2013/05/29

«سنعود بعد قليل» يرصد الوضع الراهن في سورية...أزمة سورية بعيون الدراما ومحاولة الحيادية
«سنعود بعد قليل» يرصد الوضع الراهن في سورية...أزمة سورية بعيون الدراما ومحاولة الحيادية


وائل العدس – الوطن السورية

ختم المخرج الليث حجو آخر مشاهد مسلسله الجديد «سنعود بعد قليل» الذي صور في بيروت وهو من تأليف رافي وهبي الذي يشارك ممثلاً أيضاً في العمل.

ويشارك في البطولة: دريد لحام، عابد فهد، باسل خياط، قصي خولي، سلافة معمار، عمر حجو، ومن لبنان كارمن لبس، تقلا شمعون، بيار داغر، وطلال الجردي، نادين الراسي وآخرون.


الوضع السوري

يصور المسلسل حال السوريين الذين نزحوا عن ديارهم بسبب الأزمة المستمرة منذ عامين وهم يمنون النفس بأن العودة ستكون بعد فترة قصيرة لكن هذه الإقامة المؤقتة خارج الوطن امتدت يوماً بعد يوم وشهرا بعد شهر ولم يعودوا حتى الآن.

يحكي العمل قصة رجل سوري أرمل لديه أولاد يعيشون في لبنان بعضهم منذ فترة طويلة والبعض الآخر جاء بسبب الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ عامين.

ويوجد ارتباط وثيق بين المسلسل وبين ما يحدث في سورية وخاصة أن جزءاً من العمل تدور أحداثه في الشام وبالتالي نحن على تماس مباشر مع الشارع ومع الشيء اليومي. عندما ننتقل مع نجيب إلى لبنان نستطيع أن نرى انعكاسات ما يحدث أحياناً بجانبه السياسي وأحياناً بجانبه الاجتماعي، لكنه إثر تناول الأزمة من زاوية إنسانية خاصة تعكس الصمت ومحاولة الوقوف على الحياد. ويتناول الأزمة من زاوية خاصة، هي زاوية الصمت ومحاولة الوقوف على الحياد، ففي الحال الراهن هناك قصص تعطيك دراما لعشر سنوات قادمة، ولكن الأحداث الساخنة يصعب تناولها إلا من زاوية خاصة، فضلنا تناولها عبر الجانب الإنساني.

هي شخصيات تنتمي إلى الطبقة الوسطى، وقد تعمد الكاتب أحياناً إظهار المفارقات في شخصيات قد يكون موقفها السياسي رائعاً فيما تجدهم على المستوى الشخصي أناساً سيئين.


قصة العمل

يرصد العمل الوضع السوري الراهن عبر عائلة غادر كل أفرادها إلى الأراضي اللبنانية بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، فيما يبقى الأب وحده، لكن مرضاً عضالاً ألم به سيدفعه إلى ترك منزله واللحاق بأولاده، هكذا سنتابع مآسي العائلة، وأفراحها، ومن خلالها نرصد المأساة السورية.

وهناك حيثيات لها علاقة بالظروف المالية الصعبة للأبناء، وحتى الأب نفسه الذي يحتاج إلى العلاج، فيأتي اقتراح بيع البيت في دمشق حلا لمشاكلهم. وهنا تتدفق ذكريات البيت والطفولة والعلاقة مع الجيران. تختلط الأحوال الشخصية بالمسألة الوطنية.

استوحيت الفكرة من فيلم إيطالي حيث المحور الأساسي في المسلسل هو رحلة الأب الذي اسمه نجيب إلى أولاده ليكتشف إلى أين أخذتهم الحياة وماذا حصل معهم... وكم تحقق من أحلامهم وكم لم يتحقق وماذا يفعلون الآن، وعنده مجموعة أسئلة يبحث عن الإجابة عنها بهذه الرحلة.

وكان العمل قد كتب على شكل خماسية منذ سنوات وكانت الجولة على المحافظات السورية فقط لكن المفارقة أن الجولة أصبحت أطول وأكبر وشاقة أكثر بمعنى أنها شاقة على الروح والجسد.

كما أن الزاوية التي نرى فيها الحدث هي زاوية إلى حد ما محايدة لأن أبطال العمل خارج الحدث وبالتالي هم خارج التأثير المباشر على ما يجري. هم أناس يرون ويتأثرون وينعكس على حياتهم الإنسانية أكثر.

وابتعد العمل قدر الإمكان عن التصنيف، فلا يمكن القول إن هذه الشخصية أو تلك شريرة أو خيرة بالمطلق، وهناك نوع من الكوميديا، أو لنقل المفارقة بين ما بناه الرجل من تصورات واصطدامه بالأمر الواقع، وميله الدائم إلى الإنكار.


الرأي والرأي الآخر

قال الفنان دريد لحام الذي يقوم بدور الأب أنه يشتاق إلى أولاده الستة فيأتي إلى لبنان ليزورهم ويسأل عن أحوالهم، وطبعاً لا تغيب الأحداث الجارية على الساحة السورية عن مضمون أو تفاصيل القصة ويقدم العمل وجهتي النظر بموضوع الأحداث على الساحة السورية.

وأضاف في تصريح لوكالة رويترز: نحن نقدم في المسلسل كل وجهات النظر. نحن مع الرأي والرأي الآخر وليس على الطريقة الأميركية إذا أنت لست معي يعني ضدي. لا نحن لا نفهم هكذا. نفهم الحرية والديمقراطية أنك أنت تسمع رأياً وتسمع رأي آخر وتقاطعهم مع بعض وتصل في هذه الحالة إلى الحقيقة وليس مخنا مقفولاً عن أي رأي آخر.

شخصيات العمل


الفنان دريد لحام هو من يلعب دور الأب وهو متصالح مع نفسه، ويحاول أن يرى الجانب المليء من الكأس، دائماً لديه الإحساس بأن لديه أبناء رائعين، وبأنه أنجز واجبه تجاههم كأب، ويشكل مروره إلى أبنائه واحداً تلو الآخر، وحواراته معهم عرضاً لمختلف الأفكار والرؤى والمشكلات التي يتكون منها المجتمع السوري اليوم، ويكتشف الأب مع كل زيارة أن كلاً من الأبناء يعاني من مشكلة، فيحاول أن يتجاهل المشكلة، فدعم الأولاد أهم من محاسبتهم. لكن كلما انتقل الأب إلى ابن جديد تتعقد المشكلة أكثر، لتحين في النهاية لحظة المواجهة، ليسأل نفسه «هل كنت أباً سيئاً؟..».

ويلعب باسل خياط شخصية الابن الأصغر لدريد لحام الذي يتابع دراسته العليا في حقل الإعلام، ويعمل في محطة إعلامية لبنانية ليسلط الضوء على الإعلام وطريقة تعاطيه مع الأزمة السورية.

أما قصي خولي فيؤدي دور رجل أعمال يستغل أزمة ما لمنافع شخصية على حساب عائلته دون أدنى انتماء.

وتؤدي نادين الراسي دور «دينا» ابنة «نجيب» من زوجته اللبنانية، تعيش دينا في بيروت مع عائلتها الصغيرة وتهتم وحدها بتربية طفلتها بسبب سفر زوجها الذي يعيش خارج لبنان. وتخرج معاناة «دينا» إلى العلن مع وصول والدها إلى بيروت قادماً من سورية للعلاج.