2012/07/04

"سوق الورق" يواجه التهديد بالتحدي
"سوق الورق" يواجه التهديد بالتحدي


علاء محمد – دار الخليج

لم يكد مسلسل “سوق الورق” للمخرج أحمد ابراهيم الأحمد والكاتبة آراء الجرماني، والذي أنتجته مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي المستقلة، ينجز ربع حلقاته حتى كانت رئاسة جامعة دمشق تتصدى وبقوة، وتطالب بوقفه، وهو العمل الذي قدّم له على أنه يكشف حقائق كثيرة مما ترى كاتبته الشابة أنها واقع ملموس في ظل شبه حصانة يتمتع بها دكاترة الجامعة .

إعلان الجامعة عن طلبها من الجهات المختصة، تبدت ثاني مشكلات الدراما السورية لهذا العام بعد دخول المخرج والمنتج فراس إبراهيم في صراع مع أطراف في الداخل، وفي الخارج “الفلسطيني” يعترضون على الشكل الذي يتم فيه تجسيد محمود درويش في مسلسل “في حضرة الغياب” .

“سوق الورق” خرج من كونه مسلسلاً، وتحول إلى حلبة صراع بين أكثر من جهة: الجامعة التي طالبت بوقف العمل بحجة الإساءة لمقام الجامعة، والجهة المنتجة التي رفضت وقف العمل، بل ونفت تلقيها أي طلب بهذا الشأن، والكاتبة التي تدافع عن موقفها بشراسة رغم استهداف رئاسة الجامعة لها، وكذلك الرقابة التي أكدت أن العمل صوّر وفق النص الذي تمت الموافقة عليه .

الغريب أنه حين بدأت الخليج باستطلاع آراء أطراف القضية، فوجئنا بأن الجامعة ومؤسسة الإنتاج والرقابة، لم تتكلم كلها إلا بلسان “المصدر الذي يرفض ذكر اسمه”، بينما كانت الكاتبة آراء الجرماني، تقدم إفادتها بجرأة تحسب لها .

مصدر الجامعة والذي طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن المسلسل برمته، آت من خيال الكاتبة، فلم يحدث أن تعرض دكتور الجامعة لطالبة من طالباته، ولم يحصل أن ظلم طالب أو طالبة في نتيجة امتحانه، وكثيراً ما كنا نتلقى اعتراضات طلاب على نتائج الامتحانات، فكنا نعيد النظر في النتيجة ونصحح الخطأ إن ورد ونرد اعتبار الطالب، وهذا أمر معمول به عبر تاريخ الجامعة العريقة .

ويتابع المصدر: أما ما رأيناه في المسلسل، ففيه الكثير من التجني والتحامل على حرم الجامعة، وعلى مقامها الرفيع، وإذا كانت الطالبة تظن أن أفكارها الخيالية ستمر مرور الكرام فستكون مخطئة لأن الحساب سيقع عاجلاً أم آجلاً .

أضاف المصدر: تقدمنا بطلب إلى الجهات الرسمية المختصة لوقف عرض العمل، لكن الأمر لم يلب، ولهم في ذلك الكثير من الأعذار منها أمور إنتاجية وأخرى تسويقية، وأخرى رقابية، لكن في النهاية، سينال كل من أخطأ في حق الجامعة حسابه وفق القانون .

ونفى المصدر أن تكون رئاسة الجامعة قد قررت حرمان الطالبة من إنجاز رسالة دكتوراه كانت في صدد تقديمها، لكنه استدرك: “عندما نضطر لذلك فلا شيء سيمنعنا من ممارسة حقنا في معاقبة من أساء للجامعة ثم يأتي لينجز مستقبلاً له فيها” .

في المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي أيضاً طلب “المصدر” عدم ذكر اسمه إلا “إذا اقتضت الضرورة”، وقال في تصريح لـ”الخليج” إن المؤسسة لم تتلق أي طلب من جامعة دمشق لوقف عرض العمل .  وتابع “كل ما نشر في الصحافة ليس رسمياً - حتى الآن على الأقل - والجهة المخولة بوقف عرض العمل هي الرقابة في التلفزيون، والرقابة لم تتحدث بشيء من هذا القبيل . . قد لا تكون الجامعة على علم بما نشر في الصحف، والأمر لا يعدو كونه فرقعة إعلامية” .

وأضاف مصدر المؤسسة العامة للإنتاج: “المسلسل كتب وعرض النص على الرقابة، وبعد ذلك تم تصويره وكان يكشف في الإعلام عما يتناوله في محاوره، فلماذا لم يعترض أحد حتى بدأ العرض؟” .

وتساءل المصدر: هل نسي القائمون على الجامعة بأن العمل تم تصويره داخل حرمها؟

مصدر الرقابة، وهو الآخر لم يرغب في الكشف عن اسمه، قال إن الجامعة مقصرة في حق نفسها في هذه القضية التي أثارتها، من كون الكثير من مشاهد العمل تم تصويرها داخل حرم الجامعة .

وقال المصدر في معرض تعليقه على الأمر: “هناك جهات رسمية يمكن أن تلجأ إليها الجامعة، وإذا فعلت ذلك وكانت جهات من التي يجوز لها التدخل في الأمر، فعندها قد تنجح في وقف العمل، إما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، مجرد كلام في الإعلام، فإن شهر رمضان سينتهي وينتهي معه العرض، ولا تكون استفادت بشيء” .

وتابع المصدر الرقابي مخاطباً الجامعة: “ألم يتم تصوير مشاهد كثيرة من العمل في الجامعة؟ أين كنتم وقتذاك؟ ولماذا الاعتراض الآن وليس عندما كانت كاميرات التصوير في حرم الجامعة”؟

وختم معلقاً على احتمالية إحالة الكاتبة إلى مجلس تأديبي في الجامعة: “في حال كانت الكاتبة طالبة جامعية فهذا الأمر وارد، أما إذا لم تكن كذلك فالأمر يحتاج إلى قنوات أخرى، ولا أعتقد أن الكاتبة ستحال إلى المجلس في نهاية الأمر” .

من جهتها قالت الكاتبة آراء الجرماني للخليج: “الجامعة التي في العمل هي جامعة افتراضية، ومنصب مدير الجامعة الذي يجسده النجم سلوم حداد افتراضي، فهو ليس موجوداً أصلاً في الجامعة . ركزت على أخطاء عادة ما يتحدث عنها الطلاب والطالبات، ولم أقصد الإساءة لأحد” . وتابعت آراء: “هم اعتبروا أن إثارة الموضوع يتم بطريقة غير مقبولة، وقد قرروا إحالتي إلى مجلس تأديبي وقد يحرمونني رسالة الدكتوراه التي سأنجزها في الجامعة، علماً أن وزير الإعلام الدكتور عدنان محمود رفض وقف عرض العمل لأكثر من سبب أولها أن المسلسل حصل على كل الموافقات المطلوبة، وثانياً أن المسلسل من إنتاج وطني وكلف الدولة أكثر من 60 مليون ليرة سورية، وكذلك كان رأي الرقابة . إذا أرادوا التصرف فأتمنى أن يتصرفوا بما يقتضيه القانون” .