2012/07/04

صبايا
صبايا

فجر يعقوب- دار الحياة نأمل ألا يكون المسلسل التلفزيوني السوري «صبايا» الذي أخرجه ناجي طعمي في وقت سابق، وعرض في رمضان الماضي أُنجز فعلاً من باب الرد على المسلسل السوري الآخر «باب الحارة»، كما ورد أخيراً في تصريحات متعجلة كما يبدو لإحدى نجماته. نقول ذلك بعدما اشتد اللغط كثيراً حول المسلسل الثاني، وقد آثر في أجزائه السابقة أن يحتفي بالرجل الشامي على طريقته... حتى أن منتقديه، على كثرتهم، أخذوا عليه تغييب المرأة في الحارة الشامية وجعلها زينة البيت تقوم بواجباتها كاملة في الانتظار والترجي والتلعثم أمام الرجل الوحيد في حياتها، ولا يضيرها إن كانت مقيمة بين زوجات أخريات، ما دام بوسعهن مجتمعات تحقيق سعادة «حاكم البيت» على أكمل وجه. مسلسل «صبايا» بحسب تصريح نقل عن جيني اسبر يقف على النقيض تماماً. وهو هنا يثأر لنفسه من كل الأدوار الذكورية التي جاء عليها. إذ بدا واضحاً أن نجماته يقمن بمغامراتهن المسلية بما هو أقرب إلى اللهو العابث بمبرر ومن دون مبرر لتغيير تلك الصورة النمطية التي طاولت المرأة الشامية في مسلسل «باب الحارة». والأكيد أن مسلسل «صبايا» اختار أن يقدم صورة أخرى عن هذه المرأة المظلومة، فجاء على صورة مشوهة مستلهمة من مسلسلات غربية كثيرة، لا تهمها الصورة التي تمناها علينا القائمون على «العمل الترفيهي المطلوب من قبل المحطات». والآن وقد اعتذرت النجمة نسرين طافش عن مشاركات أخرى في أجزاء مقبلة من «صبايا» - وهي تكاد تعد بحق نجمته الأساسية - فيما تلكأت كاتبته رنا حريري عن المضي قدماً بكتابة الجزء الثاني بسبب الارتجالات الكثيرة التي قام بها المخرج طعمي، فإن ثمة أسئلة تضاف إلى هذا السباق في تصفية الحساب مع مسلسل يريد كثر أن يقولوا كلمة بحقه، سلباً أو إيجاباً، هذا اذا افترضنا فعلاً أن صبايا المسلسل هن الصورة المشتهاة والبديل العاطفي والإنساني المطلوب في مثل الحالة الغاشمة التي فرضها «باب الحارة» على النساء الشاميات الصابرات خلف الأبواب الموصدة بإحكام. ولا شك في إن الرد لا يكون بالتطرف الأعمى، بحيث لا نعود نعرف ما إذا كانت صبايا المسلسل تقوم من طلوع الصبح على تقليد ومحاكاة نجمات مسلسلات غربية معروفات جيداً للمشاهد السوري. مسلسل «باب الحارة» لا يقدم صورة حقيقية وواقعية عن المرأة الشامية، وهذا أمر ربما أدركه كثر أيضاً ولم يعد مجدياً تكراره. ولكن ما هو بحاجة إلى تأكيدات وإثباتات هو أن «صبايا» لا يعبر أيضاً عن الواقع الجديد لهذه المرأة. وما انسحاب النجمة نسرين طافش والكاتبة رنا حريري غير برهان إضافي على أن المسلسل أخطأ أيضاً في الإفادة من الاعتدال. والأهم من كل هذا هو إضاعته القدرة على التصويب في المكان الصحيح، فجاء من عوالم أخرى