2012/07/04

شام FM .. " يا قمر على دارتنا"... سامر يوسف مدير الإذاعة... من الحلم الى الحقيقة
شام FM .. " يا قمر على دارتنا"... سامر يوسف مدير الإذاعة... من الحلم الى الحقيقة

سلوى عباس – البعث ميديا

حلمي كان أن أنشىء إذاعة متطورة وعصرية وأصيلة

كما حورية الندى تقشر الضوء عن النجوم.. هكذا بدأ سامر يوسف مدير إذاعة "شام اف ام" يكشف عن نجوم مشروعه الإعلامي الذي بدأه بإذاعة منوعات، ثم أطلق الإذاعة فضائياً على الستالايت عبر موجة الراديو،

ومن ثم أنشأ موقعاً الكترونيا وبعدها أدخل نشرات الأخبار كفقرات رئيسية في برامج الإذاعة، وقد شكلت هذه الإنجازات مفاجآت لجمهور إذاعة "شام اف ام" حيث كان في كل عيد للإذاعة يكشف عن إنجاز، وباعتبار أن هذه الإذاعة التي ناغمت ما بين المتعة والفائدة انطلقت في يوم  7/7/2007الساعة السابعة وسبع دقائق فإن السؤال برسم مفاجآت السيد سامر ماذا ستكون عندما تبلغ "شام اف ام" عيدها السابع.

كانت إذاعة "شام اف ام" حلماً رافق مديرها سامر يوسف منذ الطفولة واستمر معه رغم دراسته للحقوق التي يرى أن قواسم مشتركة تجمع بينه وبين الإعلام، حيث أن المهتم بالمجالين يكون على تماس مع كل مشاكل وقصص المجتمع، بكل مستوياتها وأطيافها، لكن متعته وهوايته الإعلام منذ أن وعى الحياة وأصبح يدرك جمالية الاستماع للإذاعة التي أحبها كثيراً، فكان حلمه  كما يحدثنا أن ينشىء إذاعة "اف ام" ومما كان يثير استغرابه اقتصار  بث أغاني فيروز  على الفترة الصباحية فقط فيقول:  "كنت أقول دائماً عندما أكبر وأفتح محطة إذاعية سأخصص فترة من المساء لأغاني فيروز، وكنت أثناءها أستمع لهيام حموي على أثير مونت كارلو، فكنت أضيف لأحلامي  حلماً آخر بأن تأتي إلى سورية وتشاركني في الإذاعة طالما أنها سورية، وما وصلت إليه "شام اف ام" الآن هو نتيجة أحلام طفولة ومراهقة وشباب، وأنا أحاول أن أحقق هذه الأحلام التي حلمتها منذ زمن والتي أرى أنها بالنهاية ترتبط بالوطن بشكل عام، ولاأخفيك عندما  كنت أتابع المحطات اللبنانية والـ"بي بي سي، مونت كارلو، الشرق" كان السؤال يلح عليّ ماذا ينقصنا في سورية حتى يكون لدينا إذاعات كهذه، هذا الذي كنت أشعر أنني قادر على تنفيذه مع توفر الطاقات، واستمر الحلم إلى أن أصدر السيد رئيس الجمهورية مرسوم الإذاعات الخاصة، وهذه يجب أن تذكر من ضمن الإصلاحات التي تمت خلال العشر سنوات الماضية وهي بداية لحرية الإعلام، والمفروض أن بعض الأشخاص في تقييماتهم للمرحلة الماضية أو لسياسة النظام، ألا يتغاضوا عن أي شيء إيجابي، فخطأ كبير ان  ألانرى بما يحصل إلا السلبي، أو الأبيض أو الأسود، هذا غير صحيح فالحياة تضم الأسود والأبيض، فعندما يبدأ المرء بالإصلاح فإن أكثر ما يسيء هو التعميم على أي شيء كان، لكن هل هذا يعني أن كل ماكان أسود سابقاً يجب هدمه، هذا الكلام لايصح، هنا يوجد خطأ نتيجته أخذ الناس إلى مرحلة بنظر البعض بيضاء لكن في حقيقتها سوداء.

التوازن في برامجنا

وعندما انطلق مشروع إذاعة "شام اف ام" كان هناك الكثير من الإذاعات الخاصة التي انطلقت على هذه الموجة، وهنا يحضر السؤال حول الأسس التي وضعها  سامر يوسف لمشروعه الإذاعي ليكون متميزاً ومختلفاً عن الإذاعات الأخر فيجيب:

** الحقيقة أنه كلما كانت تصدر إذاعة كنت أسمعها وأقول - بأنانية مني-  الحمد لله لم يأخذوا مشروعي الذي أفكر به، وما نقدمه الآن في عام 2011 على أثير الإذاعة هو حلم ما يقارب العشرين عاماً أي يعود لثمانينيات القرن الماضي، وكنت أتابع كل التجارب التي أحترمها كتجربة صوت الشباب وغيرها من الإذاعات السورية الأخرى، لكنها جميعها  لم تقارب حلمي

بإذاعة متطورة وعصرية وبأحدث الوسائل العصرية في التعاطي الإعلامي، وفي الوقت نفسه أصيلة فمن لاجذور له يسقط بسرعة، وهنا لاننسى التذكير بتاريخنا الفني الجميل، هذا الإرث الجميل الذي نظلمه كثيراً إذا قارناه بما يقدم الآن، هناك شيء عميق وضارب في جذورنا علينا أن نقدمه لأولادنا وأحفادنا، لأنه يعبّر عنا وعن أصالتنا، فما يقدم الآن مرحلة وستنتهي، وقد كان موجوداً في العصور كلها سواء في عصر أم كلثوم وفيروز وفريد وإلى الآن يمكننا أن نسمع الشيء الأصيل بعيداً عن الغث، هذا موجود بحياتنا، ونحن بحياتنا كأشخاص نمتلك في منازلنا أشياء ثمينة وجوهرية ونحافظ عليها مهما تنقلنا من بيت لآخر أو من دولة لأخرى، وهناك أشياء نستخدمها لأشهر قليلة ثم نستغني عنها، لايمكننا تجاهل وجود أشياء مؤقتة لدينا، فهذا الجمع بين الحديث والأصيل بأحدث أساليب الإعلام المعاصر نطلق عليه تسمية "فن إعلامي"، وهذا الفن يتطور، سواء بنشرة الأخبار، بأسلوب الحوار ومدته، وكانت رغبتي أن تصل "شام اف ام" للعائلة السورية كلها على مختلف الأعمار، ربما أكون قد حققت 70% من مشروعي لكنني أراها نسبة جيدة قياساً بالظروف التي واجهتنا، وأرى أنني حققت إنجازاً لابأس به ومن هذه الفكرة انطلقت السياسة التي نعمل عليها في الإذاعة، ودائماً أطلب من أسرة "شام اف ام"  الحفاظ على التوازن بكل ما يقدمونه من برامج، ليكون مقبولاً من قبل المستمعين.


مهمة الإذاعة هو التعاطي مع الشأن العام

بسبب الأزمة التي تعيشها سورية الآن تحول مسار "شام اف ام" من إذاعة منوعة إلى إذاعة إخبارية مواكبة للأحداث، إلى أي مدى شعرت بأهمية إدخال الجانب الإخباري في الإذاعة ضمن هذا الضخ الإعلامي من القنوات الفضائية ما الذي يمكن أن تضيفه الإذاعة بنشرة أخبارها؟

** تعرفين أننا إذاعات غير سياسية بالدرجة الأولى، طابعنا فني ترفيهي، ونحن نطالب بتوسيع هامشنا، وإيجاد قانون إذاعي متطور يواكبنا كإذاعات لأن ما نقدمه متطور كثيراً عن القانون الموجود، وأهم منه بكثير، لكنني منذ اللحظة الأولى التي بدأت بها في الإذاعة كنت أعرف أنه ليس متاحاً لنا الحديث بالسياسة، لكن برأيي أي إذاعة تمنع من التعاطي مع الأخبار والسياسة، أو ممنوع عنها شيء ما هي إذاعة منقوصة، فإنشاء إذاعة يجب أن يقوم على التعاطي بالشأن العام كله، لأنه بغير ذلك يختلط الحابل بالنابل وتضيع البوصلة، ولو أنه بالشكل العام أرى ضرورة أن يكون متاحاً الحديث بكل شيء، ولا يمنع شيء، ودون وجود خط أحمر طالما أن هناك سياسة وكوادر جيدة تتعاطى في هذا الشأن، لذلك من اللحظة الأولى التي باشرنا البث الإذاعي اتفقت مع أسرة الإذاعة على تقديم موجز أخبار، لكن باعتبار أن الأخبار ممنوعة قررنا تقديم فقرة بعنوان "معلومات أكيدة" نقدمها كل ساعة، تتضمن أخبار عامة في كل المجالات، على نسق الأخبار، بمعنى أننا تدربنا على الأخبار قبل أن يسمح لنا بذلك، وهنا تلاشت صعوبة تقديم نشرة أخبار كاملة وبوقت قصير ودون أن يشعر المستمع للحظة بأي ثغرة لأن الكادر كله مدرب على الأخبار وتحرير نشرة، ولا يعمل بشكل تقليدي فنحن لدينا مصادرنا ومراسلينا، لذلك لم نواجه أي صعوبة بهذا الأمر، ربما بعض الترتيبات والتعديلات التي طرأت في بعض البرامج، لكن كادر الإذاعة بقي كما هو لم نستعن بأي كادر خارجي، ربما نكون طورناه قليلاً ورفدناه بأشخاص لكن بقي كما هو ، ولدينا نشرات أخبار مهمة جداً صباحية في الحادية عشرة ومسائية في التاسعة مدتها نصف ساعة، يسمعنا المتلقي دون ملل لأنها تتضمن تقارير المراسلين بأسلوب تقديم مختلف، وأنا أعتبر أننا نجحنا في هذا الامتحان، ولو أنه لم يكتمل لكننا نسعى لتطوير العمل باستمرار.

في هذه النقطة تحديداً أنت كشخص ممثلاً بكادر "شام اف ام" ترفع سقف العمل وتتجرأ على القانون وتجاوز الخط الأحمر؟

** نعم ماقمنا به هو جرأة على القانون وتجاوزاً للخط الأحمر ونحن مخالفين للقانون منذ اللحظة الأولى لإطلاق الإذاعة، لأن القانون الناظم للإذاعة لا يسمح لنا سوى ببث الأغاني والإعلانات، لذلك من الطبيعي لنكون مميزين ومختلفين عن الإذاعات الأخرى، وعلى اعتبار أن الإذاعة وسيلة إعلام رائعة تعطينا المعلومة في أي مكان نكون فيه، دون أن نحتاج للتجهيزات التي يحتاجها التلفزيون أو البث الفضائي، فإذا طورنا هذه الإذاعة لتكون بديلاً عن الفضائية ماذا يمنع، وهنا أشير إلى فكرة هي أن المستمع هو الذي يملك الإذاعة، بينما التلفزيون يملكنا ويجبرنا على البقاء بالمكان، من أجل هذا كلما طورنا الإذاعة كلما انتصرت وتقدمت، فإذاعة "شام اف ام" وبشهادة الكثيرين أنها أجبرتهم للعودة إلى الإذاعة وشراء أجهزة الراديو، وبدورنا أجبناهم لتكونوا مرتاحين أكثر سنبث لكم عبر التلفزيون، لتسمعونا وأنتم في البيت، فنحن مطالبين بتطوير أساليب بثنا، ونحن لم نتوقف عند بث الراديو فقط، بل حجزنا موجة وقمر.

بثنا الفضائي " يشبه مايسمى" تيلي راديو

اختلف بثكم الفضائي عن الكثير من الإذاعات الأخرى التي تبث عبر التلفزيون حيث ربطت ما بين الصورة بنشر صور لمناطق سورية الطبيعية، وهنا يحضر هدف التعريف بسورية وجمال طبيعتها، فما الرؤية التي وضعتها ليكون بثكم الفضائي بهذه الطريقة؟

** في البداية عندما كان يسألني أحد عن عملي وأجيبهم أنني أعمل في الإذاعة كانوا يقولون لي ومن يسمع إذاعة الآن، فكنت أقول لهم انتظروا وسوف تسمعون إذاعة وبشغف، طبعاً أنا أطلع وأبحث حول أساليب البث عبر الانترنيت وموجات الـ اف ام، البث عبر الستالايت على موجة الراديو، وهذا البث ليس فعالاً على التلفزيون، بمعنى أنه خطر لي فكرة جديدة أن أحجز موجة جديدة ليست تلفزيون ولا راديو، بل "تيلي راديو" نستطيع أن نضع عليها صور، "سلايدات" لأنه أيضاً من الأمور التي أرقتني في حياتي وسببت لي الكآبة أنني كنت أشعر سورية أجمل بلد في التاريخ، لكنه مهمل وبعيد عن الأضواء، فكان من أحلامي في الطفولة أيضاً إنشاء تلفزيون وأصور كل المناطق الجميلة التي أعرفها في سورية وأعرضها عليه ليراها كل الناس، فدمجت الأفكار كلها مع بعضها راديو مع الصوت والتلفزيون والأخبار التي لم يكن مسموح لي أن أضعها على الأرضية باعتبار أني احتلت على القانون فبثنا يتم من مصر لأننا لانملك تشريعات تحقق طموحنا، ونحن كسوريين بطاقاتنا  وأفكارنا وطبيعتنا وتركيبتنا وتوسط سورية للعالم جغرافياً واختلاطنا بكل الحضارات جعلت منا أشخاصاً قابلين للتطور والابتكار، فدائماً نسمع بنجاحات مذهلة حققها سوريون حتى بدول أخرى سواء عربية أم أجنبية، فبالتحايل على القانون والبراعة ينجح السوري وأي اختراع أو تحايل إذا وظف إيجابياً يعطي إبداعات كبيرة وهائلة، فضمن هذه العقلية السورية رغبنا أن نقدم شيئاً لم يسبقنا إليه أحد، ويحقق الفائدة والمتعة للناس هذا ما أسعى إليه، فأنا أرغب أن أجعل الناس تجلس في بيوتها صباحاً تسمع فيروز وهي تتفرج على صور سورية وتتابع أخبار البلد وتقرأ رسائل الموبايلات وأخبار فنية، كما سعيت جاهداً لدمج عدة وسائل "موقع انترنيت وتلفزيون وراديو" بوسيلة واحدة، وقد حققت هدفي وبالنهاية هذه المؤسسة التي تعنيني كثيراً ستبقى لأنها لم تعد لي بل أصبحت ملك الناس والسوريين، وهنا أطلعك على معلومة أنني أرغب أحياناً بسماع أغنية سخيفة  بثها ليس من عرف شام اف ام، لأننا وضعنا لها نظاما أو شكلاً محدداً فلا أطلبها من الإذاعة بل أسمعها بطريقة أخرى لأنني لاأستطيع تشويه شام اف ام  ولو لمصلحة شخصية لأنها ليست من حقي، بل من حق الناس ومتى أصبحت الإذاعة ملك شخص فقط خسرت الناس.

أهم مافي الازمة سقوط الإمبراطوريات الإعلامية

في العمل الإعلامي مهما حاول الشخص أن يكون حيادياً لابد وأن يظهر موقفه وانحيازه في عمله كيف استطعت مع كادر الإذاعة أن توائم مابين الموضوعية والحقيقة عبر مسيرة إذاعتكم بشكل عام ومن خلال التعاطي مع الأزمة التي تعيشها سورية الآن حيث امتلكت المصداقية عند الجمهور في معلوماتها ؟

** الحقيقة أهم ما في الأزمة السورية بالإضافة لجملة الإصلاحات ورغم الألم الذي عشناه ومازلنا، والأحداث التي أهانتنا كسوريين لأنه ليس السوري من يقوم بهذه الأعمال المشينة، وليس السوري من يلجأ إلى دولة أخرى، وغيرها من الأمور أثرت في نفسي كثيراً، فأمام هذه الصورة المرتبكة والمتداخلة، أهم ما حدث هو سقوط الإمبراطوريات الإعلامية، وأن تستطيع إذاعتنا المحلية الصغيرة التي تعنى بالسوريين أن تحقق في الشارع السوري نسبة من المستمعين قد تصل للعشرين بالمئة يحترمونها برأيي هذا شيء مهم جداً كالجزيرة وغيرها من الفضائيات التي تعمل وفق أجندة مرتبطة بالغرب لدرجة أننا شككنا بأنفسنا، ففي الفترة الأولى أغلب الناس كانوا يصدقون ماتبثه هذه الفضائيات وأن الإعلام السوري لا يقدم الحقيقة وغير صادق، ومهما حاولنا إظهار الحقيقة تبقى الناس مأخوذة بما تسمع رغم تأكيدنا لهم أن مايبث غير صحيح، آلاف الأخطاء أسقطت الجزيرة، ومع أنني حتى الآن أشاهدها ولكنها سقطت بنظري كمحطة حيادية مهنية، وهنا باللاشعور أصبحنا كوسيلة إعلام سورية علينا أن ندافع ضد كذبهم، ونواجههم به وأنهم يشنون علينا حرباً إعلامية وعلى البلد والمقصود ليس النظام، فأمام سقوط هذه الإمبراطوريات الإعلامية المرعبة وقفت مع نفسي وقفة مراجعة للذات "شام اف ام" أين موقعها الآن، وأنا بتجربتي البسيطة والمتواضعة عودي مازال غضاً كإذاعة رغم اعتمادنا على خبرات إعلامية هامة ونعتز بها، لكن أيضا التجربة الإعلامية في سورية كإعلام خاص متواضعة وحديثة العهد، حاولت قدر الإمكان، كمتلقي أولاً الطلب من كل سوري أن يعتمد التحليل السياسي ولا يتبنى وجهات نظر إعلامية، بمعنى أن يستمع للإعلام السوري وغير السوري وبعدها يغلق هذه المحطات ويحلل المعلومات التي حصل عليها هل هي منطقية أم لا، وللأسف هناك من هو جاهز لأن يتبنى أي نظرية ومن كل السوريين فاختلافاتنا السياسية أوصلتنا إلى هنا، وهذا السبب في  أننا منبوذين من الطرفين كشعب، لأننا حاولنا أن نحضر رأي مختلف، أحياناً نحضر معارضين، هناك شارع في سورية غير جاهز لسماع المعارضة اليوم، حتى المعارضة الوطنية، وهناك شارع منقسم، ونحن نحاول العمل بشكل أقرب للموضوعية، لأنه لاأحد يعمل بموضوعية مئة بالمئة، إلا مايكون له رأيه الذي ينحاز له خاصة وأن سورية بخطر، فالرأي داعم لموقف ما كالدعوة للمحبة، واحترام الجيش الذي هو الضامن الوحيد لسورية، لأنه لا سمح الله إذا حصل شي لهذا الجيش تنتهي سورية، وإذا كانوا يعتبرون الـ "فلاشات" التي نقدمها في الإذاعة كتحية للجيش موقف أقول لك نحن لا نعتبره موقفاً فقط بل ونفاخر به، بمعنى أنا لاأساوم بمواقف تمثل حماية للبلد، هذا شعاري، أنا مثلاً مع الرئيس بشار الأسد لأنه صمام الأمان والوحيد المؤهل لحماية سورية، وكي يسمعنا الطرفان يجب أن نكون أقرب ما نستطيع للحقيقة لأنه لايوجد وسيلة إعلام حقيقية مئة بالمئة، مثلاً شام اف ام تقدم أحداث يوم الجمعة من مظاهرات وشغب وغيرها، لكن هناك أشياء تفرض نفسها بشكل مفاجىء كخروج مظاهرات سلمية  منظمة بشكل صحيح هي كمظاهرات الأكراد التي بقيت ضمن شعاراتها وهتافاتها دون أن يحصل أي شيء، لكن هناك مظاهرات أخرى يحصل فيها فوضى، المشهد مختلف وبالتالي التعاطي مع المشهد  يفترض أن يكون مختلفاً أيضاً، وفي فترة من الفترات كانت الرواية الرسمية مغيبة، ونحن كإعلام خاص نسأل عن السبب، ونحن نعرف القصة أحيانا نقولها وأحياناً لا، هذا التعاطي الإعلامي  مهم أن نكون دقيقين فيه، إذا ما عندي معلومة شافية أتجاهل الخبر وهذا خطأ لكن أفضّل أن لاأقول على أن أقول معلومة كاذبة، ومع ذلك نقع أحياناً بمطبات، وأحياناً نأخذ من مصدر غير موثوق لكن كبريات الوسائل الإعلامية تقع بهذه المطبات، ربما قلة عدد الأخبار الكاذبة على إذاعتنا هذا شكل مصداقية لدى الناس، وإن كان الناس يطلبون المزيد، يقولون الإذاعة جيدة لكن نريد تغطية أفضل، وهناك الكثير من الأمور تحصل ونتغاضى عنها لأن سورية موجوعة وتحتاجنا جميعاً أن نتجاوز مشاكلنا لنكون معها. وعندما يندمل جرحها حينها لكل حادث حديث. يعني أنا أتمنى لو أن هذه المظاهرات حصلت بظرف مستقر وآمن لنغطيها بشكل مباشر، فأنا يسعدني هذا الحراك الشعبي جداً لكن يجب أن يكون منضبطاً أمنياً وهذا يدل على حضارة أما بغوغاء وفوضى نشعر بالخطر على البلد وهذا الأمر يرعبني.

الإعلام منبر المواطن وصوته

اتهم الإعلام السوري بتوجه خطابه للشارع السوري فقط متجاهلاً ماتضمنه المحطات الأخرى لخطابها من تجييش وتعبئة لبث الفتنة والطائفية والخراب في سورية بما تملكه من تقنيات متطورة تفبرك عبرها الكثير من الأكاذيب والتضليل الإعلامي، رغم أن الإعلام السوري بكل مجالاته استطاع أن يحقق حضوره لدى المشاهد من موقعك كمدير لوسيلة إعلامية تسعى جاهدة لتقديم الحقيقة قدر المستطاع كيف تقيم واقع الإعلام السوري وأدائه في رصد الأزمة التي تمر بها سورية؟

** لايختلف اليوم اثنان على أن الإعلام يمثل منبر المواطن وصوته في العالم كله، لذلك كان من الضروري التوجه للمواطن السوري لأنه هو من تحاك ضده المؤامرة، لكن يجب أن يكون الخطاب الإعلامي متوازناً وموضوعياً يأخذ بالاعتبار الآراء الأخرى التي قد نتفق أو نختلف معها، وهذا ما وقعنا به في بداية الأحداث من خلال برنامج " كيف حالهم حبايبنا" الذي كان يقدمه الزميل سلام إبراهيم، وقد لاحظنا أن أكثر الاتصالات انفعالية ومتشنجة تجاه الطرف الآخر مما يؤشر لوجود انقسام في الشارع السوري، ونحن كوسيلة إعلامية سورية تهمها مصلحة البلد بالدرجة الأولى، مهمتنا ألا نساهم في هذا الانقسام وزيادته، والعمل على التقريب بين الناس، هذه هي رسالتنا منذ انطلاق المحطة، فنحن بحاجة أن نتقبل بعضنا وخاصة في هذا الظرف السيء الذي تعيشه سورية لأننا جميعنا شركاء في الوطن حتى لو اختلفنا سياسياً.

أما بالنسبة لأداء الإعلام السوري فقد تطور كثيراً منذ بداية الأزمة حتى الآن، وقد كان هناك الكثير من السقطات والتغطية السيئة خاصة وأننا في سورية لسنا معتادين على هذه الأجواء الأمر الذي أربكنا جميعاً، وقد أثبت الإعلامي السوري أنه يعمل بشكل ممتاز إذا أعطي هامشاً للعمل بثقة وحرية، مع لفت النظر أيضاً إلى وجود كوادر غير قادرة على تطوير أدواتها وأسلوبها وعليها إخلاء الساحة لمن يملكون مقومات النهوض بخطابنا الإعلامي ليكون موازياً إذا لم نقل متفوقاً على الخطاب الإعلامي الآخر، وما أقصده  هنا أن بعض الإعلاميين لايستطيعون تطوير خطابهم الإعلامي وأسلوب طرحهم لأفكارهم، فليس منطقياً أن أحاور شيخاً بنفس الطريقة التي أحاور بها مجرماً في برنامج "الشرطة في خدمة الشعب" وأؤكد على كلامك أن الخطاب الإعلامي السوري وتحديداً الفضائية السورية استطاعت أن تثبت حضورها قياساً بالمحطات الأخرى، لكن بالمقابل هذه المحطات عززت حضورها عند الموالين فقط، وهذه سلبية، لأنه علينا أن نكون متوازنين في خطابنا حتى لو كانت نسبة غير الموالين 10% يجب أن نتوجه إليهم لأنهم هم الحدث حالياً ، كذلك علينا كإعلاميين ألا ننسى الشريحة المترددة في موقفها، هؤلاء أيضاً مسؤوليتنا أن نخاطبهم بالمنطق ونقنعهم برسالتنا لا أن نخاطبهم بخطاب تعبوي أو تجييش لفئة، ولاأن  يقتصر خطابنا على الموالين فقط لأن هؤلاء سيبقون على موقفهم بغض النظر عن نوعية الطرح الذي نقدمه لهم، كذلك علينا كإعلاميين أن ندقق بالشعارات التي يهتف بها المواطنون، فنحن في سياستنا الإعلامية  مع الرئيس بشار الأسد لمحاربة الفساد والطائفية، وتحقيق الديمقراطية والتعددية الحزبية، وغيرها من الأمور التي تطورنا، لكننا ضد الشعارات المؤيدة المستفزة، وضد الشعارات المعارضة المستفزة، نحن مع الرئيس لأنه الضمانة للسوريين جميعاً الذين لم يفقدوا أملهم به حتى الآن ولو كان الأمر غير ذلك لما وجدنا هذه الحشود في الشوارع تؤكد تأييدها له وانتمائها لنهجه ومسيرته الوطنية.

ضمن حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها السيد رئيس الجمهورية قانون جديد للإعلام من منطلق أنك قانوني وإعلامي ما الصيغة التي يجب أن يصاغ وفقها هذا القانون ليكون داعماً حقيقياً للإعلام؟

** المطلوب من قانون الإعلام الجديد ليلبي مطالب الإعلاميين ويواكب التطور الإعلامي العالمي أن يكون مرناً وديناميكياً بعيداً عن النظر إليه كمقدس لايمكن الاقتراب منه، كذلك من الضروري أن يمثل حماية وحصانة  للصحفيين من المساءلة إلا حسب إجراءات محددة يحاسب الصحفي على أساسها بشكل ينصف الصحفي والقانون معاً، وهذا لايعني أن يترك المسيء دون محاسبة لكن المقصود بالحماية أن لايخضع الصحفي للمساءلة لأي سبب كان، إضافة لضرورة تسهيل الحصول على المعلومة وتوحيد المرجعية، وعدم شخصنة القنوات الإعلامية أو خضوعها لطوائف وأحزاب خاصة وأننا رأينا خطورة الطائفية في الأزمة التي تعيشها سورية ومن الضروري ألا تكرس إعلامياً.

خطوطنا الحمراء مصلحة سورية

وبالنسبة لسياسة إذاعتكم، ما هي الخطوط الحمراء التي تحكمها؟ أو بمعنى آخر ماأفق الحرية المتاح لها؟

** أفق الحرية متاح للمدى الذي يخدم رسالتها، وليس من خط أحمر لدينا في الإذاعة سوى مصلحة سورية، ففي هذه الأزمة كانت هناك بعض الأحداث ذات صبغة طائفية لايمكنني أن أبثها ولو كان المطلوب مني كوسيلة إعلامية أن أنقل الحدث كما هو، لكن حرصاً على مصلحة سورية هناك بعض الأحداث لايمكن بثها، وما عدا ذلك هامشنا كبير بما يخدم بلدنا وشعبنا.

لا يوجد ديمقراطية بدون أسس

وكيف تنظر لغياب المثقفين بهذه الأزمة الذين اقتصر دورهم على بعض الهرطقات على صفحات الفيسبوك والصحف المعارضة؟

** حالة من التخبط، هناك أمر يجب ألا ننساه أن القضية محقة جداً، هناك كلمة حق يراد بها باطل، ينادون بالديمقراطية وبمطالب للشعب وشعارات رائعة باستحقاقها، لكن بالمقابل لايوجد ديمقراطية بدون أسس، ولاثورة بدون قيادة تنظمها بعيداً عن الغوغائية والفوضى التي لن تخدم سوى أعداء البلد. أما بالنسبة للمثقفين الذين كتبوا في الصحف المعارضة فلا يمكننا وضعهم جميعهم في كفة ميزان واحدة فمنهم من كتب شيئاً محترماً ويخدم البلد، وقد أوردنا مقاطع في إذاعتنا مقاطع مما كتبوا تحت عنوان "قالوا على أثير شام اف ام" أما ما عداهم فهؤلاء شخصيات ضعيفة ومهزوزة وهؤلاء الذين يمضون أوقاتهم بالتنظير وعند أول امتحان في انتمائهم لوطنهم نراهم سقطوا، وكانوا ينتظرون  إلى أين ستصل الأمور حتى يحددوا موقفهم وهؤلاء لايستحقون الاحترام، فمن المعيب أن يختبئوا وراء ضبابية الموقف، فالوضوح مطلوب من الجميع مهما كان موقفهم لأن هذا يعبر عن شخصيتهم بغض النظر عن توافقنا أو اختلافنا مع هذا الموقف، وأنا أحب الصادقين وأحترمهم لأنهم ضمانة المستقبل، بينما المتذبذبين فالخوف منهم لأنهم يطعنون في الظهر لحظة الضعف.

اعتاد جمهور "شام اف ام" على مفاجأة تقدمها لهم في كل عيد للإذاعة ماهي مفاجأة هذا العام حيث احتفلتم منذ أيام بالعيد الرابع لإذاعتكم؟

** بصراحة لم يعد هناك مفاجآت لأن الوضع في سورية أرهقنا جداً، والمشاريع في ذهني كثيرة لكنها فقدت بهجتها ومعناها أمام ما يحصل.

ومع ذلك بماذا كنت تفكر بهذا العيد؟

** كنت أفكر بفضائية إخبارية موازية للإذاعة.

وبعيداً عن العمل والإذاعة كيف يعيش سامر يوسف الحياة؟

** أوقاتي روتينية أقضيها كلها في الإذاعة ومع أسرتي، أنا من عادتي السهر لوقت متأخر من الليل أعمل على تحديث الشرط الإخباري ، وبالتالي فإن استيقاظي يكون متأخراً حيث أستمع إلى نشرة أخبار الساعة الحادية عشرة صباحاً وهي أولى نشراتنا الإخبارية، وبعد ذلك أذهب إلى الإذاعة وأبقى حتى الرابعة عصراً، ثم أذهب إلى البيت لأعود إلى الإذاعة في المساء أتناقش مع كادر العمل حول عمل الإذاعة وتطويرها فنحن نعيش في الإذاعة كأسرة واحدة، عموماً حياتي أغلبها في العمل لأنني لست من هواة العلاقات الاجتماعية.

وما دور الرياضة في حياتك؟

** ضاحكاً يجيبني، تقتصر الرياضة لدي على ساعة مشي في المنطقة التي أسكن فيها حيث الهدوء يعم المكان، وبعدها أنطلق للعمل.

وهل تحب السفر؟

** سيئة جداً، فأنا لاأسافر إلا مكرهاً بسبب الشغل والاضطرار، وعندما أسافر خارج سورية أبدو كالسمك عندما يخرجونه من الماء، ما إن يمر أسبوعاً حتى يتملكني الضجر والقلق، لذلك أكره السفر ولا أحب الابتعاد عن سورية.

وعلاقتك بالطعام ماذا عنها؟

** قد تستغربين أنني أحب الأكل كثيراً وأتذوقه، كذلك أتمتع بقدرة جيدة على الطبخ لأنني عشت فترة طويلة لوحدي وكنت أطبخ طبخات كبيرة ومعتبرة، لكنني بعد أن تزوجت تخليت عن هذه  المهام لزوجتي واقتصر دوري في هذا المجال على بعض الطبخات التي أرغب أن أعدها بنفسي، كما أتولى أمر "المشاوي" ومستلزماتها يوم الجمعة.

ماطبيعة القراءات التي تستهويك؟

** للأسف الشديد أن علاقتي بالقراءة سيئة بعض الشيء بسبب ضيق الوقت، وتقتصر على بعض المقالات على الانترنت، تستهويني الأفلام السينمائية وخاصة أفلام الجوائز، وأفلام الرعب الجيدة وليس المبتذلة.