2013/05/29

شام إف إم تضيء شمعتها الخامسة من أجل سورية
شام إف إم تضيء شمعتها الخامسة من أجل سورية


سلوى عباس – البعث



في خضم الزخم الإعلامي الذي أخذت تبثه القنوات الفضائية المغرضة في تفعيل الأزمة السورية، برزت إذاعة “شام إف إم” نجمة تضيء سماء الإعلام إلى جانب باقي وسائل الإعلام السورية التي أثبتت حضورها في وجه الضخ الإعلامي المزيف الذي سخّر كل وسائله وطاقاته لتضليل الرأي العام حول حقيقة الأزمة السورية، وقد تجاوزت إذاعة “شام إف إم” في خطها الإعلامي المسار الذي وضع للإذاعات الخاصة باقتصار برامجها على المنوعات فقط، فتحولت هذه الإذاعة عبر رؤية مديرها الأستاذ سامر يوسف إلى مشروع إعلامي متعدد المنابر، وقد ساهم في تعزيز هذه الرؤية الكادر الإعلامي العامل في هذه الإذاعة. ودرجت الإدارة منذ انطلاق الإذاعة في 7/7/ 2007 على الاحتفال بميلادها بإضاءة شمعة جديدة في هذا المشروع الإعلامي الوطني، فانطلقت بها في ذكرى ميلادها الثانية من المنوعات عبر موجة الـ “fm” إلى إذاعة فضائية على الستالايت عبر موجة الراديو، وفي ميلادها الثالث أُطلق موقع الكتروني، وفي عيدها الرابع أُدخلت إليها نشرات الأخبار وتحولت بسبب الأزمة التي تعيشها سورية من وسيلة منوعات بطابع ترفيهي ممتع، إلى وسيلة إخبارية تواكب الأحداث أول بأول، وقد أثبتت حضوراً إعلامياً لافتاً بحكم الموضوعية والجرأة والمصداقية التي تناولت بها الأزمة بكل وجوهها سواء من خلال الأخبار التي تبثها بشكل عاجل عبر مراسليها في المحافظات، أم عبر الحوارات التي كانت تستضيف فيها أعلاماً في الفكر والسياسة على اختلاف مشاربهم وميولهم.

وبالأمس أضاءت هذه الإذاعة الوطنية بامتياز شمعتها الخامسة لأجل سورية، وللوقوف على طبيعة احتفاء أسرتها بهذه المناسبة التقينا الإعلامية هيام حموي لنسألها إذا كان من برنامج مخصص للاحتفال بهذه المناسبة فأجابتنا: لقد أجَلْنا “طموحاتنا ومشاريعنا” بالنسبة للإذاعة وللإدارة التي اعتادت كما يعرف مستمعونا أن تحقق نقلة وإنجازاً جديداً في كل عيد للإذاعة، وأنا كعاملة في الفن الإذاعي أرغب دائماً أن أقدم شيئاً جديداً كإضافات إلى أفكار البرامج الموجودة، لكن الأولوية في هذا الظرف لمتابعة الحدث، حيث إننا إذا فكرنا ببرنامج منوعات –وأنا هنا أتحدث عن نفسي وطبيعة عملي في الإذاعة- أضع في اعتباري أنه قد يأتي بأية لحظة خبر عاجل يقطع تسلسل أفكار البرنامج، لذلك نحن مضطرون في هذه الفترة للتفكير بطريقة مختلفة عما تعودنا حتى تتجاوز سوريتنا الأزمة التي تعيشها، ولكي نقدم صورة للإعلام الذي يجعلنا جديرين بوطننا في هذه المرحلة، وعندما فكرت ماذا يمكن أن أقول في العيد الخامس لتأسيس الإذاعة رأيت أنه لأجل سورية مستعدين لاتخاذ الاتجاه الذي تفرضه الحالة على حساب ما كنا نتمناه فيما يتعلق بالإذاعة فنياً واحتفالياً، وقررنا ترجمة شعارنا بالبحث في الأرشيف عن مقاطع تدل على المنحى الذي اتخذناه في الإذاعة كمتابعة للأخبار وطرح أكثر من رأي، وباعتبار أن هذه السنة كانت “كبيسة” فكان الشعار ، "366 يوماً من المتابعة اليومية للأحداث والحوارات الجريئة والمنوعات الهادفة"، طبعاً في المتابعة اليومية وضعنا سيناريو ضمناه مقاطع للحظات التي كان يصلنا فيها الخبر سواء عن طريق مراسلينا، أو عن طريق محرري الإذاعة الذين كانوا يذهبون إلى مكان الحدث للحصول على معلومات تفصيلية، والحوارات الساخنة والجريئة شبيهة بالحوارات التي كانت تبث على القنوات الخارجية وأصبحت موجودة على أثير “شام إف إم” حيث إن المتحاورين كانوا يتحدثون بصراحة وجرأة ويختلفون في وجهات نظرهم ويتشاجرون، وبعد انتهاء الحوار يتصالحون، بمعنى أننا استطعنا إدراج هذه الحوارات تحت مسمى “الجدل الحر” . وفي جانب المنوعات أصبحت أفكر أكثر من أي وقت مضى عن طريقة لتوظيف الكلمة والأغنية والمقابلة حتى أوصل فكرة ضرورة التآلف بين الناس، والحقيقة كان ممكناً أن أضع أكثر من 100 مقطع في السيناريو الذي وضعته لأن كل ما فتشتُ عنه في الأرشيف كان يُترجِمُ ما عَمَدنا إلى بثه في ذكرى التأسيس الخامسة، إضافة إلى أن ضيوفي الذين كنت أستقبلهم كانوا بشكل تلقائي يطرحون أسئلتهم حول الصراعات التي نعيشها مع بعضنا على مبدأ “القمر بيضوي عالناس والناس بيتقاتلوا”، وبما أنه كما تبين أن كثرة الإلحاح على الفكرة تَرْسَخ، فكلي أمل أن تترسخ في أذهان الناس ووجدانهم أفكار الخير والمحبة بدلاً من الأفكار السيئة، وإن شاء الله نستطيع إضاءة الشمعة المقبلة، ونستطيع تحقيق طموحاتنا المؤجلة، وكما حققنا نقلة نوعية في الأخبار نعيد المستمع لتذوق الفن الإعلامي الذي نبتكره ونبدع أفكاره نحن دون أن نستورده من قنوات غربية. وبحكم اقتراب شهر رمضان أسأل هيام عن البرامج التي حضرتها من أجل هذا الشهر الفضيل، وإذا كان هناك من إضافات على برامج العام الماضي فتحدثنا: هناك برنامج يبث في الدورة الحالية بعنوان “يحيا الراديو” سيستمر بثه في شهر رمضان لأنني من خلال بحثي في الأرشيف وجدت في حواراتي أفكاراً يمكن إيصالها للمستمع لأنها تصلح لكل الأزمان، فنسمع حوارات من ثلاثين عاماً مناسبة لبثها الآن، فأحياناً أسترجع حواراتي مع أعلام سوريين كالأديب عبد السلام العجيلي، ألفة الأدلبي، نجاة قصاب حسن وغيرهم كثير، إضافة لعدد من الفنانين والمفكرين العرب فأرى الأفكار التي تتضمنها هذه الحوارات تناسب جيل اليوم، من هنا كانت فكرة “يحيا الراديو” الذي أسترجع من خلاله اللقطات المتميزة، وإن شاء الله في رمضان سيتم بثه بشكل يومي، لكن موعده سيكون منتصف الليل، أما بالنسبة لباقي البرامج في رمضان فالذي أستطيع قوله: إنه نظراً لتحول معظم الزملاء إلى قسم الأخبار، تقلص  قسم المنوعات، فبما هو متاح سنحافظ على الأساسيات المطلوبة في شهر رمضان كالمسابقات وإعداد أطباق الطعام، وهناك شيء جديد هو من ضمن المشروع الذي لم أتحدث عنه والذي أشترك به مع الفنانة لورا أبو أسعد حيث أنجزنا تجربة “الكتاب المسموع” سجلنا كتاباً سنبثه على حلقات اعتمدنا فيه على كتاب “مزرعة الحيوانات” لجورج أورويل وهو كتاب عميق وطريف في الوقت ذاته سنقدمه على حلقات، وقد صادف موعد بثه في رمضان، وهي تجربة جديدة، وهناك مشاريع أخرى لم تكتمل سنتحدث عنها عند إنجازها، إضافة لوجود حيز صغير للدراما، هذا كل ما يمكن أن نتحدث به عن خطط الإذاعة في الفترة القادمة.