإضافة إلى المطرب الإماراتي حسين الجسمي الذي أعجبني ألبومه الأخير وتحديدًا أغنية «6 الصبح»، التي نجحت على المستوى الجماهيري في العالم العربي، أما من المطربات فيعجبني صوت إليسا وأبهرني ألبومها «تصدق بمين» الذي أثبت قدرتها على التطور، كذلك شيرين عبدالوهاب من أفضل الأصوات النسائية على الساحة الغنائية حاليًا.

على ذكر شيرين.. هل تنوين عمل دويتو غنائي معها؟

إن شاء الله، والدويتو الذي سيجمعنا في مرحلة التحضير، وقريبًا سنقوم بتسجيله.

يعيش المطربون صراعًا محتدمًا على جائزة «الميوزيك أوورد».. ما رأيك في ظل شائعات تناولت عدم مصداقية الجائزة؟

لا أفضل الحديث في هذا الموضوع؛ لأن الوسط يشهد صراعات غريبة تفسد علاقة الصداقة بين الزملاء، أما موضوع الجوائز والتكريمات فالجمهور هو الحكم الحقيقي، ولا يمكنه أن يصدق الجوائز إلا إذا كان مقتنعًا بأحقية من ينالها.

طرحت أخيرا أغنية باللهجة الخليجية بعنوان « خلوه» وسبقها عدد من الأدعية الدينية.

لقد سعدت تماما بهذه التجربة، حيث لاقت الأغنية الخليجية انتشارا واسعا وأكد من سمعوها أنها جاءت متميزة ومختلفة، أما فيما يتعلق بالأدعية الدينية فقد كنت أتمنى تقديم هذا النوع من الغناء الذي يلاقى رواجا شديدا بين الجمهور.

تردد أكثر من مرة أنك ستخوضين تجربة التمثيل، لكن الأمر لم يتحقق حتى الآن؟

لأن هذا الكلام غير صحيح بالمرة، فأنا لا أفكر في التمثيل مطلقا، فمنذ سنوات طويلة وأنا في بداياتي رفضت التجربة، فكيف أقبلها الآن؟

تغيبت لفترة طويلة عن حفلات اللايف ثم عدت مرة أخرى.. ما السبب؟

بالفعل تغيبت لمدة خمس سنوات وآخر حفلة كانت في دار الأوبرا المصرية لأني كنت أتمنى أن أقدم حفلات بمواصفات خاصة، أشعر فيها باستمتاع المشاهد، لكن مع وجود أزمة وتدهور سوق الكاسيت ابتعدت، وحينما تحسنت الأوضاع عدت أخيرا، حيث قدمت حفلا في قرطاج، وآخر في المغرب مؤخرا.